"فيها حاجة حلوة".. الفانوس يعانق الصليب في مكتبة الكنيسة الأسقفية (صور)
“صليب وفانوس”، مشهد ليس بغريب أن تجده بشوارع مصر المختلفة، نظرًا لروح المحبة لدى المصريين وحرصهم على مشاركتهم الاحتفالات سويًا، وعندما تمر بشوارع الزمالك تجد احتفاء خاص من الكنيسة الأسقفية كنيسة جميع القديسين، عندما ترى الفانوس يعانق الصليب في مكتبة واحدة كمظهر من مظاهر الوحدة الوطنية.
*قصة “فوانيس رمضان” بالكنيسة الأسقفية
أوضح “ميشيل يوسف”، مسئول المبيعات بمكتبة الكنيسة الأسقفية، عن عرض فوانيس رمضان بالمكتبة، وسط الأيقونات المسيحية والصليب والهدايا التذكارية المسيحية قائلًا: ”الكنيسة الأسقفية لديها طابع خاص من الانفتاح على الآخر ودعم التقارب والحوار من الديانات الأخرى".
وتابع “يوسف” في تصريحات خاصة لـ" الدستور" قائلًا: “دائمًا أبواب الكنيسة الأسقفية مفتوحة للجميع وليس للمسيحيين فقط، ولعل لهذا السبب نحرص كل عام أن نضم فوانيس رمضان ضمن المعروضات الخاصة بمكتبة الكنيسة الأسقفية بالزمالك، التي تمثل إحدى الطوائف المسيحية الكبرى بمصر”.
وقال مسئول المبيعات بمكتبة الكنيسة الأسقفية، إن عرض فوانيس رمضان ضمن مبيعات مكتبة الكنيسة الأسقفية هي لافتة طيبة من الكنيسة، لمشاركة المسلمين احتفالاتهم مع قدوم شهر رمضان الكريم، خاصة أن هناك الكثير من زوار الكنيسة من المسلمين، وتوجد أنشطة كنسية تنظمها الكنيسة الأسقفية بشكل مشترك بين مسيحيين ومسلمين بهدف دعم التعايش المشترك، وبناء جسور المحبة والمودة بين نسيج الوطن الواحد في مصرنا الحبيبة.
أكد أن وجود فوانيس رمضان ضمن مبيعات المكتبة يأتي أيضا لإيماننا بضرورة مشاركة الآخر احتفاله بهذه المناسبة المميزة علينا جميعًا.
أشار يوسف إلى أن بداية هذه الفكرة جاءت منذ أكثر من عامين، نظرًا لاستقبالنا بشكل دائم للأشقاء المسلمين بالكنيسة بمركز جسور الثقافي، وهناك تواجد شبه دائم أسبوعيًا بالكنيسة، مما جعلنا نفكر في مشاركتهم فرحة شهر رمضان الكريم، الذي يجمعنا في احتفالاته ولحظاته المشتركة بيننا، حيث نجد زينة رمضان تزين جميع شوارعنا المصرية دون تمييز، ويجمعنا عادات مصرية واحدة بالشهر الكريم يشترك بها مسيحيين ومسلمين.
وأضاف أن فكرة بيع الفوانيس وعرضها في المكان المخصص للمعروضات، المطلة على الشارع أصبحت تلفت انتباه الجميع ليقفوا مندهشين لوجود الصليب بجانب الفانوس، وربما هذا المشهد يعبر عن كل مصري “مسيحي ومسلم” تجده بجوار الآخر دون تمييز في جميع الاحتفالات، هكذا نحن أيضا، نقوم بعرض الفوانيس الرمضانية بجانب الأيقونات المسيحية، لتمثلنا كأشخاص وليس معروضات فقط بالمكتبة.
وختم مسئول مكتب الكنيسة الأسقفية تصريحاته قائلًا: ”اطلب من الله أن يكون شهر رمضان الكريم هذا العام مباركًا على الجميع بمصر والعالم بمختلف الدول، ودائمًا نكون حريصين ككنيسة مصرية أن تقدم المحبة والمودة والتقدير للآخر في كل وقت، وندعو الله أن يكون رمضان شهر خير ومودة ورحمة للجميع، متمنيًا لجميع المصريين أوقات مبهجة مع أسرهم وجيرانهم".