الكاتبة السورية ريما بالي: مصر مازالت ترفد الأدب العربي بروائع لا تنسى
كشفت الكاتبة السورية ريما بالي، والتي وصلت روايتها "خاتم سُليمى"، للقائمة القصيرة لجائزة الرواية العربية البوكر، في تصريحات خاصة لــ “الدستور”، عن تقديرها للكتاب المصريين، وريادة مصر الثقافية.
مصر مازالت ترفد الأدب العربي بروائع لا تنسى
وعن الكتاب المصريين المعاصرين والراحلين ممن قرأت لهم، أو تأثرت بأحدهم، قالت ريما بالي: لا يختلف اثنان أن الأدب المصري عريق ورائد وله بصمات مهمة في وجدان من هم في جيلي، في سنوات مراهقتي الأولى اكتشفت سحر الرواية من خلال فخامة نجيب محفوظ وجاذبية إحسان عبد القدوس ــ على سبيل المثال لا الحصر ــ، ثم قرأت أيضًا لكثيرين غيرهما بما يطول ذكره.
وتابعت: على الرغم من تكاثر أعداد المتطفلين على هذا الفن الرفيع، إلا أن مصر مازالت ترفد الأدب العربي بروائع لا تنسى لكتّاب من مختلف الأجيال، أعتذر عن ذكر أسماء محددة فهم كثر وكل واحد منهم عزيز على قلبي لسبب أو لأخر، فقط أحب أن أنوه بعشقي لقلم الراحلة الباقية رضوى عاشور.
وحول روايتها "خاتم سُليمى"، والصادرة عن مكتبة تنمية،، قالت “بالي”: القارئ المصري جميل ويحب الجمال، ولعل أفضل طريقة يتعرف بها إليّ هي قراءة أعمالي، فأنا كشخص، مثلي مثل أي واحد غيري، ما يميّزني ويعرّفني هو قلمي ورواياتي، والسؤال المهم الذي أقلقني عند نشر خاتم سليمى في مصر (عن دار تنمية): كيف أشجع القارئ المصري على قراءتي؟ وهو الذي يتسم بالوفاء لكتّابه المصريين، ولن أقول تعصب، بل وفاء نابع من عاطفة جارفة وامتنان وتقدير للكتابة الجميلة.
كل شخصية فى رواياتي تحمل شيئًا مني
عن أبطال روايتها "خاتم سُليمى"، قالت: ما بين الشخصيات في خاتم سليمى لم يكن دائمًا تناغمًا، بل وفي مقاطع كثيرة من الرواية تجدين تنافرًا واختلافًا أيضًا، هم شريحة من جسد هذا العالم اقتطعتها وألقيت بها في هذا النص ونسجت من حولها خيوط الحبكة التي وجدت أنها تناسب الأفكار التي أردت التعبير عنها، وقد اشترك كل من التناغم والتنافر في إيضاح الصورة المنشودة للعمل.
وحول ما تمثله الجوائز الثقافية والأدبية للكاتب بوجه عام ولها بوجه خاص، أكدت الكاتبة السورية: الفضيلة الأهم والأكبر للجوائز أنها تقدم اسم الكاتب للقراء، ثمة عشرات من الكتّاب المبدعين لا يعرف بوجودهم إلا القلائل، وهي ليست غلطة القارئ الذي يتوه ويحتار في زحمة الإصدارات الكثيرة.
وأوضحت “بالي”: الجوائز تلقي الضوء على الكاتب وأعماله، فتشحذ حماسته للإبداع والتطوير وتقديم المزيد. ثمة اقتباس ينسب إلى موراكامي يقول: "أشعر بخيبة شمعة احترقت لتضيء غرفة أعمى"، وهذا بالضبط ما يشعر به الكاتب الذي يعمى القارئ عن أعماله، الجوائز تفتح الأعين لتلتقط النور، فتنتعش الشمعة إذ تدرك أن احتراقها لم يكن بلا جدوى.
وعن أقرب شخصياتها الروائية إلي قلبها، اختتمت ريما بالي حديثها لـ “الدستور” مشيرة إلي: نعم سأجيبك بكليشيه: "كلهم أبنائي وأحبهم"، لأن كل شخصية منهم تحمل شيئًا مني وقطعة من عمري ووجداني (لاحقًا للإجابة السابقة)، وبكل صدق وبعيدًا عن الدبلوماسية سأستعير من تلك الإعرابية المشهورة جملتها: صغيرهم حتى يكبر ومريضهم حتى يصح وغائبهم حتى يعود.