خبراء يكشفون لـ"الدستور" أبرز معوقات الاتفاق على "هدنة غزة" حتى الآن
تستمر حرب الإبادة في غزة، للشهر السابع على التوالي، أسفرت عن وقوع الالاف الشهداء والجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال.
وتحاول الأطراف الدولية والوسطاء العرب التدخل لإبرام هدنة ووقف لإطلاق النار في غزة، ولكنها تفشل بسبب تعنت حركة حماس من جانب والاحتلال الإسرائيلي من جانب اخر.
وتداولت وسائل الاعلام خلال الفترة الماضية أنباء حول إبرام هدنة لمدة ثلاثة أيام خلال عيد الفطر المبارك، بعد فشل التوصل لهدنة ووقف إطلاق النار خلال شهر رمضان المبارك.
أبو لحية: لن تكون هناك أي هدنة دون وجود ضغوطات حقيقية على الاحتلال
وفي هذا السياق، قال الدكتور جهاد أبو لحية أستاذ القانون والنظم السياسية، لن تكون هناك أي هدنة لطالما لا يوجد ضغوطات حقيقية على دولة الاحتلال تجبر مجلس حربه للذهاب نحو أي هدنة، لذلك يتعين أن يكون هناك حراك جاد من قبل المجتمع الدولي إن كانت هناك رغبة حقيقية في التوصل لهدنة أما ما دون ذلك فلن يحدث أي اتفاق.
وأوضح أبو لحية في تصريحات خاصة للـ"الدستور"، أن ما يعوق أي اتفاق هي الرغبة الإسرائيلية الإجرامية في استمرار الإجرام الإسرائيلي ليقتل وينكل ويجوع الشعب الفلسطيني، إضافة إلى الغطاء السياسي والدبلوماسي الذي ما زالت الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الدول الغربية توفره لإسرائيل تجعلها في منأى من الذهاب إلى أي اتفاق لوقف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.
العصا: أي هدنة سوف يستغلها نتنياهو لإعادة تموضع قواته
فيما قال عزيز العصا الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، لستُ متفائلا بأي هدنة في غزة، في المدى المنظور، تحقق المطالب الفلسطينية، وأي هدنة يوافق عليها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سوف يستغلها لإعادة تموضع قواته، إذ أنه يتبنى منهجية واضحة للقضاء على الفلسطينيين في غزة.
وأكد العصا في تصريحات خاصة للـ"الدستور"، أن نتنياهو غير مكثرث بشأن المحتجزين في غزة، الذين لم يعودوا، ضمن نطاق تفكيره.
صافي: هناك ضغوط مصرية قطرية أمريكية لتقريب وجهات النظر وإبرام هدنة
فيما قال الدكتور ماهر صافي الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إنه لا بديل عن استمرار عملية التفاوض مع أجل الدخول في هدنة بقطاع غزة قبل حلول عيد الفطر المبارك.
وأضاف صافي في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أن استمرار حالة الحرب في ظل الوضع الإنساني المتأزم لملايين السكان بالقطاع يضع الجميع تحت ضغوط كبيرة في ظل انعدام كافة مناحي الحياة في قطاع غزة.
وأشار صافي إلي أن صعوبة التوصّل إلى اتفاق قبل عيد الفطر، تأتي بسبب مماطلة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في الموافقة على شروط الهدنة.
وأكد صافي أن هناك ضغوط مصرية قطرية وأمريكية وإقليمية لتقريب وجهات النظر ولكن نتنياهو لا يريد إنهاء الحرب لأسباب شخصية معروفة.
وأوضح صافي أن عملية التفاوض الحالية قد تقود إلى إقرار اتفاق ولو مؤقتًا، خلال الأيام القادمة، لافتا إلي أن الأمر يتطلب ضغطًا حاسمًا من جانب الولايات المتحدة، وبصورة مغايرة عن النهج الذي اتبعته خلال الأشهر الماضية.
وأضاف صافي أن هناك اتصالات مصرية أمريكية انصبّت على جهود الوساطة من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة والإفراج عن المحتجزين، وزيادة المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وعودة النازحين إلى الشمال وانتشار للجيش خارج المدن في غزة.