هل هناك انفراجة فى محادثات وقف إطلاق النار بغزة؟
اعتبرت صحيفة الجارديان أن عبارة "الهدوء المستدام" في المقترح الإسرائيلي بشأن وقف إطلاق النار في غزة، والذي تدرسه حماس حاليًا، يُعد حلاً أقل إلى حد ما من "النصر الكامل" الذي روج له مراراً وتكراراً رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تعهد بتفكيك الحركة الفلسطينية، واصفة العبارة بـ"المفيدة" وتزيد درجة التفاؤل بشأن التقدم في المحادثات.
وأشارت الصحيفة البريطانية في تقرير بقلم مراسلها في القدس بيتر بومونت، اليوم الأحد، إلى النشاط المتزايد في الأيام الأخيرة حول المحادثات المصرية الإسرائيلية للوصول إلى هدنة في القطاع الفلسطيني المحاصر، لافتة إلى أنه المنتدى الذي نجح في التوصل إلى وقف إطلاق النار في الصراعات السابقة.
واستشهدت الصحيفة بتصريح مسئول إسرائيلي كبير لوسائل إعلام عبرية، بأن المحادثات مع المصريين كانت "جيدة للغاية ومركزة وشهدت حالة معنوية جيدة وتقدمت على جميع النواحي".
كما أشارت إلى أن موقف الولايات المتحدة، التي كانت تمارس الضغوط من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يتلخص في أن هناك اتفاقاً جيداً مطروحاً على الطاولة، ويقع على عاتق حماس مسئولية التزحزح عنه.
ومع إعلان حماس أنها تدرس العرض الإسرائيلي الجديد، أشارت تقارير في وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم الأحد إلى أن الاجتماعات الأخيرة لمجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي اقترحت موقفا أكثر "مرونة".
ومن المتوقع أيضًا أن يزور وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إسرائيل في الأيام المقبلة لبحث المفاوضات.
ماذا عن التهديد الإسرائيلي بشن هجوم على رفح؟
ويرى مراسل "الجارديان" أن إسرائيل أوضحت بشكل واضح أنها تستخدم احتمال عملية رفح، واستعداداتها الواضحة لها - بما في ذلك بناء مخيمات كبيرة - كتهديد صريح لحماس. وقالت بشكل أساسي إن هذه تمثل الفرصة الأخيرة لوقف إطلاق النار.
ولكن ما يزيد الأمر تعقيداً بحسب بومونت، هو حقيقة أن حماس تدرك تماماً المعارضة الدولية القوية لدخول إسرائيل إلى رفح، وخاصة في واشنطن، الأمر الذي أدى إلى تقويض هذه الرسالة.
وللتأكيد على ذلك، قالت صحيفة نيويورك تايمز يوم الجمعة: "إن إدارة بايدن تدرس فرض قيود على الصادرات الدفاعية إلى إسرائيل إذا شنت عملية واسعة النطاق في رفح".
ولتوضيح الرابط، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، للقناة 12 بعد اجتماعه بالوفد المصري: "إذا كان هناك اتفاق، فسنعلق العملية. إن إطلاق سراح الرهائن يمثل أولوية قصوى بالنسبة لنا".
ويشير بعض المعلقين الإسرائيليين أيضاً إلى تكهنات بأن المحكمة الجنائية الدولية ربما تفكر في إصدار أوامر اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين كبار، كحافز لتجدد الانفتاح على المحادثات.
ماذا يوجد على الطاولة؟
الشكل الأساسي لأي صفقة لم يتغير كثيرًا. وسيتم تقديمه على أنه "وقف إطلاق نار إنساني"، وفقًا لتقرير الجارديان.
في قلب المحادثات هناك ترتيب لوقف إطلاق النار لمدة أسابيع مقابل المحتجزين والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وقال مراسل الجارديان: “من الواضح أن الصيغة الحالية ستسمح بالإفراج عن عدد أقل قليلاً من المحتجزين، 33 مريضاً ومسناً وجريحاً - وهو ما يمثل عدد المحتجزين الباقين على قيد الحياة في الفئة الإنسانية - مقابل أعداد غير محددة من الأسرى الفلسطينيين”.
وأضاف: “والأمر غير الواضح هو ما سيعنيه إطلاق سراح المحتجزين الإنسانيين بالنسبة للمجموعات الأخرى، بما في ذلك الجنود الأسرى”.
وتشير بعض التقارير إلى أن إسرائيل أبدت استعدادها لتقديم المزيد من التنازلات في المستقبل، بما في ذلك سحب القوات التي تقسم قطاع غزة إلى نصفين والسماح بعودة السكان إلى الشمال.
وكانت المحادثات تعثرت سابقًا حول قضيتين رئيسيتين، وهما "مطالبة حماس بانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة وإنهاء الصراع والتفاصيل الدقيقة المتعلقة بالأعداد والسجناء الفلسطينيين الذين ينبغي إطلاق سراحهم".