انطلاق فعاليات الدورة 38 للجمعية العامة لـ"المنظمة العربية للتنمية الزراعية" بالسعودية
عقدت المنظمة العربية للتنمية الزراعية، اليوم الخميس، في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، أعمال الدورة الثامنة والثلاثين للجمعية العامة للمنظمة، بحضور وزراء الزراعة بالدول العربية الأعضاء في الجامعة العربية، ورئاسة محمد عبد حير مارييي- وزير الزراعة والري بجمهورية الصومال الفيدرالية.
وأكد الدكتور إبراهيم آدم الدخيري مدير عام المنظمة العربية للتنمية الزراعية، في كلمة أمام الجمعية العامة، أن هذه الدورة تنعقد في ظروف دولية وإقليمية مليئة بالتحديات حيث لا يزال مقر المنظمة الرئيسي في مدينة الخرطوم في جمهورية السودان في وضع غير آمن نتيجة الأحداث والأزمة التي يعيشها بلد المقر منذ منتصف أبريل 2023 وحتى الآن، الأمر الذي حدا بالإدارة العامة إلى نقل نشاطها إلى مقر المكتب الإقليمي للإقليم الأوسط بالقاهرة جمهورية مصر العربية.
وقال إن من أهم الأهداف التي تعمل المنظمة العربية للتنمية الزراعية على تحقيقها هي النقلة النوعية في العمل العربي المشترك في المجال الزراعي، حيث تقوم الإدارة العامة بعدد من الأنشطة التي من شأنها تفعيل الشراكة مع المنظمات ومؤسسات التمويل العربية والتركيز على تحقيق أهداف الاستراتيجية العربية للتنمية الزراعية المستدامة 2020-2030.
وأوضح إن الإدارة العامة للمنظمة قامت باستحداث نموذج التدخل الريادي المدمج (RIEEM) بتوجيه البرامج الرئيسية والأنشطة بخطة العامين 2025 و2026 بالتركيز على إحداث تحول في النظم الزراعية والغذائية بالريف العربي؛ لما له من علاقة مباشرة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة والأمن الغذائي من خلال عدد من البرامج منها إعداد حزمة من مشروعات التحول لعامي 2025 و2026 من الموازنة العامة للمنظمة.
كما تطرق الدخيري إلى بعض البنود المقدمة إلى الجمعية العامة في دورتها الحالية والتي توضح عمل الإدارة العامة خلال المرحلة الماضية من خلال استعراض تقرير المجلس التنفيذي المقدم للجمعية العامة حول أعماله خلال فترة ولايته (مايو 2022- 2024).. وكذلك بنود ترسم عمل المنظمة في المرحلة القادمة، ومنها: مشروع خطة عمل المنظمة لعامي 2025 – 2026، وسير العمل في الاستراتيجيات العربية والبرنامج العربي لاستدامة الأمن الغذائي، ودعم المنظمة لجهود الدول العربية في تنفيذ إتفاقيات "ريو" الثلاثة حول التصحر والتنوع البيولوجي والمناخ ومشروعات الشراكة المنفذة بتمويل المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا.
وكذلك بنود مالية ومنها موازنة المنظمة لعامي 2025–2026م، والحسابات الختامية للعامين 2022-2023 وتقرير الجمعية العامة على مستوى الخبراء والفنيين حول البنود المدرجة على جدول أعمال الدورة الــ(38) للجمعية العامة على المستوى الوزاري، وتقرير رئيس وحدة الرقابة الداخلية، بالإضافة إلى بند يتعلق بحيثيات خروج الإدارة العامة للمنظمة من المقر الرئيسي بالخرطوم إثر أحداث السودان، وممارستها لعملها مؤقتا من المكتب الإقليمي للمنظمة بالقاهرة.
ووجه المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية الشكر للمهندس عبدالرحمن الفضلي وزير البيئة والمياه والزراعة بالمملكة العربية السعودية على استضافة أعمال المجلس التنفيذي والجمعية العامة في دورتها الــ (38)، مقدما التحية لشعب وحكومة المملكة العربية السعودية ممثلة بجلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان.
وفي ختام أعمال الدورة الثامنة والثلاثين، أعلن عن تولي وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي رئاسة الجمعية العامة للمنظمة العربية للتنمية الزراعية في دورتها التالية الــ(39).
من جانبه، أشار وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي إلى أن أعمال اجتماع الدورة الـ (38) تعتبر فرصة للتحاور والتشاور حول أهم المشاكل التي تواجه القطاع الزراعي في الدول العربية، مؤكدا أن المملكة العربية السعودية قد أولت في رؤيتها قضايا الأمن الغذائي والتنمية الزراعية المستدامة عناية خاصة، حيث اعتمدت العديد من الاستراتيجيات الوطنية للبيئة والمياه والزراعة والأمن الغذائي القائمة في بنائها على الابتكار والتكنولوجيا.
كما تطرق الوزير السعودي إلى الموارد التي يمتلكها العالم العربي من ثروات طبيعية وقدرات بشرية وبيئات إنتاجية، مؤكدا أهمية التعاون متعدد الأطراف فيما بين الدول العربية، والعمل من أجل تحقيق تجارة بينية حرة عادلة مستقرة، وسرعة التحرك بحزم نحو إرساء سياسات تمكينية وتصميم نماذج أكثر استدامة وأنظمة إنتاج متطورة في ظل التقلبات المناخية وانتشار ظاهرة التصحر.
وبدوره، نوه الوزير المفوض الدكتور رائد علي صالح الجبوري مدير إدارة المنظمات والاتحادات العربية بجامعة الدول العربية أمام الدورة العادية الــ(38) للجمعية العامة للمنظمة العربية للتنمية الزراعية بجهود المنظمة في السعي لإدامة زخم عملها بالرغم من التحديات التي تواجهها بعد اضطرار خروج إدارتها العامة من المقر الرئيسي بالخرطوم إثر الأحداث المؤسفة التي تشهدها جمهورية السودان وممارسة المنظمة لعملها مؤقتًا من مكتبها الإقليمي.
ووجه الشكر لوزير الزراعة والغابات السوداني أبوبكر البشرى على تعاونه الدائم مع قيادة المنظمة خلال الفترة الصعبة التي مرت بها بسبب الظروف التي تعيشها دولة مقر المنظمة، لاسيما سعيه الدءوب لإيجاد مقر بديل آمن بجمهورية السودان يمكن المنظمة مباشرة مهامها منه، وذلك قبل انتقالها إلى المكتب الإقليمي بالقاهرة.
كما توجه الدكتور الجبوري بالشكر لوزراء الزراعة العرب الذين تواصلوا وتضامنوا ولا يزالوا مع المنظمة وكذلك الشكر لشركاء المنظمة الدوليين والإقليميين، كما اختص بالشكر القيادة السياسية بجمهورية مصر العربية وكافة الجهات المختصة لما قدموه وما زالوا يقدمونه حتى تقوم المنظمة ومنتسبوها من مزاولة أعمالهم بعد انتقالهم للعمل بمقرها المؤقت بالقاهرة.