ياسر جلال: ملحمة درامية تليق باسم مصر والمعالجة مختلفة عن «ألف ليلة وليلة»
- اعتمدت على «البدى بيلدينج» لتقديم «شهريار» ثم «خسيت» لتجسيد «جودر»
- شخصية الرئيس السيسى فى «الاختيار» أكبر تحدٍ فى حياتى وتقديمها شرف كبير
- «المتحدة» كانت حريصة جدًا على تقديم عمل مشرف وثقتى فيها غير محدودة
أصبح ياسر جلال واحدًا من أهم نجوم الدراما المصرية والعربية على مدار السنوات الماضية، وصار الجمهور ينتظر عمله الدرامى فى موسم رمضان من العام إلى العام، بعدما ارتبط المشاهدون بشدة بالشخصيات المختلفة التى يقدمها على الشاشة الصغيرة.
وفاجأ «جلال» الجميع هذا العام بتقديم مسلسل «جودر»، المأخوذ من أجواء قصة «ألف ليلة وليلة الأسطورية»، بعد غياب الدراما المصرية والعربية عن تقديم هذه النوعية من الأعمال لسنوات طويلة، ليثبت أنه فنان حقيقى، يهمه تطور الفن المصرى وإعادته إلى ريادته المعهودة.
فى الحوار التالى مع «الدستور»، يتحدث ياسر جلال عن كواليس مسلسله الجديد، والقصة التى يدور حولها، ومدى اختلافها عن تلك الموجودة فى «ألف ليلة وليلة»، إلى جانب تفاصيل الاستعانة بأضخم فريق مصرى لتنفيذ أعمال «الجرافيك»، علاوة على الدعم المقدم للعمل من قبل الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.
■ بعد نجاحات كبيرة تقدم مسلسل «جودر» هذا الموسم، ما الذى تغير فى اختياراتك طوال هذه الفترة؟
- الحمد لله على نعمة النجاح التى تضع على عاتقنا مسئولية كبيرة للغاية، وتجعل الفنان يفكر فى اختياراته، وهو ما جعلنى أحرص على الاختلاف، وبداية من مسلسل «ظل الرئيس»، وحتى اليوم، كل الموضوعات والشخصيات التى أقدمها مختلفة عما سبقها.
فى «ظل الرئيس» قدمت شخصية حارس الرئيس، وفى مسلسل «رحيم» جسدت شخصية خارج عن القانون يتعاون مع «الداخلية» لإسقاط شبكة غسل أموال، وصولًا إلى مسلسل «لمس أكتاف»، الذى قدمت فيه شخصية المصارع المعتزل، مع التطرق إلى عالم المخدرات.
بعدها، فى «الفتوة»، قدمت شخصية «حسن الجبالى»، ابن البلد الفتوة الشهم، فى حقبة زمنية سابقة، و«فى ضل راجل» قدمت دور الأب المصرى البسيط، الذى تقع ابنته فى أزمة كبيرة بسبب ابن أحد الأثرياء، فيحاول أن يعيد لها حقها، شخصية الأب الداعم لابنته مهما أخطأت.
وصلت بعد ذلك إلى تقديم ملحمة «الاختيار»، الذى كان أكبر تحد قابلته فى حياتى، وأحمد الله أنه وفقنى فى تجسيد شخصية الرئيس عبدالفتاح السيسى، حين كان وزيرًا للدفاع، أثناء فترة ثورة ٣٠ يونيو، وكان هذا شرفًا كبيرًا لى.
وفى مسلسل «علاقة مشروعة» تحدثت عن الزواج الثانى، الذى قد يتسبب فى انهيار أسرة بالكامل، مع الإشارة إلى أن تعدد الزوجات له شروط وليس مباحًا على إطلاقه. والآن، فى هذا الموسم، ووسط الكثير من الضغوط التى نمر بها فى عالمنا، حاولنا الهروب من العالم المر بالتنفيس عن النفس، فى عالم «جودر ابن عمر المصرى»، ورحلته حول العالم، ومواجهته العديد من الأهوال، فى ملحمة درامية تليق بالدراما المصرية.
