عصام عمر: «مسار إجبارى» واقعى ويعكس أجواء الأسر المصرية العادية
- أمى «ترمومتر النجاح» بالنسبة لى.. وهى أول من هنأنى على المسلسل
- فتح وصية والدى أصعب مشهد وفخور بثقة «المتحدة» فى الشباب
- حضّرت للعمل 4 أشهر رفقة أحمد داش وخرجنا من التجربة صديقين
انفعالاته المنضبطة وحركاته التلقائية وأداؤه الهادئ، وتكوينه الجسمانى اللائق، وطريقة حديثه المرنة مع اختلاف الأدوار، كلها عوامل أسهمت فى أن يولد الممثل عصام عمر نجمًا كبيرًا.
ومنذ ظهوره الأول على الشاشة برهن الفنان الشاب أننا أمام موهبة استثنائية ستحقق بصمة مهمة فى عالم الفن، وهو ما ظهر فى أدائه المبهر بمسلسل «بالطو»، الذى يعد باكورة أعماله.
وبعدما لفت إليه أنظار النقاد والمتابعين، بحرفيته العالية وإتقانه المحكم لدوره فى «بالطو»، يعيد عصام عمر إبهار المشاهدين فى مسلسل «مسار إجبارى»، خلال رمضان الجارى، مقدمًا رفقة أحمد داش مباريات تمثيلية متفردة، ضمن قصة جاذبة للغاية، بما جعل العمل هو الحصان الرابح فى الموسم الحالى.
فى حواره التالى مع «الدستور»، يتحدث عصام عمر عن تجربته فى عالم التمثيل بشكل عام، ويكشف عن تفاصيل وكواليس مسلسله الجديد «مسار إجبارى»، فضلًا عن رؤيته للشخصيات التى يقدمها، واختياراته الفنية، والأعمال التى يشارك فيها قريبًا.
■ بداية.. كيف كانت ردود الأفعال التى تلقيتها؟ ومَن أول مَن هنّأك على العمل؟
- ردود الأفعال جاءت إيجابية للغاية منذ بدء عرض الحلقة الأولى، وسعدت جدًا بتعليقات الجمهور على شخصية «على»، وعلى المسلسل ككل، وشعرت بأن هناك احتفاء غير مسبوق من الجمهور بالمسلسل، ولهذا غمرتنى السعادة، خاصة مع ازدياد شغف الجمهور بمتابعة الحلقات لمعرفة الأحداث.
أما أول من هنأنى على العمل فهو أمى التى أعتبرها أول جمهورى، و«ترمومتر» النجاح بالنسبة لى، وكانت سعيدة للغاية بالمسلسل، كما وصلنى العديد من المباركات من عدد من نجوم التليفزيون والسينما.
■ كيف تم ترشيحك للعمل.. وما الذى جذبك للدور؟
- الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية هى التى رشحتنى، وأدين لها بالفضل فى منحى هذه الثقة والفرصة الكبيرة، وتحمست للعمل بشدة لأنه ينتمى إلى نوعية الدراما الاجتماعية التى تحمل جانبًا إنسانيًا وتشويقيًا فى نفس الوقت، وجذبنى للعمل فكرته، وأن الأجواء الأسرية فيه تشبه أجواء الأسر المصرية فى ظروفها الاجتماعية. بالنسبة لى هذا دور كان مختلفًا تمامًا عن الأعمال التى قدمتها من قبل.
■ حدثنا عن طبيعة تعاونك الأول مع المخرجة نادين خان.
- شرُفت بهذا التعاون الأول بيننا، على مستوى الدراما، فهى مخرجة كبيرة لها نظرتها المختلفة، وتوجيهاتها على أعلى مستوى من الرقى، وتتعامل فى «اللوكيشن» بكل هدوء، ودائمًا كانت صديقة لنا فى الكواليس، التى كانت ممتعة للغاية، وكان العمل مع نادين خان ممتعًا كذلك.
■ السن متقاربة بينك وأحمد داش.. هل خلق ذلك نوعًا من التنافس أم الصداقة؟
- أنا وأحمد داش خرجنا من «مسار إجبارى» صديقين على المستويين الفنى والشخصى، واستفدنا من هذه التجربة بشكل كبير، وكنا دائمًا نتقاسم كل شىء، التحضيرات والمشاهد، وتعايشنا مع الشخصيات، وحضّرناها على مدار ٤ أشهر كاملة، ووجدته إنسانًا مريحًا وعلى طبيعته بشكل كبير، وأنا أحب تمثيله للغاية، وقد جمعتنا كيمياء مختلفة، وهذا ظهر واضحًا أمام الجمهور، وتجلى فى حالة الانسجام التى ظهرت بيننا على الشاشة.
■ «مسار إجبارى» حمل فلسفة مهمة حول كيفية الاختيار.. برأيك متى يصبح الإنسان مضطرًا لتغيير اتجاهه؟
- أعتقد أن الحقيقة هى الشىء الوحيد الذى يجبر الإنسان على تغيير اتجاهه، أو المشى فى المسار الإجبارى، لأن إثبات الحقيقة فى الوقت الحالى أصبح صعبًا جدًا.
■ ما أصعب مشهد لك فى العمل؟
- أعتبر مشهد فتح الوصية الخاص بوالدى خلال أحداث المسلسل هو أصعب مشهد فى العمل، لأنه كان نقطة تحول فى مسار شخصية «على»، ورأينا كيف تغيرت نظرته لوالده، وأصبح أكثر إصرارًا على إثبات الحقيقة.
