العنف ضد المرأة.. كلاكيت العقلية الذكورية المتخلفة!
قبل أسبوع بقرب مدينة الشروق، ذكرت تقارير صحفية عن شاهد عيان، رأى فتاة تقفز من الباب الخلفى لإحدى السيارات المسرعة التابعة لأحد تطبيقات تقديم خدمات النقل الذكى، وهو ما تسبب فى إصابتها أدت إلى وجود حالة من الغيبوبة وفقد الوعى.
كانت كلماتها الأخيرة عقب قفزها حسب التقارير المنشورة أن السائق حاول التحرش بها، أما رواية السائق الذى لديه سابقة جنائية، أنه قام بغلق نوافذ السيارة لرش معطر، ففوجئ بقيامها بالقفز من السيارة، فاستكمل سيره، ولم يتوقف خوفا من تعرضه للإيذاء، وفى كل الأحوال تم اتخاذ الإجراءات القانونية للتحقيق.
واقعة السابقة الجنائية للسائق، لا تعنى بالضرورة أنه مدان دون إثبات فى تلك الحادثة، ولكن فى نفس الوقت، ما قامت به الفتاة من قفزها هو دلالة لحالة الخوف والرعب والهلع لدرجة أن تلقى بنفسها خارج السيارة لسبب غير معلوم، وهى تعلم جيدًا أنها من الممكن أن تفقد حياتها.
الخطر الحقيقى أن تعدد شركات تقديم خدمات التنقل أونلاين أصبحت كثيرة ومعقدة بسبب التنافس على عروض أقل الأسعار التى تصل فى أكثر من تطبيق حاليًا؛ لأن يقوم العميل المستهدف من استخدام الخدمة بتحديد السعر المادى لرحلته بالتفاوض مع السائق.
والواضح أن معايير اختيارهم للسائقين مقدمى الخدمات قد تراجعت، وهو ما سمح بإلحاق البعض من السائقين بدون الحد الأدنى من المستوى المهنى المطلوب، وبدون الحد الأدنى من أتيكيات تقديم الخدمة للمواطنين وهو ما جعلنا نقرأ ونسمع عن من تعرضوا لتجاوزات من بعض السائقين دون أى عقاب خاصة أن تجاوزات بعضهم مسجلة كتابة من خلال الرسائل على الخاص، وبعضهم مسجل لهم بالصوت وربما بالصورة.
إذا كانت إحدى تلك الفتيات قد تعرضت لنوع من أنواع العنف ضد المرأة والتحرش والتنمر بها لحد أن مشكلتها تحولت إلى قضية معروفة لدي الرأى العام، فربما منها الكثيرات التى أسرن الصمت خوفًا من الفضيحة، وقبل ذلك من نظرة المجتمع الذكورية الذى يتهمها فى كل الأحوال أنها السبب فى استنفار تلك العقلية المتخلفة حضاريًا وإنسانيًا.
تعدد شركات تقديم خدمات التنقل أونلاين هو فى صالح العميل. ولكن يجب الحرص على أمنه وأمانه قبل كل شيء، لأن الشركة التى تدير خدمة التطبيق هى فى النهاية مجرد وسيط بنسبة بين سائق السيارة المقدم للخدمة وبين العميل طالب تلك الخدمة ولا توجد مساحة للجدال والخلاف بينهما؛ لأن الخدمة بالكامل محددة مسبقا قبل تقديمها سواء من بداية نقطة الانطلاق حتى الوصول، أو فى قيمتها المادية المحددة.
يظل الأمر الأهم هو أمن العميل وأمانه الذى لجأ من الأصل لتلك التطبيقات كنوع من الثقة فى المعرفة المحددة والمسبقة للخدمة قبل الحصول عليها حيث يظهر فى جميع التطبيقات اسم السائق ونوع السيارة ورقمها. وهو ما يضيف المسئولية الأمنية والاجتماعية على تلك الشركات فى اختيار سائقيها حتى لا يتحول الأمر إلى أن يصبح العميل فريسة لبعض السائقين مثلما يحدث مع بعض الفتيات والسيدات اللاتى يعانين من التحرش، وعدم الشكوى تجنبًا للتشهير والفضيحة.
نقطة ومن أول الصبر..
ستظل الحلقة الأضعف أمام العقلية الذكورية المتخلفة والمتجذرة فى مجتمعنا هى المرأة دون أى مسئولية أو التزام على ديك البرابر الذى يوظف الشرع ويستخدم القانون فى تحقيق أغراضه الدنيئة.
الحل فى الثقافة، وفى نفاذ القانون وتطبيقه من خلال العدالة الناجزة التى لا تسمح بالضغط على المرأة ومساومتها فى الحصول على حقوقها، ويظل اهتمام الرئيس بحالة تلك الفتاة المصرية المسكينة تأكيد على استهداف مواجهة كل تلك التجاوزات والانتهاكات.