■ ما الخطوط الدرامية التى يدور حولها العمل؟
- كان هناك حكيم مصرى اسمه «الشمردل»، ويجسده الأستاذ الكبير رشوان توفيق، أفنى عمره فى دراسة العلوم بما فيها السحر، حتى توصل إلى ٤ «ذخائر»، من يملكها يتحكم فى العالم كله، وبعدما عاش لفترة طويلة للغاية، وشعر بأنه قارب على الموت، خاف من وقوع هذه الكنوز فى أيدى شريرة، فتُستخدم استخدامًا شريرًا.
بناءً على ذلك، قام «الحكيم الشمردل» بوضع «رصد» على هذه «الذخائر»، باختيار اسم عشوائى هو «جودر»، الذى يجب أن تكون امه اسمها «فاطمة» وأبوه اسمه «عمر المصرى»، فمات الحكيم ومعه السر، وهو أنه لا يستطيع أحد أن يحصل على الكنوز الأربعة إلا إذا وصل لـ«جودر».
وبعدما يولد «جودر ابن عمر المصرى»، تظهر قوة شريرة تحاول أن تخطفه لفتح كهف «الحكيم الشمردل»، مقابل قوة خير تحاول أن تحميه وتحافظ عليه، ويستمر الصراع بين القوتين، فأوقات تنتصر الشريرة، وأخرى تنتصر القوة الخيرة. كما يعانى «جودر» من صراع داخل عائلته، تحديدًا بين أخواته الطماعين، إلى جانب خط درامى آخر مرتبط بقصة حبه.
وبصفة عامة، الحدوتة جميلة ومختلفة عن حدوتة «جودر» الموجودة فى «ألف ليلة وليلة».
■ كيف ذلك؟
- قصة مسلسل «جودر» مختلفة عن القصة الموجودة فى «ألف ليلة وليلة»، فالكاتب الكبير أنور عبدالمغيث أخذ ملامح من «ألف ليلة وليلة»، وليست القصة كاملة، كما أنه غيّر الأسماء، فجعل هناك «عبدالأحد» بدلًا من «عبدالصمد»، و«عبدالرحيم» بدلًا من «شميعة»، مع إضافة عناصر صراع وخطوط درامية جديدة، تجعل العمل شيقًا للغاية، فى إطار عالم درامى ثرى ومميز للغاية.
والكاتب الكبير أنور عبدالمغيث أعتبره امتدادًا لجيل العمالقة والأساتذة أسامة أنور عكاشة، ومحمد عبدالقوى، ومحمد صفاء عامر، وهذا الأستاذ كان بعيدًا عن العمل خلال الفترة الماضية، وحاولت الوصول إليه للعمل معه مرة أخرى، فهو كاتب لديه ثقافة وخبرة فى الكتابة، كاتب موهوب من يومه، وعملت معه قديمًا، وكنت أعرف أن لديه كتابات فى «ألف ليلة وليلة»، وأنه من أفضل كتّاب السيرة والكتابات الشعبية والتراثية، والكتابة باللغة العربية الفصحى والعامية، فهو مجيد فى كل الألوان، وكان من أكثر الأسباب التى شجعتنى على تقديم «جودر».
■ تظهر فى المسلسل بشخصيتى «شهريار» و«جودر».. كيف جهزت لتقديمهما؟
- كل الحكاية أننى كنت أمثل، فأنا فى البداية أدرس الشخصية بأبعادها حتى أتعرف عليها، وما أفادنى أننى قدمت شخصية «شهريار» فى البداية وأنجزتها بالكامل، وحصلت على راحة لفترة، ثم أجريت اختبارات على شخصية «جودر»، من ملابس و«لوك» وغيرهما من التفاصيل، وبمجرد حلق اللحية وصبغ الشعر تغير الشكل للغاية وأصبح مختلفًا تمامًا.
