اقتصاديون: وصول شريحة أولى من صفقة رأس الحكمة يخفض أسعار السلع ويضرب السوق السوداء للدولار
أكد خبراء اقتصاد أن إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى عن وصول جزء من قيمة صفقة رأس الحكمة، التى أعلنت عنها الحكومة مؤخرًا ودخولها البنك المركزى، سيكون له تأثير إيجابى جديد على أسعار السلع والمنتجات الاستراتيجية فى الأسواق، كما سيمثل ضربة للمضاربين فى الدولار فى السوق السوداء.
وقال علاء الزهيرى، رئيس الاتحاد المصرى للتأمين، إن مصر اتخذت إجراءات سريعة لتوفير النقد الأجنبى فى توقيت مهم للغاية، مضيفًا أن الاستثمارات الأجنبية تمثل محفزًا لتحسين بيئة الأعمال فى مصر.
وأشار إلى أن صفقة رأس الحكمة تطبق مقولة «الصديق وقت الضيق»، حيث لعبت الحكومة الإمارتية دورًا مهمًا فى مساندة مصر، فى هذا الوقت المهم.
وبيَّن أن الاستثمارات الأجنبية تلعب دورًا مهمًا فى تعزيز التبادل التجارى بين مصر والدول الأخرى، وتوسيع قاعدة الصادرات المصرية إلى الأسواق العالمية، وهذا بدوره يعزز التكامل الاقتصادى العالمى، ويسهم فى تعزيز مكانة مصر كمركز اقتصادى إقليمى.
بدوره قال هانى أمان، العضو المنتدب والرئيس التنفيذى للشركة الشرقية للدخان «إيسترن كومبانى»، إن نظرة العالم للاقتصاد المصرى، عقب نجاح إبرام صفقة رأس الحكمة، تغيرت إلى الأفضل، مشيدًا بإعلان الرئيس وصول جزء من قيمة الصفقة إلى خزانة البنك المركزى، ما يبشر بحدوث استقرار فى أسعار السلع.
وأضاف: «مصر تعد واحدة من الدول التى حققت نجاحًا ملحوظًا فى جذب الاستثمار الأجنبى خلال السنوات الأخيرة، وهذا الأمر له تأثير كبير على نظرة مؤسسات التمويل نحو البلاد، وتعتبر هذه النتيجة إشارة إيجابية لاستقرار الاقتصاد المصرى وتعزز فرص الاستثمار المتاحة».
وأكد أنه من وجهة نظر مؤسسات التمويل، يعتبر جذب الاستثمار الأجنبى إلى مصر، عاملًا مهمًا يعكس الثقة فى الاقتصاد المصرى وفى البيئة الاستثمارية فى البلاد، وهذا النجاح يعكس جهود الحكومة المصرية فى تحسين بيئة الأعمال، وتقديم الحوافز للمستثمرين الأجانب.
وبيَّن أنه من الممكن أن تزيد هذه النتائج من اهتمام المؤسسات المالية الدولية بمصر، كوجهة للاستثمار، ما قد يزيد من توافر التمويل للمشاريع فى البلاد، ويسهم فى دفع عجلة التنمية الاقتصادية.
وأشار إلى أنه يمكن أن تشهد مصر زيادة فى تدفقات رءوس الأموال الأجنبية، سواء كانت استثمارات مباشرة أو تدفقات مالية أخرى، ما قد يسهم فى تحسين الاحتياطى النقدى للبلاد، وتعزيز قدرتها على تحمل التحديات الاقتصادية.
وتابع «هانى» أنه يمكن القول إن نجاح مصر فى جلب الاستثمارات الأجنبية إنجاز مهم يعزز مكانتها، كوجهة استثمارية مهمة فى المنطقة، ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون الدولى والتطوير الاقتصادى، ويتطلب الأمر متابعة الجهود وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، لضمان استمرارية هذا النجاح وتحقيق تنمية مستدامة للاقتصاد المصرى.
وأشار إلى أن صفقة رأس الحكمة بين مصر والإمارات العربية المتحدة، تعد واحدة من أبرز الاتفاقيات الاقتصادية والاستثمارية التى تم توقيعها بين البلدين، وقد أسفرت عن العديد من المكاسب والفوائد.
وقال الدكتور حامد جميل، الخبير الاقتصادى، إن إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى عن وصول جزء من قيمة صفقة «رأس الحكمة» إلى البنك المركزى؛ بمثابة نجاح لمصر فى جذب الاستثمارات الأجنبية.
وأضاف «جميل»، لـ«الدستور»: «صفقة رأس الحكمة أصبحت تؤتى ثمارها، إذ انخفض سعر الدولار بالسوق السوداء وتراجعت أسعار الذهب والحديد بخلاف الإعلان عن الإفراجات عن السلع الغذائية والأدوية الموجودة فى الجمارك».
