يسري عبد الله: لا يمكن التعاطي مع مشهد القصة القصيرة بوصفه كتلة صماء ثابتة
بدأت مساء اليوم الخميس، فعاليات منتدى "أوراق" تحت عنوان “أمسية قصصية بمؤسسة الدستور”، بمشاركة المبدعون (سيد الوكيل، صفاء عبدالمنعم، سمير فوزي، هناء متولي)، ويقدم الندوة الكاتب والناقد الدكتور يسري عبدالله متحدثًا عن النصوص، وإشكاليات القصة القصيرة وتحولاتها، والسردية الجديدة، وتنويعاتها اللانهائية، كما تطرح الندوة سؤالًا جماليًا حول مستقبل القصة القصيرة.
قال الناقد والأكاديمي الدكتور يسري عبد الله: "اعتدنا أن تعقد الأمسيات الثقافية للشعر، وفي الندوة الثالثة لمنتدى أوراق عقدنا أن تكون أمسية ثقافية متعلقة بالقصة يشارك فيها المبدعون (سيد الوكيل، صفاء عبدالمنعم، سمير فوزي، هناء متولي).
أشار عبد الله إلى أنه لا يمكن التعاطي مع مشهد القصة القصيرة بوصفه كتلة صماء ثابتة، من جهة أو بوصفه مشهدا منغلقا على ذاته من جهة ثانية، وإنما ثمة تنويعات متعددة داخله، وانفتاحا على الفنون الأخرى في إطار التراسل بين الأنواع الأدبية المختلفة.
وتابع عبد الله: “وربما يبدو هذا المدخل النظري حاكما للنظر إلى مشهد متغير بطبيعته، ولحظة معرفية تتسم بسيولة لانهائية. وإنه لمن العسير والعبثي في الآن نفسه ان نحيط بالمشهد القصصي الراهن في تنوعه الخلاق، وإن كان من المنهجي ان نقف على بعض ملامحه وسماته”.
وأضاف عبد الله نحن إذ نفعل ذلك فإن ثمة أسئلة جمالية تبرز، تتصل بحدود النوع الأدبي وماهيته، سؤال المعيار في النص القصصي، مستقبل النوع، انفتاحاته وتجلياته في الآن وهنا.
وأكد عبد الله على أن المنطق الديمقراطي للكتابة والممثل لروحها الحقيقية التي لا تفتر، ولا تموت، يجعل من التجاور صيغة للوجود الجمالي، ومن ثم سنرى حضورا متواترا لأجيال متعددة في لحظتنا الراهنة؛ تكتب نصها وفق موجات جمالية تتآزر في تشكيل بنية المشهد القصصي الراهن، وتنحو الدراسة إلى معاينة بعض تمثيلات جمالية ونوعية تبرز مناحي مركزية في المشهد الراهن.، حيث نصبح أمام سرديات متعددة، مثل التي معنا في ندوتنا الليلة.
ويأتي منتدى "أوراق" للكاتب والناقد الكبير الدكتور يسري عبدالله، تعزيزًا للمعنى، وانحيازًا لقيم الثقافة الوطنية، وللهوية المصرية بجذورها المتعددة، ومحيطها الجيوسياسي، وانتصارًا للفكر والإبداع.
ويعد المنتدى الذي أطلقته جريدة "حرف" الثقافية، في مقر صحيفة وموقع "الدستور"، تجربة فكرية وجمالية جديدة، تحيي فكرة المبادرات الخلاقة، والتنوع الثقافي الفريد الذي تمتاز به الدولة المصرية، وروافد قوتها الشاملة، وفي لحظة مسكونة بالتحديات المعرفية والثقافية.