يوم العزة والكرامة والأرض والحرية
فى يوم السبت الثلاثين من مارس 2024، أحيا الشعب الفلسطينى الذكرى الثامنة والأربعين لـ"يوم الأرض".
وترجع وقائع يوم الأرض إلى أنه فى يوم الثلاثين من مارس عام 1976، عمت المسيرات والإضرابات، داخل أراضى فلسطينى 1948، احتجاجًا على مصادرة العدو الصهيونى "606" آلاف دونم أى "150 ألف فدان" فى المناطق ذات الأغلبية العربية.
هب الفلسطينيون داخل أراضى 1948 دفاعًا عن الأرض مصدر الانتماء والحياة، وفى هذا اليوم استشهد 6 من الشباب والشابات فى أعمار تتراوح بين 15 و27 عامًا "خير أحمد ياسين، ورجاء حسين أبو ريا، وخضر عيد خلايلة، والطفل محسن حسن طه، ورأفت على زهيرى، وخديجة قاسم شواهنة"
خرجت خديجة شواهنة "23 عاما" من منزلها لتطمئن على أخيها، وخرجت وراءها أمها لتلحق بها، فاصطدمتا بجنود الاحتلال الصهيونى، الذين طلبوا منهما العودة إلى المنزل، لأن هناك أمرًا بحظر التجوال، وعندما أدارت خديجة ظهرها برفقة أمها، إذا بنيران العدو الغادر تخرج من فوهة بندقية الجندى المجرم القاتل لتخترق ظهر خديجة وتسقط خديخة على الأرض شهيدة لتخضب دماؤها أرض فلسطين العربية وتسطر ملحمة المقاومة والتضحية والفداء.
ولقد خلد الشاعر الفلسطينى محمود درويش يوم الأرض بقصيدة قال فيها:
أنا الأرض والأرض أنتِ
خديجة لا تغلقى الباب لا تدخلى فى الغياب
سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل
سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل
سنطردهم من هواء الجليل
لقد ارتكب هذا العدو المتوحش عددًا من المجازر والمذابح ضد أصحاب الأرض الفلسطينيين منذ أكثر من مئة عام فى غزة ويافا ودير ياسين وجنين والقدس والضفة الغربية المحتلة، ومازال يرتكب كل يوم جرائم حرب ضد الإنسانية وجرائم عنصرية من طرد للفلسطينيين وهدم منازلهم وتهجيرهم قسريًا وتطهير عرقى لإقامة "الدولة اليهودية".
لقد أصدر العدو الصهيونى عددًا من القوانين منذ عام 1948 للتنكيل بالفلسطينيين وطردهم منها، "قانون العودة عام" 1950 من أجل تسهيل هجرة اليهود إلى فلسطين، وقانون "أملاك الغائبين عام 1951" للاستيلاء على أراضى ومنازل الفلسطينيين الذين أجبرتهم العصابات الصهيونية على ترك أراضيهم ومنازلهم بالاعتداء عليهم وارتكاب المذابح وقتل النساء والأطفال والشيوخ.
ومنذ بداية عام 2023 ومع مجيء الحكومة اليمينية المتطرفة المتشددة يرتكب الكيان الصهيونى كل يوم جرائم قتل للفلسطينيين هذا بجانب حرق القرى الفلسطينية، كما يقتحم أعداد من الصهاينة المتطرفين المسجد الأقصى كل يوم فى حماية جنود الاحتلال ويقومون بالاعتداء على المصلين العزل وإخراجهم بالقوة.
وفى ظل الحكومة اليمينية المتوحشة الحالية أصدر "الكينيست الإسرائيلى" قانونا بشرعنة المستوطنات وزيادتها، وعودة المستوطنين إلى أربع مستوطنات خرجوا منها فى عام 2005، وعدة قوانين أخرى، تبيح هدم منازل الفلسطينيين وحرقها، بل وإعدام الأسرى الفلسطينيين، ومنع الأدوية عن المرضى منهم.
