تهنئة من الوادى المقدس
لتهنئة المسلمين بحلول شهر رمضان المُعظّم، والمسيحيين ببدء الصوم الأكبر، الأكثر نُسكًا والأطول أيامًا، زار الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، الأحد، منطقة «طور سيناء»، التى تعد إحدى أطهر بقاع الأرض وأكثرها قدسية، والتى اتفقت الديانات السماوية الثلاثة، الإسلامية والمسيحية واليهودية، على أنها النقطة الوحيدة، التى تجلى الله فيها بوجهه الكريم على سطح هذه الأرض.
واقفًا فوق «تبة هارون»، المطلة على وادى الراحة، والمواجهة لجبل التجلى، المجاور لجبل موسى البالغ ارتفاعه ٢٢٤٢ مترًا عن سطح البحر، تحدث رئيس الوزراء عن توجيه الرئيس عبدالفتاح السيسى، منذ أول لحظة، بتعظيم وتطوير هذه البقعة الطاهرة المقدسة، وبأن يتم إنشاء البنية الأساسية والمشروعات، التى تمكن من إبراز أهمية هذه البقعة للعالم كله، مجددًا التأكيد أن هذه المنطقة ستكون هدية للعالم بأسره. فى إشارة إلى مشروع «التجلى الأعظم»، الذى يستهدف تحويل منطقة سانت كاترين إلى مدينة للسياحة الدينية والبيئية، مع الحفاظ على طابعها الروحانى والأثرى، وحماية هويتها التاريخية وآثارها، سواءً الدينية أو غيرها، وكذا، لتعظيم الاستفادة من مقوماتها السياحية، أثريًا وبيئيًا ودينيًا واستشفائيًا.
منذ سنتين تقريبًا، تحديدًا فى ٦ أبريل ٢٠٢٢، تناولنا هذا المشروع الضخم، الذى وضعت وزارة الإسكان مخططًا متكاملًا له، ويتولى تنفيذه الجهاز المركزى للتعمير، بتمويل من هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، تحت إشراف ومتابعة لجنة وطنية عليا تضم ممثلين عن وزارتى البيئة والسياحة والآثار والجهات المعنية. وأوضحنا أن كل أعمال التطوير المتعلقة بالمشروع، لم تقترب من حرم دير سانت كاترين، المسجل على قائمة التراث الثقافى العالمى، أو من حديقة الدير وأشجارها النادرة وآبارها وعيونها التاريخية. فقط، جرى ترميم الجزء الغربى من مكتبة الدير، ثانى أهم مكتبة فى العالم، بعد مكتبة الفاتيكان، من حيث قيمة مخطوطاتها. ومع ذلك، لم يسلم المشروع، كالعادة، من الشائعات التى استهدفت تشويهه أو التشويش عليه.
لم تقترب من حرم دير سانت كاترين، المسجل على قائمة التراث الثقافى العالمى، أو من حديقة الدير وأشجارها النادرة وآبارها وعيونها التاريخية. فقط، جرى ترميم الجزء الغربى من مكتبة الدير، ثانى أهم مكتبة فى العالم، بعد مكتبة الفاتيكان، من حيث قيمة مخطوطاتها. ومع ذلك، لم يسلم المشروع، كالعادة، من الشائعات التى استهدفت تشويهه أو التشويش عليه.
أحد المعايير، الذى استندت إليه منظمة اليونسكو لتسجيل منطقة سانت كاترين، سنة ٢٠٠٢، على قائمة التراث الثقافى العالمى، كان المعيار السادس الخاص بالممتلكات المرتبطة بأحداث تاريخية مهمة أو أشخاص أو عقائد، على أن يكون مقترنًا على نحو مباشر أو ملموس بأحداث أو تقاليد حية أو بمعتقدات أو بمصنفات فنية أو أدبية ذات أهمية بارزة، أو الممتلكات المرتبطة بفهم شخصيات تاريخية أو أحداث أو ديانات أو شخصيات، مثل حدث التجلى الأعظم وتلقى الألواح والمناجاة. كما شمل ملف التسجيل جبل موسى وشجرة العُليقة والدير الأثرى، وهناك لجنة علمية تابعة للمنظمة الدولية، راجعت ملفات التسجيل، التى استندت إلى حقائق تاريخية موثقة، ضمت توثيق التجلى الأعظم وما له من قيمة استثنائية عالمية.
المصريون القدماء اهتموا بسيناء اهتمامًا بالغًا نظرًا لقيمتها الكبيرة، بتأكيد الدكتور زاهى حواس، وزير الآثار الأسبق، وأحد أبرز الأثريين على مستوى العالم، والذى أعرب عن سعادته بما يشهده فى الوقت الحالى من مشروعات قومية لتعمير سيناء، تتناغم مع البيئة والتراث السيناوى، لافتًا إلى أن الأهمية التاريخية لمصر وسيناء، تدفع البعض إلى ادعاء أنهم مساهمون فى تاريخها العريق وأنهم أصل الحضارة المصرية القديمة على غير الحقيقة، وكذا ادعاء البعض بأن فرعون موسى ليس مصريًا. موضحًا أن هذه الادعاءات تدحضها لوحة «مرينبتاح» المحفوظة بالمتحف المصرى، التى تؤكد، أيضًا، أن العبرانيين كانوا موجودين فى مصر وخرجوا منها قبل عصر «مرينبتاح». إضافة إلى أن كل الدراسات الأثرية والعلمية أشارت إلى أن العبرانيين كانوا يقيمون فى منطقة الدلتا، وعند خروجهم ذهبوا إلى سيناء.
.. وتبقى الإشارة إلى أن هناك دراسة جيولوجية يقوم بها، حاليًا، المجلس الأعلى للآثار، بالتعاون مع إحدى الجامعات المصرية، تتناول حقيقة خروج اليهود من مصر، وتثبت أنهم لم يذهبوا إلى فلسطين، وتؤكد أن انشقاق البحر، أو «الفلق»، حدث فى خليج السويس. ومن الدكتور جمال مصطفى، نائب الأمين العام للمجلس، عرفنا أن هذه الدراسة سيتم الانتهاء منها والإعلان عن نتائجها قبل نهاية السنة الجارية.