القاهرة تواصل تحركاتها "الحثيثة" لمحاصرة تداعيات 7 أكتوبر في غزة
حرصت القاهرة دومًا طول العقود الماضية التأكيد على مقاربتها الوطنية للقضية الفلسطينية التي تعتبرها قضيتها الأولى والأساسية على المستوى الإقليمي، وهى مقاربة ترتكز على عدة محاور أساسية منها أن البوابة الوحيدة لحل القضية والتي تكمن في حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية مع الحفاظ على مواقف ثابتة ترفض الحلول الأحادية التي تعيق إقامة الدولة كالاستيطان والإجراءات التي تتخذها إسرائيل في القدس، مع دعم الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حق عودة اللاجئين.
جهد مصري متعدد الاتجاهات
ووفقا لوكالة رويترز، فإن هذا الجهد متعدد الاتجاهات ظهر بشكل أكبر خلال العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، والمستمر منذ 7 أكتوبر الماضي، ونتجت عنه جملة من التداعيات السلبية على المستوى الأمني والإنساني والسياسي شملت قطاع كبير من الشرق الأوسط، وهو ما أوجب على مصر من واقع مسؤوليتها التاريخية ودورها المحوري وواجباتها القومية والإنسانية.
تحركات آنية في عدة اتجاهات
وأقامت مصر مبادرة بتفعيل تحركات آنية في عدة اتجاهات لمحاولة حصار هذه التداعيات وتقليل تأثيراتها قدر الإمكان، وتركزت هذه التحركات بشكل رئيسي على 3 مسارات أساسية: الأول مسار "تثبيت المواقف السياسية المصرية" حيال التطورات المتلاحقة في قطاع غزة، والثاني مسار "تفعيل التحركات المصرية العاجلة لمحاصرة التأثيرات المختلفة للعمليات الإسرائيلية في القطاع المحاصر" أما الثالث فيرتبط بطرح حلول واقعية وفعالة تساهم في تحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة ووقف إطلاق النار وإطلاق عملية سياسية يمكن من خلالها الوصول إلى "حل الدولتين".
جاء ذلك في الوقت الذي تواصل فيه القاهرة لعب دور مركزي في الجهود المبذولة لإنهاء الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة، حيث تعتبر مصر هى الدولة الوحيدة التي تحد غزة ومشاركتها التاريخية في الصراع العربي ـ الإسرائيلي، إضافة لمسؤوليتها للمساعدة بكل الطرق الممكنة لإنهاء الكابوس الذي استمر طويلاً.