تحذيرات لإسرائيل من إثارة غضب مصر.. الخلاف يخرج من "الغرف المغلقة" للعالم
نجحت مصر، مرة أخرى، في وضع الاحتلال الإسرائيلي في مأزق أمام العالم، بعد أن رفضت التنسيق مع تل أبيب لتنظيم حركة المرور في معبر رفح، حسب تقرير لصحيفة "هآرتس" العبرية.
وأشار تقرير الصحيفة العبرية إلى أن معبر رفح الذي لطالما استخدمته إسرائيل للضغط على حركة حماس، يتم استخدامه اليوم للضغط على إسرائيل من قبل مصر، ومن أجل إعادة فتح المعبر مرة أخرى، لذا يتعين على إسرائيل ترك إدارته للسلطة الفلسطينية.
ولفت إلى أن عودة السلطة الفلسطينية لحكم قطاع غزة يتطلب تغييرا سياسيا إسرائيليا داخليا، من خلال إقالة بعض الوزراء المتطرفين أمثال وزير المالية سموتريتش.
وأضافت أن الخلاف بين إسرائيل ومصر توسع، وخرج من الغرف المغلقة للعالم، وهو ما ظهر بقوة في موقف مصر من التنسيق في معبر رفح، والانضمام لجنوب إفريقيا في دعواها المقامة أمام محكمة العدل الدولية.
تحذيرات إسرائيلية من إثارة غضب مصر
تحدث الدكتور شاي هار تسفي، الخبير الإسرائيلي في القضايا الإقليمية والدولية، وكبير الباحثين في معهد السياسات والاستراتيجية بجامعة رايخمان، والقائم بأعمال المدير العام السابق لوزارة الشئون الاستراتيجية، عن قرار مصر بالانضمام إلى جنوب إفريقيا في محكمة العدل الدولية.
وقال في تصريحات نقلتها صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إن مصر ترى أن الاجتياح الإسرائيلي رفح يحمل نطاقا واسعا من التهديدات والتحديات، حيث يعود السبب الرئيسي في قرار مصر بتحدي إسرائيل في محكمة العدل الدولية، إلى تفاقم الصعوبات الإنسانية في غزة والسيطرة من قبل إسرائيل على معبر رفح البري من الجانب الفلسطيني.
ولفت إلى أن ما فعلته مصر هو حلقة في سلسلة الغضب من التصرفات الإسرائيلية التي بدأت بمحاولة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، والادعاء بأن مصر تدعم هذا المخطط، ولكن الحكومة المصرية نفت التقارير الإسرائيلية ووصفت التهجير بأنه خط أحمر.
وأضاف أن الاستياء المصري من الممارسات الإسرائيلية في رفح ظهر في رفضها التنسيق مع إسرائيل بشأن حركة المرور في معبر رفح.
وشدد على أنه يتعين على إسرائيل تجنب إثارة غضب مصر، لأن اتفاقية كامب ديفيد للسلام تعد إحدى أهم الاتفاقيات الاستراتيجية التي تملكها إسرائيل، ولها آثار إقليمية وأمنية متعددة، وبالتالي يجب عليها تجنب أي تحركات عسكرية في رفح من شأنها التأثير بالسلب على العلاقات المهمة مع مصر.