وقف حرب غزة لإطفاء نيران الغضب الشعبى.. ما وراء زيارة بلينكن للشرق الأوسط؟
وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى المملكة العربية السعودية، اليوم الإثنين، في إطار جولة جديدة في الشرق الأوسط تستمر لمدة 3 أيام من الدبلوماسية المكثفة، في محاولة أمريكية جديدة لوقف الحرب في غزة، والتي قاربت على دخول شهرها الثامن، وتسببت في انهيار الدعم الشعبي الأمريكي لإسرائيل بصورة كبيرة، وفقًا لما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
محاولة جديدة لوقف الحرب في غزة
وأفادت الصحيفة الأمريكية، بأن الإدارة الأمريكية تأمل في نجاح الجهود الدبلوماسية المكثفة في وقف هذه الحرب، التي تؤجج المشاعر المعادية لإسرائيل في الولايات المتحدة، ما يعقد مسار الرئيس جو بايدن في مخططات ما بعد حرب غزة في عام الانتخابات الأمريكية.
ولفتت "وول ستريت جورنال"، إلى أن الهدف المباشر للبيت الأبيض يتلخص في التوصل إلى وقف لإطلاق النار من شأنه أن يؤخر الغزو الإسرائيلي لرفح، المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة، والتي لجأ إليها أكثر من مليون نازح فلسطيني.
وأضافت أنه على مدار عدة أشهر، كانت أولوية إدارة بايدن هي تعزيز اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى وقف مؤقت للقتال، وإطلاق سراح المحتجزين لدى حركة حماس، مع خلق فرصة لإجراء محادثات حول مستقبل غزة وتسهيل إيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى الفئات اليائسة.
ونوهت بأنه مع عدم التوصل إلى نتائج حاسمة بعد في المحادثات التي جرت بوساطة عربية حول اتفاق وقف إطلاق النار، تناقش الولايات المتحدة أيضًا مع المسئولين الإسرائيليين كيف تخطط إسرائيل لتقليل المخاطر التي يتعرض لها المدنيون إذا استمر هجومها على رفح، حسبما قال مسئولون أمريكيون.
وقال بلينكن خلال اجتماع للمنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض: إنه "في غياب خطة تضمن عدم تعرض المدنيين للأذى، لا يمكننا دعم عملية عسكرية كبيرة في رفح، ولم نر بعد خطة تمنحنا الثقة في إمكانية حماية المدنيين بشكل فعال".
وأشارت الصحيفة، إلى أنه في الرياض، يسعى بلينكن إلى تعزيز المحادثات مع كبار المسئولين السعوديين بشأن خطة طموحة لما بعد الحرب من شأنها أن تؤدي إلى إقامة علاقات دبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، وإرساء الأساس لتحقيق الاستقرار في غزة وتحديد مسار دبلوماسي يؤدي إلى إنشاء الدولة الفلسطينية.
وذكرت أن المحطة التالية لوزير الخارجية الأمريكي هي الأردن، حيث من المتوقع أن يؤكد أنه تم إحراز تقدم في توجيه المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتقول الولايات المتحدة إن التوسع في توصيل المساعدات أمر ضروري لتلبية احتياجات السكان، على أن تكون المحطة الأخيرة في إسرائيل، والتي مهد لها بايدن الطريق بعد اتصاله الهاتفي مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
تعكس الجهود الدبلوماسية الأمريكية المخاطر الكبيرة التي يواجهها بايدن وإسرائيل نفسها مع تصاعد الغضب بشأن الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين في خلال هذه الحرب الوحشية.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أنه في ظل موجة الاحتجاجات الضخمة التي تسود الجامعات الأمريكية اعتراضًا على استمرار الحرب، تتزايد الضغوط العربية على إسرائيل إنهاء هذه الحرب.
وحذر الزعماء العرب المجتمعون في الرياض من أن العملية الإسرائيلية في رفح ستكون كارثية، وحثوا على وقف طويل الأمد لإطلاق النار وفي نهاية المطاف إلى عملية سلام دائمة.
وقال رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، أمام اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي، إنه في نهاية المطاف يجب إحياء عملية السلام الدبلوماسية بهدف التوصل إلى حل دائم للصراع على أساس إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، وإنه بخلاف ذلك فإن هذه الأزمة ستستمر ولن تتوقف أبدًا وستلحق الضرر بالجميع في هذه المنطقة.
وأشار إلى أن تصريحات رئيس الوزراء مصطفى مدبولي تأتي بالتزامن مع الجهود المكثفة التي بذلتها مصر مؤخرًا من أجل صياغة مقترح جديد تم تقديمه إلى حركة حماس، إلّا أن الحركة أكدت في وقت لاحق من أن المصطلحات لا توجد بها إشارة صريحة إلى إنهاء الحرب، وهو مطلب رئيسي من الحركة، حسبما قال مسئولون مصريون مطلعون على المحادثات.
وقال المسئولون، إن حماس أعربت أيضًا عن قلقها بشأن تصريحات المسئولين الإسرائيليين التي نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، والتي تنفي استعدادهم لمناقشة نهاية الحرب أو سحب القوات من غزة.