"النقل الذكي".. سوق على مهلك وإلا الإعدام في انتظارك
كانت وسائل النقل الذكي البطل الرئيس في ارتكاب العديد من وقائع التحرش مصاحبة بالخطف خلال الفترة الماضية، الأمر الذي أدى لإثارة حالة من الجدل الكبير في الشارع المصري وعلى منصات ووسائط التواصل الاجتماعي.
واقعة حبيبة الشماع
بعد اتهام أسرة فتاة الشروق لسائق إحدى شركات النقل الذكي بمحاولة التحرش بابنتهم واختطافها، ما دفعها للقفز من السيارة خلال سيرها وأسفر الحادث عن إصاباتها إصابات بالغة وتدخل الرئيس السيسي لعلاجها بالخارج، لكن كانت نسبة الوعي لديها منخفضة ووفاتها المنية بعد أيام.
وأفاد شهود عيان في الحادث المعروف إعلاميًا باسم "حادثة فتاة الشروق"، بأن حبيبة الشماع قفزت من سيارة "أوبر" كانت تستقلها على طريق السويس بالقاهرة، بعد محاولة السائق خطفها.
فيما قالت دينا إسماعيل، والدة الفتاة إن ابنتها "حبيبة" استقلت سيارة تابعة لأحد التطبيقات الذكية، في الساعة 6:50 دقيقة من مدينة الشروق متجهة إلى مدينتي (شرق القاهرة) وفي الساعة 7:01 قفزت من السيارة أثناء سيرها، وألغى السائق الرحلة فورًا وأكمل طريقه كأن شيئًا لم يكن، موضحة أن شاهد العيان الذي أنقذ ابنتها أخبرها أنها قفزت من السيارة، وقالت له إن السائق كان ينوي خطفها ثم أصيبت بتشنجات وأفرغت ما في معدتها وفقدت الوعي.
وفسّرت الأم قفز ابنتها من السيارة بأنها تعرضت لموقف صعب قائلة: “خوفها من الخطف هو الذي دفعها لذلك”.
وتمكن رجال الأمن من القبض على المتهم ولديه "معلومات جناية" (أي سبق اتهامه في جرائم) و"بمواجهته قرر أنه حال قيامه بغلق نوافذ السيارة ورش معطر، فوجئ بقيام المذكورة بالقفز من السيارة، فقام باستكمال سيره ولم يتوقف خشية تعرضه للإيذاء"، لتأمر بعد ذلك جهات التحقيق بحبس السائق المتهم بالواقعة أربعة أيام على ذمة التحقيقات.
ودفعت حادثة وفاة حبيبة الشماع كثيرا من الفتيات للحديث عما يدور معهن داخل سيارات شركات النقل الذكى ومنهم.
تحرش سائق أوبر بطالبة جامعية بأكتوبر
واستقلت طالبة في إحدى الجامعات الخاصة تدعي يارا بالسادس من أكتوبر، سيارة تابعة لإحدى شركات التوصيل وفى طريقها من الجامعة إلى المنزل شعرت بتصرفات غريبة من السائق، وسرعان ما حاول السائق التحرش بها، فصرخت محاولةالاستغاثة، ما اضطر السائق إلى إنزالها علي الفور.
سائق يرتكب تصرف مناف للآداب في نهار رمضان
وفي نهار رمضان تعرضت سيدة تدعي “هـ.ص” لموقف صعب عندما استقلت سيارة تابعة لإحدي شركات النقل الذكي لنقلها من المنزل التي تعمل به داخل أحد الكمبوندات، إلى موقف الميكروباص القريب، الذى تستقل منه السيارة إلى منزلها.
وأثناء وجودها داخل السيارة، فوجئت بإزاحت السائق للكرسى الخاص به إلى الخلف، والإقدام على «فعل مناف للآداب» أمام عينيها، لتصاب بحالة من الإنهيار والخوف منه ما دفعها لتقديم شكوى إلى الشركة ضد السائق، لكنها لم تتلق أى رد على شكواها حتى الآن.
