متحدث الصليب الأحمر بقطاع غزة يكشف لـ"الدستور" تفاصيل الأوضاع الإنسانية الحالية
قال هشام مهنا متحدث الصليب الأحمر في قطاع غزة، إن الوضع الإنساني لا زال متدهورا، والأهالي الآن يواجهون ارتفاعا في درجات الحرارة، وتحولت آلاف الخيام إلى أفران بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مشيرا إلى أن وفاة طفلين مؤخرا بسبب ارتفاع درجة الحرارة في رفح.
وأكد مهنا في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هناك انتشار حاد للأوبئة والحشرات بفعل الأزمة المتزايدة في النفايات الصلبة والمخلفات وانعدام إمكانية معالجة مياه الصرف الصحي، متابعا "نشاهد آلاف الأطنان من النفايات التي تتكدس في الشوارع في الطرقات التي يقام عليها آلاف الخيام أيضا، ولا زالت منظومة القطاع الصحي متدهورة، وهناك محدودية في الدعم الإنساني الذي يدخل بالرغم من الزيادة في الشاحنات التي تم السماح لها بالدخول إلى قطاع غزة إلا أن ذلك يبقى نقطة في بحر من الاحتياجات الإنسانية.
وأضاف مهنا أن المستشفيات القليلة المتبقية العاملة في قطاع غزة، لا تكفي بتاتا لتلبية الاحتياجات الإنسانية التي تتمخض عن أولا الكم الهائل من المصابين الذين يتدفقون كل يوم إليها لتلقي العلاج، بالإضافة إلى أصحاب الأمراض المزمنة ومرضى السرطان الذين لم يتوفر لهم العلاج المناسب حتى اللحظة، وهنا تكمن خطورة حدوث عملية عسكرية موسعة في محافظة رفح والتي هي بالتأكيد سوف تأتي بعواقب وخيمة ولن تكون سوى مذبحة، نظرا للطبيعة الديموغرافية الآن التي تشكلت بمحافظة رفح بالتحديد، هناك مئات الآلاف من النازحين في ظروف إنسانية بائسة مع انعدام وصولهم إلى الخدمات الأساسية والمياه المناسبة للشرب.
مهنا: هناك أطفال يولدون ويقتلون في نفس اللحظة بسبب العدوان
وتابع متحدث الصليب الأحمر في قطاع غزة “للأسف نرى أطفال يولدون ويقتلون في الحرب، وآخر مثال على هذا الأمر كان الطفلة التي خرجت من رحم والدتها التي قتلت بفعل غارة جوية، وفارقت هذه الطفلة الحياة بعد أيام قليلة من ميلادها لتلحق بأمها، لا زال هناك آلام وجروح مفتوحة لآلاف الأسر التي لم تستطع حتى اللحظة إخراج جثث ذويها وأحبائها من تحت ركام منازلهم، متابعا: ”قد تحدثت إلى إحدى الأمهات التي كانت تناشدنا بمساعدتها في استخراج جثة ابنتها وقالت أنها تريد فقط احتضانها لدقائق قبل أن تدفنها وتضعها في قبرها، هذا جرح نازف وهذا بمثابة حاجة إنسانية لالاف الأسر الذين يحتاجون إلى إنهاء هذه الأزمة الصحية بالإضافة إلى الآلاف ممن هم معتقلين، ولم يحصل ذويهم بعد على أي معلومات عن مصيرهم أو أوضاعهم الإنسانية.
وتابع مهنا "إذا أخذنا بعين الاعتبار الكم الهائل من الاحتياجات الإنسانية اينما وجهت نظرك في قطاع غزة تجد هناك شخص بحاجة إلى شيء ما، والمساحة الإنسانية التي نتحرك فيها للأسف هي مساحة ضيقة، وما يدخل من دعم إنساني إلى قطاع غزة لا يكفي، وعدم توفر الحد الأدنى من الضمانات الأمنية الـساسية لعمل المنظمات الإنسانية والفرق الانسانية في الوصول الى من هم في أمس الحاجة للدعم الإنساني سواء في محافظات الشمال أو في جنوب قطاع غزة ايضا.
وخلال حواره لـ"الدستور"، قال مهنا: "نكرر نداءنا كلجنة دولية للصليب الأحمر بأن على أطراف النزاع الالتزام بمبادئ القانون الدول الإنساني، وعلى إسرائيل كقوة قائمة بالاحتلال في غزة أن تعمل على توفير الحماية للمدنيين بشكل فوري وأن تعمل على إتاحة الوصول لهم لكل ما يلزم من مقومات الحياة الأساسية لبقائهم على قيد الحياة".