■ ما الصعوبات التى واجهتك أثناء التصوير؟
- جو التصوير والضغط وإنجاز المشاهد وضعتنى تحت ضغط كبير، خاصة أننا كنا نصور لساعات طويلة لإنجاز العمل فى الوقت المحدد له، وهذا أمر أصابنى بالإرهاق الشديد.
■ من «بالطو» لـ«مسار إجبارى».. كيف استطعت تغيير جلدك؟
- نجاح «بالطو» مع الجمهور جعلنى أفكر جيدًا فى الخطوة التى سأقدمها بعد ذلك، ولكن وجدت «مسار إجبارى» مسلسلًا عالى المستوى، ويناقش العديد من القضايا الاجتماعية والأسرية، وبه لمحة كوميدية بعض الشىء.
ومن عاداتى أن أهتم بالتفاصيل، أنا لست مؤديًا، بل أنا ممثل، والممثل لا بد أن يختار الموضوعات التى تشبه الناس، وأذاكر كل تفاصيل الشخصية، من حيث طريقة الكلام والملابس وطريقة المشى وما الذى سأضيفه للشخصية، فأنا أحب أن أكون ملمًا بكل جوانب الشخصية، وأذاكر تفاصيلها، لذا وجدت فى شخصية «على» فرصة للتغيير، فهو شخصية جادة جدًا، وعلاقته المتوترة بوالده منذ بداية الأحداث تسببت فى التكوين الجاد لشخصيته، ولكنه حينما يكتشف الحقيقة تبدأ شخصيته فى التغير نحو الأفضل.
■ «مسار إجبارى» البطولة المطلقة الثانية لك بعد «بالطو».. كيف ترى ثقة الشركة المتحدة والجمهور فيك؟
- أشعر بالفخر بهذه الثقة، فالشركة المتحدة أخذت على عاتقها خلال السنوات الأخيرة دعم الشباب ومنحهم الفرصة، وتقديم مواهب جديدة للساحة الفنية، وتصديرهم للبطولة، فالشركة المتحدة تلعب دورًا مهمًا جدًا، ورهانها على الشباب دائمًا، والموضوع ليس جديدًا ولكن رأينا ذلك فى مسلسل «بالطو» وغيره، وكيف منحت الفرصة لعدد من الشباب لأداء بطولة مسلسلات وأعمال بعد ذلك، وتصدير الشباب فى موسم رمضان مؤشر على تطور السوق، واختيارى لأداء البطولة فى رمضان حمّلنى مسئولية كبيرة تجاه الجمهور، وجعلنى فى تحدٍ كبير لإثبات أننى جدير بتلك الثقة الكبيرة، كما أن الشركة المتحدة لم تبخل على العمل، بل سخّرت له جميع الإمكانات ليخرج فى أفضل صورة.
■ هل ترى أن العمل خلال الموسم الرمضانى أصعب من «إنتاجات المنصات»؟
- بالطبع، العمل فى الموسم الرمضانى مختلف، فأنت مرتبط بوقت معين لإنجاز التصوير، ومرتبط بوقت عرض معين لا تستطيع تأجيله، وتشعر بالضغط من كل جهة بسبب ضيق الوقت.
كما أن خوض تجربة العمل فى رمضان حمّلنى مسئولية كبيرة، وأشعرنى بالقلق؛ لأن «شغل المنصات» أروق، وكنت أفكر فقط فى أن أقدم أعمالًا للمنصات خلال الفترة التى تلت «بالطو» لأنك تعمل بكل أريحية.
كما أن المنافسة فى شهر رمضان تكون شديدة، ولا أعتبر نفسى أنافس أحدًا فى الموسم، لأنه موسم له نجومه الكبار، ولكن ما يشغلنى هو تقديم مسلسل جيد للجمهور، وأن يستمتع الجمهور به، فلا توجد منافسة ولا أفكر فى المنافسة نهائيًا.
■ على أى أساس تختار أدوارك؟
- أحسب خطواتى بشكل دقيق، ولا أقبل أى دور لمجرد الحضور، واتخذت قرارًا بألا أستهلك نفسى فى أدوار كثيرة، ولكن أبحث عن الدور الحلو، حتى يشعر المشاهد بأننى لا أضحك عليه.
والتمثيل لعبة جماعية، وأحب أن أكون عنصرًا فعالًا فى هذه اللعبة، وتفاصيل الدور بالنسبة لى هى المعيار وليس تقديم بطولة أو دور ثانوى، فلا بد أن تكون الاختيارات مختلفة ومتنوعة، لأن المشاهد بطبعه ملول، وأنا لا أحب أن يتم حصرى فى شكل معين من الأدوار بل أحب التنوع.
ولذلك اخترت الطريق الصعب، وأن أجتهد فى الأدوار، وأن أبذل جهدًا مضاعفًا لتقديم دور مختلف غير معتاد للجمهور.
■ تستعد لخوض تجربة السينما من خلال عملين.. حدثنا عنهما.
- انتهيت مؤخرًا من تصوير فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، ولم نستقر على موعد طرحه حتى الآن، وهو عمل إنسانى عن قصة شاب وكلب بلدى يمتلكه، يتورطان فى قضية كبيرة دون قصد، وهذا الأمر تتوقف عليه حياة الكلب والشاب.
أما العمل الآخر فهو فيلم «فرقة الموت» للنجم أحمد عز، وهو أول تعاون بيننا، وشرفت بهذا التعاون، ومن المقرر عرض العمل فى موسم عيد الأضحى، وأجسد خلال الفيلم شخصية ضابط شرطة، وابن خالة أحمد عز، وأتمنى أن ينال الفيلم إعجاب الجمهور وقت عرضه.