عميد "الدراسات الاقتصادية" بالإسكندرية: القضية الفلسطينية الأهم تاريخيًا
أكد الدكتور أحمد وهبان عميد كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية، أن القضية الفلسطينية هي القضية الأهم تاريخيًا بالنسبة لمصر، التي تولت الدفاع عن الفلسطينيين تاريخيًا وحتى يومنا هذا.
ندوة كلية الدراسات الاقتصادية
جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية بجامعة الإسكندرية تحت عنوان "مسارات القضية الفلسطينية في ظل المتغيرات الجديدة"، بالتعاون مع لجنة الاقتصاد والعلوم السياسية بالمجلس الأعلى للثقافة، بمشاركة عدد من أساتذة الاقتصاد والعلوم السياسية من مختلف الجامعات والمعاهد المصرية.
وتناول "وهبان" تأثير حرب غزة على دوائر الأمن الإقليمي باعتبار الدائرة الشرق أوسطية دائرة بالغة الأهمية لأنها تجمع بين دوائر الأمن الأربع (الإفريقية، العربية، الآسيوية، الإسلامية )، كما تحدث عن أبرز العوامل التي تعتبر بمثابة المحرك الأساسي للسياسة الخارجية المصرية تجاه القضية الفلسطينية؛ يتمثل العامل الأول في العامل القومي العربي، انطلاقًا من كون فلسطين دولة عربية خاضعة لميثاق الدفاع العربي المشترك لعام 1955، والثاني، فيتمثل في الأمن القومي المصري نظرًا للموقعها الجغرافي لقطاع غزة بالنسبة لمصر.
موقف مصر من القضية الفلسطينية
وتطرق عميد الكلية في حديثه إلى مقومات الموقف المصري فيما يتعلق بالقضية الفسلطينية الآن وتاريخيا، واستعرض موقف مصر من حل الدولتين ورفض التهجير وتصفية القضية والالتزام المصري بمعاهدة السلام وتسويات كامب دافيد.
وأكد الدكتور عثمان أحمد أستاذ الاقتصاد بالمعهد العالي للدراسات الإسلامية، الدور المحوري الذي يؤديه الاقتصاد كمحرك أساسي للسياسة الدولية قاطبةً، حيث أصبحت المصالح الاقتصادية هي أساس العلاقات بين الدول ومن ثم يمكن تفسير العديد من الحروب والصراعات الحالية من منظور اقتصادي مثل الأزمة الليبية، الحرب الروسية- الأوكرانية، وغيرها.
وأشار أحمد إلى كون منطقتنا العربية منطقة زاخرة بالثروات وهو الأمر الذي بدوره أدى إلى كونها ساحة من ساحات الصراع الدولي عمومًا وساحة لتنافس القوى العظمى على وجه الخصوص.
وتناول المتغيرات فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والأسباب المؤدية لأحداث السابع من أكتوبر وتفسير رد فعل الطرف الإسرائيلي، واستعرض "نظرية الصدمة" للعالم الاقتصادي ميلتون فريدمان، أبرز التغيرات الاقتصادية في المنطقة، تقارير صندوق النقد الدولي، مدى تأثير الموقع الجغرافي لغزة وإسرائيل على التجارة الدولية، الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية لغزة بالنسبة لإسرائيل، الاستهداف الإسرائيلي المتعمد لتدمير المناطق ذات الأهمية الاقتصادية من مصانع وأحياء اقتصادية في غزة، مشيرًا في ذلك إلى أن إعادة إعمار قطاع غزة ستتكلف ما لا يقل عن 25 مليار دولار.
حل القضية الفلسطينية
وأكد أحمد على حتمية تأثير الاستقرار السياسي على الاستقرار الاقتصادي، وأن حل القضية الفلسطينية يكمن في التعاون والتكامل مابين دول الوطن العربي والدول الإسلامية، وكذا استخدام الآليات الاقتصادية والسياسية في مواجهة إسرائيل والتي تعد وجهًا من وجوه الاستعمار.
وأشار الأستاذ الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية بجامعة بورسعيد، إلى أن المواجهة بين إسرائيل والمقاومة ليست بين جيوش متناظرة، أو بين طرفين يتسمان بالتكافؤ في موازين القوى، فالمشهد الحالى هو بين جيش الاحتلال الإسرائيلى النظامى وبين قوى المقاومة ومن ثمة فإن تحليل وتفسير نتيجة الحرب بين الطرفين (الإسرائيلى – وقوى المقاومة الساعية للتحرير والاستقلال) بالمعايير المعتادة فى المواجهات بين الجيوش النظامية أمرٌ خاطئ، واستدل د. جمال زهران على ذلك بالمواجهة الأمريكية الفيتنامية (1965 – 1973) حيث انتصرت فيتنام وأجبرت أمريكا على الخضوع والرحيل، رغم الخسائر البشرية الأكبر فى تاريخ المقاومة.
وأشاد "زهران" بالشعب الفلسطيني وأهل غزة الذين تحملوا الصعاب وصمدوا لأشهر عديدة ضد حملات التدمير الممنهجة لكل مظاهر الحياة التي تم شنّها من قبل إسرائيل.
واختتم حديثه مؤكدًا أننا أمام مرحلة جديدة تستدعي مراجعة كبيرة فى مسألة الوعى بالقضية وأبعادها عبر منظومة التعليم والثقافة والإعلام تعزيزًا للأمن القومي المصري والعربي.