و«جودر» يمر بمراحل عمرية مختلفة، بداية من عمر ٣٠ سنة، وكما قلت قبل قليل، ما نفعنى هو تقديم «شهريار» فى البداية، كما أننى فيه كنت معتمدًا على الرياضة وبناء الجسم، ثم «خسيت» لتقديم شخصية «جودر»، وأنا أعيش الشخصية بكل تفاصيلها، كما فعلت فى «الاختيار».
■ من خلال «البرومو» الدعائى لاحظ الجمهور احترافية هائلة فى تنفيذ «الجرافيك».. كيف جرى ذلك؟
- ثقتى فى الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لا محدودة، وحين طرحت الفكرة فى البداية رحبوا كثيرًا بها، وهناك المنتج محمد السعدى، هو أستاذ كبير فى المهنة، إلى جانب الأستاذ تامر مرتضى، صاحب شركة «أروما للجرافيكس»، كلهم تحمسوا كثيرًا للفكرة والموضوع، فبدأنا نعمل عليها ونستعد لتنفيذها، وواجهتنا صعوبات كثيرة، لأن كل خطوة نخطوها تحتاج إلى ديكورات وأزياء وغيرهما.
كانت لدينا ديكورات ضخمة للغاية، وإكسسوارات وملابس وشخصيات، وخبرتنا فى هذا المجال ليست كبيرة، فقد كنا بعيدين عنه، لكن الحمد لله استطعنا تنفيذ كل شىء باحترافية، وكانت «المتحدة» تحديدًا حريصة على أن يخرج المسلسل مشرفًا للدراما المصرية والعربية، وأن يكون «الجرافيك» به مميزًا للغاية. وأشهد أن شركة «أروما» كانت حريصة ولم تقصر فى هذا الأمر على الإطلاق.
أما المفاجأة الكبرى بالنسبة لى فكانت الأستاذ الفنان الكبير إسلام خيرى، مخرج المسلسل، فهو فنان كبير للغاية، ومخرج صاحب رؤية، بجانب أنه شخص مهذب جدًا، وسيكون بأمر الله مفاجأة هذا العام، وسعدت جدًا بالعمل معه، وأصبح صديقًا مقربًا للغاية، وأتمنى تكرار التجربة معه.
■ هل كان مخططًا لأن يكون ١٥ حلقة؟
- لا، فالمسلسل فى البداية كان ٣٠ حلقة، وكتبه الكاتب أنور عبدالمغيث تحت اسم «حكاية جودر ابن عمر المصرى من ألف ليلة وليلة»، وتم الاتفاق بعدها على اسم «جودر»، ثم تم الاتفاق على أن يقدم المسلسل من جزءين، كل منهما ١٥ حلقة، لكننا قررنا تصويره مرة واحدة، على أن تكون نهاية الـ١٥ حلقة الأولى نهاية مشوقة للجمهور، وبالفعل نفذنا ذلك، ولم يعد متبقيًا لنا سوى أيام قليلة من العمل.
■ لماذا فضلتم اختيار اللهجة العامية بدلًا من الفصحى؟
- اعتمدنا اللهجة العامية فى المسلسل، كما ظهر فى البرومو، حتى تكون بسيطة ومفهومة، خاصة أن العمل بشكل عام سيكون ظريفًا وبه قدر من الكوميديا والدراما الأسطورية، التى ستسعد الجمهور، خاصة أننا لم نتعامل معه باستهانة، ويمكن القول إن المسلسل «متعوب عليه»، وكل المشاركين فيه بذلوا جهدًا كبيرًا ليخرج بشكل متميز.
■ تتعامل مع عدد من النجمات الكبيرات مثل نور وأيتن ووفاء عامر.. فكيف ترى ذلك؟
- كل أبطال العمل وبطلاته بذلوا جهودًا كبيرة جدًا لإنجاح العمل، وكلهم سيظهرون بشكل متميز وبمستوى فنى عالٍ خلال الأحداث.
والتعامل مع نجمة مثل نور كان سهلًا، فهى أختى وصديقتى وهى فنانة متميزة أسعد كثيرًا وأرتاح فى التعامل معها، وكانت «وش السعد عليا» فى مسلسلى «رحيم» و«ضل راجل»، خاصة أنها شخصية ملتزمة جدًا ومريحة فى التعامل، ويعتمد عليها كثيرًا، وهى تقدم فى «جودر» شخصية «شواهى أم الدواهى»، وهى شخصية صعبة ومركبة، تعد عدوة البطل.