ومنذ قيام المقاومة الفلسطينية بعملية "طوفان الأقصى" فى السابع من أكتوبر 2023، ردًا على الجرائم اليومية التى ترتكبها الحكومة الصهيونية ويرتكبها المستوطنون المسلحون المحتلون الأراضى الفلسطينية، منذ ذلك اليوم يقوم الكيان الصهيونى بالعدوان المستمر على الفلسطينيين العزل حيث ألقى آلاف الأطنان من المتفجرات والقنابل على رءوس النساء والأطفال والشيوخ وكل أهالى قطاع غزة، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 32 ألف شهيد حتى الآن 70% منهم من النساء والأطفال، ووصول عدد الجرحى والمصابين إلى 74 ألف هذا بجانب أكثر من 8 آلاف من المفقودين.
كما قام العدو الصهيونى العنصرى باعتقال مايقرب من 8 آلاف أسير وأسيرة منهم 500 من غزة، وقام بتدميرالمستشفيات والمساجد، بجانب دك وهدم مدارس الأونروا التى يلجأ السكان إليها هربا من القتل. وقام بقطع المياة والكهرباء ومنع الغذاء والدواء عن قطاع غزة مما هدد بموت الآلاف من أهالى القطاع، وموت محقق للجرحى والمصابين،.
إن ما تقوم به حكومة الاحتلال من تجويع الشعب الفلسطينى وحصاره وتهجيره قسريًا جريمة ضد الإنسانية ويعتبر نكبة أخرى بعد نكبة 1948.
ويجد الإشارة إلى أن مايقوم به الكيان من جرائم يتم تحت أعين وسمع الدول الاستعمارية الكبرى التى تساند "إسرائيل بالمال والأسلحة والذخيرة والجنود، ووسط صمت الأنظمة العربية وتواطؤ البعض منها.
إننا فى يوم الأرض يوم الشرف والكراة والعزة والحرية نطالب بـ:
الوقف الفورى للعدوان الصهيونى ووقف شلالات الدم فى غزة.
إنهاء الحصار وفتح معبر رفح بشكل دائم دون شروط لدخول المساعدات الإنسانية فورا من غذاء ودواء ووقود ومستلزمات طبية إلى أهالى قطاع غزة.
وقف التطبيع فورًا مع الكيان الصهيونى وإغلاق سفارات ومكاتب العدو فى بلداننا العربية وطرد السفراء الصهاينة، واستدعاء سفرائنا من الكيان العنصرى الاستيطانى.
مقاطعة الشعوب للعدو الصهيونى والدول التى تسانده وتدعمه وفى مقدمتها أمريكا وتكون المقاطعة شاملة اقتصادية واجتماعية وثقافية ورياضية وفى جميع المحافل الدولية.
توثيق جرائم الحكومة وجيش الاحتلال الصهيونى وتقديمها للمحكمة الجنائية الدولية من أجل محاكماتهم على جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، التى يرتكبونها بحق الشعب الفلسطينى.
فى يوم الأرض كل التحية للمقاومة الفلسطينية وللشعب الفلسطينى الذى يزود عن أرضنا العربية فى فلسطين وعن مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، والذى يتصدى بصدوره العارية لحماية المسجد الأقصى.
وفى يوم الأرض كل التحية للشعوب العربية والشعوب الحرة الأبية التى خرجت بالملايين إلى الشوارع فى كل بلدان العالم لتدعم وتساند الشعب الفلسطينى فى مواجهة العدوان الصهيونى والإبادة الجماعية والتطهير العرقى.
كل التحية لحكومات البلدان التى طردت السفير الصهيونى وأوقفت التعامل مع العدو المجرم وساندت الحق الفلسطينى فى الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
كل التحية لدولة جنوب إفريقيا التى قامت بتوثيق جرائم الإبادة الجماعية التى يقوم بها لكيان ورفعت قضية لمحاكمة الصاينة أمام محكمة العدل الدولية.
المجد والخلود للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للأسرى والنصر للمقاومة والبقاء للشعوب والزوال للاحتلال.