أمير الظل.. رواية عبدالله البرغوثي إلى ابنته تالا من معتقل رامون الإسرائيلي
"أمير الظل".. هي رواية للكاتب الفلسطيني عبد الله البرغوثي الأسير لدى الاحتلال الإسرائيلي والذى وصلت أحكامه إلى 67 مؤبدا، حيث يعد عبد الله البرغوثى هو الأكثر محكومية فى العالم.
ولقد كتب البرغوثى هذه الرواية كما كتب غيرها من اعمال أخرى داخل زنزانته الفردية التى يقبع داخلها منذ سنوات فى معتقل رامون في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتنتمي رواية أمير الظل إلى أدب السير الذاتية، كما يمكن تصنيفها ضمن أدب الرسائل،حيث بدأت برسالة من تالا عبد الله البرغوثي إلى والدها ثم يجيب عليها برسالة طويلة يوضح لها فيها ما ودت معرفته.
تفاصيل الرواية
تبدأ رواية مهندس على الطريق "أمير الظل " من رسالة تالا عبد الله البرغوثي تسأل والدها من أنت ؟ هل أنت الطيب الحنون كما تقول جدتي أم القاسي منزوع القلب كما يقول جدي؟، وكانت هذه الأسئلة بغرض الاستفسار عن شخصية الأب الذي وهب نفسه وأيامه لفلسطين لكنه نسي شقاء أولاده فى بعدهم عنه.
يجيب البرغوثي على تالا ابنته بسرد قصة حياته فيحكي عن طفولته التي قضاها في الكويت ثم انتقاله مع أسرته إلى الأردن، حكى عبد الله عن قوته البدنية التي نتجت عن حبه للجودو وهو في الصغر، كما تحدث عن حبه لدينه وصلاته وحبه لوطنه الذى لم يره طيلة سنوات طفولته فى الكويت، أو شبابه الأول فى الأردن، كما تحدث عن مهاراته الفردية فى حب الميكانيكا وتصليح السيارات وقدراته العقلية الفذة التي جعلته قبل وصول الثامنة عشر يتمكن من تزوير رخصة قيادة.
الاستعداد في الغربة ليوم العودة للوطن
وكأن البرغوثي أراد ان يمهد للقارىء كى يتعرف عليه عن قرب، ثم يأخذنا البرغوثى إلى غربته فى كوريا التى ذهب إليها بمحض الصدفة، ليحدثنا عن الصعوبات التى واجهها فى أيامه الأولى،ثم يظهر لنا البرغوثي ثلاثة أمور أما الأمر الأول فهو حفاظه على صلاته والثاني هو مداومة ممارسته للرياضة، أما الأمر الثالث فهو قدراته العالية فى اختراق شبكات الاتصالات فى كوريا، ثم يحكى لنا عن مهاراته فى تصنيع المتفجرات التى أتقن صنعها وتركيبها من أجل الانتقام لأهله في فلسطين.
يتزوج البرغوثي من شابة كورية وينزل معها إلى الأردن ولأنها لم تنجب لمدة أربع سنوات قررت والدته ان تزوجه فقررت الكورية أن تنفصل عنه وتعود إلى بلدها، يتوجه البرغوثي الذي يحمل جواز سفر أجنبي إلى فلسطين، ثم يتزوج من شابة فلسطينية ليقيم فى قلعة جده في قرية بيت ريما في رام الله فيرى أقرانه واقاربه يتساقطون من حوله.
فيقرر اتخاذ المقاومة منهجا له، فيصبح قائدا مستخدما قدراته العبقرية فى تنفيذ عملياته فيثخن فى العدو، وينتقم من المحتل أشر انتقام.
ثم يتم اعتقاله ليقبع في سجون المحتل غير نادم ولا ٱسف على تركه لحياة النعيم ورغد العيش فخورا بما صنعه فى رحلة كفاحه، ليقدم فى تلك الرسالة الطويلة التى جاءت فى شكل رواية ردا على ابنته تالا.