أما أيتن عامر فتظهر فى الحلقات الأولى باعتبارها أم «جودر» وهو طفل رضيع، وتواجه معه مواقف خطيرة، ثم عندما يكبر تقدم الفنانة وفاء عامر دور الأم لـ«جودر» لكن فى مرحلة عمرية أخرى.
■ كيف رأيت اهتمام «المتحدة» بتقديم عمل أسطورى ضخم مثل «جودر» فى رمضان؟
- «المتحدة» تقدم منذ سنوات أعمالًا ضخمة، تقول من خلالها: «نحن مصر»، لأن وجود مصر فى أى محفل دولى يوضع له مليون اعتبار، كما تعمل على فتح أسواق جديدة للدراما المصرية التى تستحق ذلك، وتقدم كل الدعم لجميع العاملين معها، من أصغر فنان لأكبر فنان، وتضع ثقتها فى الجميع وتوفر لهم كل الإمكانات، ما يجعلهم يجتهدون ويضحون ليخرج العمل بما يليق به وبـ«المتحدة» وبمصر كلها.
ومن هنا جاء مسلسل مثل «جودر» بما يحويه من ديكورات وملابس وجرافيكس على أعلى مستوى، خاصة أنه يضم أفضل العناصر الفنية، وعلى رأسهم الأستاذ تيمور تيمور، أحد كبار مديرى التصوير، والذى يقدم صورة متميزة للغاية تمثل مفاجأة للجمهور، وأيضًا الأستاذة منى التونسى، التى صممت الملابس والأزياء، وكذلك، أليكس، مصمم الماسكات والخدع، وأحمد فايز مهندس الديكور، وكل هذا تم تحت قيادة مايسترو عبقرى هو المخرج إسلام خيرى.
والكل فى مسلسل «جودر» اجتهد وقدم كل ما لديه ليخرج المسلسل بشكل متميز، وقد صورنا كل مشاهده تقريبًا فى مصر، وتنقلنا بين عدة أماكن وديكورات فى القاهرة والفيوم وغيرهما، بالإضافة إلى تصوير بعض المشاهد القليلة فى دولة المغرب، لضمان أن يخرج العمل على أكمل وجه.
■ ما الرسالة التى توجهها للمشاركين فى العمل؟
- أقول لكل فريق العمل: أشكركم جدًا على المجهود الجبار الذى بذلتموه، رغم الظروف الصعبة التى مررنا بها، وأتمنى أن ينجح المسلسل بقدر الجهد الذى بُذل فيه والحب الذى جمع بين عناصره وأبطاله والعاملين فيه، الذين تشرفت بالعمل معهم جميعًا.
كما أشكر المنتجين الكبيرين محمد السعدى وتامر مرتضى، فالأستاذ «سعدى» رجل محترم، يحبه أى شخص يتعامل معه، لأنه لا يعرف غير النجاح ولا يبخل على الأعمال التى ينتجها، ويهتم دائمًا بأن يخرج العمل فى أحسن حال، من حيث الجودة والصورة والديكور، وهو يرد على أى اتصال مهما كان انشغاله، ويحترم كل من يعمل معهم.
أما الأستاذ تامر مرتضى فهو فنان مغامر، وتقديم مسلسل عن «ألف ليلة وليلة» كان حلم عمره، لذا تحمس كثيرًا عند عرض الفكرة عليه، وسخر كل خبرته وعشرات الموظفين فى شركة «أروما» من أجل إنجاح العمل.
■ أخيرًا.. ما الجديد لديك فى السينما؟
- لدى فيلمان أعمل عليهما لكن العمل متوقف فى الفترة الحالية، لأن الدراما التليفزيونية أخذت منى وقتًا طويلًا فى التحضيرات والتنفيذ، وسأنتظر حتى الانتهاء منها قبل أن أقرر ماذا سأفعل فى الفترة المقبلة.