سائق يهتك عرض فتاة أجنبية
وسجلت دفاتر أقسام الشرطة العديد من المحاضر عن جرائم أوبر وكريم منها ما جاء في أغسطس 2023، أحالت النيابة العامة بالقاهرة سائق أوبر للمحاكمة الجنائية؛ لاتهامه بهتك عرض فتاة تحمل جنسية أجنبية.
وذكر قرار الإحالة إلى أن المتهم اعترف بارتكاب الواقعة وذلك بملامسته لمناطق العفة من جسد المجني عليها وثبت بالاطلاع على المقاطع المرئية المقدمة من المجني عليها تعدى المتهم عليها جنسيًا بملامسته لمناطق العفة من جسدها وإتيان تلك الأفعال كرهًا عنها وأقر المتهم حال مواجهته بتلك المقاطع بأنه مرتكب تلك الواقعة الثابتة بها.
سائق أوبر يتحرش بفتاة أسفل الكوبري
في فبراير من العام الماضي، أحال المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة سائق بشركة أوبر إلى الجنايات؛ لاتهامه بهتك عرض فتاة بمنطقة العجوزة.
وأكدت التحريات التي أجرتها الأجهزة الأمنية إلى صحة الواقعة وقيام السائق بهتك عرض المجني عليها تحت كوبري جامعة الدول العربية بدائرة قسم شرطة العجوزة، كان المتهم يركب سيارته، وقام بهتك عرض المجني عليها بأن ضربها بيده على منطقة حساسة بجسدها وتمكنت من الهرب وحررت محضره ضده والقي القبض عليه.
التحرك البرلماني ضد شركات النقل الذكي
قالت أمل سلامة، عضو مجلس النواب، إنها تقدمت بطلب إحاطة عاجل لرئيس الوزراء بشأن تشديد الإجراءات والقواعد اللازمة لتشغيل السائقين في تطبيقات وسائل النقل الذكي العاملة في مصر وما يستجد من شركات، وذلك بعد حدوث واقعة فتاة الشروق “حبيبة الشماع”، مؤكدة أن وسائل النقل الذكي لم تعد آمنة بعد تكرار الاتهامات بالتحرش ومحاولة الاختطاف".
وأشارت إلى أن تلك الشركات تسمح بتشغيل من لديهم أحكام جنائية، ويتعاطون المواد المخدرة وتحليل المخدرات لا يطبق على سائقي الملاكي، ومن ثم يتم التعاقد مع شركات أوبر ليتم تحليل المخدرات عن طريق الشركة نفسها، مطالبة بأن يكون التحليل من قبل وزارة الداخلية وتحت نظرها حتى لا يتم التلاعب بالتحليل نهائيا.
بعد وفاة حبيبة الشماع أو كما عرفت إعلاميا باسم فتاة الشروق تقدمت ألفت المزلاوي عضو مجلس النواب، أمين سر لجنة القوى العاملة بالبرلمان ببيان عاجل للمستشار د.حنفي جبالي رئيس مجلس النواب موجه لوزير الاتصالات والجهات المعنية حول فتح ملفات شركات أوبر وان دريفر وديدي وإخضاع العاملين كسائقين لتحاليل المخدرات قبل تعيينهم.
القانون المصري: عقوبة الخطف تصل للإعدام
صرح المستشار رواد حما، الرئيس السابق لمحكمة الجنح بأن جريمة الخطف من الجرائم التي تصدى لها القانون بشكل كبير، مؤكدًا أن مَن يفرق في هذه الوقائع هو القصد الجنائي ومظاهر الحال وتحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة وتصل العقوبة للمؤبد أو الإعدام في بعض الحالات.