وتابع: «صفقة رأس الحكمة صنعت صورة إيجابية للاقتصاد المصرى»، مؤكدًا: «مصر واحدة من الدول التى نجحت فى جذب استثمارات أجنبية كبيرة خلال السنوات الأخيرة، وهناك العديد من العوامل التى أسهمت فى جذب رءوس الأموال الأجنبية إلى البلاد». وأوضح: «نفذت مصر سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية التى تهدف إلى تحسين بيئة الأعمال وجذب الاستثمارات الأجنبية، من بين هذه الإصلاحات تقليص البيروقراطية وتبسيط إجراءات التراخيص والتصاريح اللازمة للشركات الأجنبية، وتطوير البنية التحتية لتوفير بيئة ملائمة للاستثمار، من خلال تحسين الطرق والموانئ وتوفير الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه».
وأشار «جميل» إلى أن مصر تمتلك قوى عاملة ماهرة، ما يجعلها وجهة مغرية للاستثمارات الأجنبية التى تتطلب قوى عاملة مدربة ومتخصصة.
وقال: «نجاح مصر فى جذب الاستثمارات الأجنبية يعود إلى جهودها المستمرة فى تعزيز الثقة بين المستثمرين الأجانب وتوفير بيئة استثمارية مستقرة وجاذبة، إضافة إلى ذلك وقعت مصر اتفاقيات تجارية واقتصادية مع عدة دول ومنظمات دولية، ما فتح آفاقًا جديدة للتعاون الاقتصادى والاستثمار فى البلاد».
وأكمل: «علاوة على ذلك، استحدثت مصر مناطق اقتصادية خاصة ومناطق حرة لتشجيع الاستثمار وتوفير مزيد من الحوافز والتسهيلات للشركات الأجنبية، كما نفذت برامج تحفيزية للمستثمرين الأجانب من خلال تقديم تسهيلات مالية وضريبية ومساعدات تقنية».
فى السياق ذاته، قال الدكتور عبدالمنعم السيد، الخبير الاقتصادى، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية، إن دخول الدفعة الأولى من الأموال أكبر صفقة استثمار مباشر، يمنح الاقتصاد المصرى فرصة جديدة لاستعادة النشاط.
وأكد «السيد»، لـ«الدستور»، أن الدعم الإماراتى لمصر متواصل، ودائمًا الأشقاء يساندون مصر فى هذه الظروف الاستثنائية التى تمر بها المنطقة، مشيرًا إلى أن دخول هذه الأموال سيؤدى إلى تراجع سعر الدولار بالسوق السوداء إلى دون ٤٥ جنيهًا خلال أيام.
وأضاف أن هذه الصفقة الكبرى لأكبر مشروع استثمارى بالمنطقة، ستمنح الحكومة الأفضلية فى مفاوضاتها الحالية مع المؤسسات الدولية المانحة، على رأسها صندوق النقد والبنك الدوليان والاتحاد الأوروبى، موضحًا أن هذه الأموال كانت بالنسبة لمصر طوق النجاة من الأزمة الحالية بسبب الحرب على غزة. وأكد الخبير المصرفى محمد عبدالعال، أن استثمارات مشروع رأس الحكمة تنقذ الاقتصاد المصرى من تداعيات الأزمة الحالية.
وطالب الخبير المصرفى بوضع خطة واضحة لعبور الأزمة واستغلال هذه الأموال فى إعادة هيكلة الاقتصاد المصرى، وتحقيق سعر صرف موحد وعادل، وتوفير العملة لشراء مستلزمات الإنتاج والخامات الأزمة للمصانع، وتوافر المنتجات المحلية، بجانب سداد جزء من المتطلبات الدولية العاجلة. وأشارت سهر الدماطى، الخبيرة المصرفية، إلى أن دخول الشريحة الأولى من أموال رأس الحكمة سيؤثر إيجابيًا على عجلة الاقتصاد الوطنى، إذ إنها سترفع احتياط النقد الأجنبى لمصر وتؤثر على مصداقية الدولة نحو التزاماتها الدولية، متوقعة أن ترفع المؤسسات الدولية التصنيف الائتمانى لمصر فور دخول باقى شرائح الدفعة الثانية.
وأضافت «الدماطى» أن هذه الأموال ستكون فرصة جيدة لتلبية احتياجات المواطنين من الإفراجات الجمركية عن البضائع والسلع والأدوية والأعلاف ومستلزمات الإنتاج، موجهة الشكر لدولة الإمارات على هذه الشراكة الناجحة ودعمها الاقتصاد المصرى بهذه الاستثمارات الكبيرة.