وقال حما إن هناك أمرين يحكمان تطبيقات النقل الذكي أولها: القانون رقم 87 لسنة 2018 وهو قانون خدمات النقل البري باستخدام تكنولوجيا المعلومات وفي المادة 16 من هذا القانون تنص على "في حالة مخالفة السائق أي من الإجراءات والضوابط المنصوص عليها في القانون يتم معاقبته بغرامة من 5 - 20 ألف جنيه، لمجرد مخالفته للقواعد والعرف المتبع في توصيل الركاب.
الأمر الثاني إذا كان قائد المركبة قام بأي أفعال أخرى، فيرتبط هذا الأمر بقانون العقوبات، فالمادة 280 من قانون العقوبات تشير إلى عقوبة الاحتجاز دون وجه حق وتكون العقوبة اختيارية للقاضي إما الحبس من 24 ساعة لـ 3 سنوات أو غرامة حد أقصى 200 جنيه، وفي المادة 290 من قانون العقوبات وهى تنبطق على ما فعله سائق أوبر مع فتاة الشروق، فالمادة تنص على عدة نقاط هما محاولة خطف أنثى وهنا الجريمة تصل لمرتبة الجنايات فمجرد الخطف العادي لا تقل العقوبة عن 10 سنوات سجن مشدد.
أما إذا وقع جريمة الخطف على أنثى أو طفل فتكون العقوبة السجن المؤبد، وإذا ترتبط الخطف بهتك عرض أو مواقعة الأنثي فتصل العقوبة في هذه الحالة للإعدام، وفي حال إذا كان الخطف مصاحب بطلب فدية يكون الحد الأدنى للعقوبة الحبس من 15 - 20 سنة.
أضاف الرئيس السابق لمحكمة الجنح أنه من الناحية المدنية والمطالبة بالتعويض وذلك حال الوفاة أو الإصابة والضرر تتم رفع دعوى تعويضية طبقا للماده 163م القانون المدني على حارس الشئ والمقصود به “سائق السيارة”، وطبقا لمادة 174 تتمكن المجني عليها من رفع دعوي تعويضية على الشركة نفسها.
ضوابط الأمان لشركات النقل الذكي
وقال الخبير المروري اللواء أحمد هشام، لـ"الدستور"، إن مجلس الوزراء أصدر عدة قرارات خاصة بشركات النقل الذكى، لحماية الركاب والمواطنين لكن شركات النقل الذكي في مصر لم تراع تلك الضوابط، وهناك عدة إجراءات يجب الالتزام بها لتحقيق الأمان خلال رحلات شركات النقل الذكي أولها يجب وضع كاميرات وأنظمة مراقبة لحماية الركاب والسائقين، وتوثيق الرحلة، كذلك وضع حاجز زجاجى بين السائق والراكب، لتحقيق الطمأنينة للراكب والسائق أيضًا، فالكثير من السائقين يتم الاعتداء عليهم بغرض سرقتهم.
أشار هشام إلى أن الأجهزة المختصة بوزارة الداخلية لديها تقنيات حديثة لكشف صحة أى بيانات، ما يتطلب ربط أنظمة شركات النقل الذكى، بما تتضمنه من بيانات السائقين بالأنظمة المتعلقة بوزارة الداخلية، للكشف عن صحة بيانات السائقين لديها وتحرى الدقة عنهم، للتعامل مع أى طوارئ أو استغاثات بشكل أسرع وكذلك ربط أنظمة تطبيقات النقل الذكى بالأجهزة الأمنية لتستطيع الشرطة الكشف الدورى المتواصل على السائقين، لبيان مدى تعاطيهم المواد المخدرة من عدمه».
وأكد ضرورة إتاحة وسائل سهلة أمام الركاب للإبلاغ عن أى خطر يتعرضون له خلال الرحلات، مع تفعيلها على «السيستم» الخاص بتطبيقات النقل الذكى، والأجهزة الأمنية، لضمان التدخل الفورى من الجهات المختصة بشكل سريع، وفى حال عدم التزام هذه الشركات بالضوابط سالفة الذكر يتم سحب رخصة العمل منها نهائيا.