بين المؤرخ والكاتب الصحفي.. أين الحقيقة في مذكرات محمد نجيب؟
محمد نجيب، أول رئيس مصري بعد سقوط النظام الملكي في مصر، والمولود في مثل هذا اليوم من العام 1901 بالعاصمة السودانية الخرطوم، ويعد من أكثر الشخصيات جدلا في التاريخ المصري الحديث.
حقيقة مذكرات محمد نجيب
اختار تنظيم الضباط الأحرار عقب نجاح ثورة 23 يوليو 1952، اللواء محمد نجيب، ــ كونه الأكبر سنا ــ وجها يقدمونه إلى الشعب المصري رئيسا للجمهورية. ففي هذا الوقت كانت أعمار تنظيم الضباط الأحرار لا تتعدي الخامسة الثلاثين، بل أن عمر جمال عبد الناصر صاحب فكرة وتأسيس تنظيم الضباط الأحرار كان 34 عاما فقط، لذا كان رأي التنظيم أن يقدم محمد نجيب على رأس التنظيم ومن ثم رئيسا للجمهورية.
وتظل مذكرات محمد نجيب هي الأخرى لغز غامض مثل صاحبها. ففي مقالة للكاتب الصحفي الدكتور محمد الباز منشورة بتاريخ 31 يناير 2024 تحت عنوان “عادل حمودة كاتب شبح”، والتي يستعرض فيها رحلة مذكرات محمد نجيب، بدءا من العام 1955 والمنشورة بعنوان “مصير مصر”، وحررها الكاتب الإنجليزي لي وايت، والذي تنصل منه “نجيب” في العام 1973 خلال حوار أجراه مع الصحفي اللبناني سليم اللوزي. مرورا بمذكرات محمد نجيب المعنونة بـ “كلمتي للتاريخ” والتي تختلف عما نشره البريطاني لي وايت، وصولا إلى كتاب “الوثائق السرية للرئيس نجيب” من تحرير الكاتب الصحفي عادل حمودة، والمنشور في طبعته الأولي في سبتمبر 1984، عن المكتب المصري الحديث بالقاهرة، والذي أعاد “حمودة” نشره في العام 2002 عن مؤسسة روز اليوسف بعنوان «ضحية يوليو.. الوثائق الخاصة للرئيس محمد نجيب».
بينما يذهب المؤرخ دكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس، إلى أن اللواء محمد نجيب، لم يكتب مذكراته، وهو ما أكد عليه خلال لقاءه مع الإعلامي دكتور محمد الباز في برنامج “الشاهد”، في الحلقة المذاعة بتاريخ 26 أغسطس 2023.
وفي حديثه/ شهادته، قال “شقرة” عن مذكرات محمد نجيب: “كتاب كنت رئيسا لمصر، والذي حرره عادل حمودة لم يره محمد نجيب أساسا. فقد قابلت ”نجيب" وكان يقظا وتحدث معي، ولكن بعد ذلك تدهورت حالته الصحية. وكتاب “كنت رئيسا لمصر”، ظهر بعد وفاة محمد نجيب، بل ولم يكن لديه أي خلفية أو فكر أن هناك من سيكتب كتاب كنت رئيسا لمصر".
وأضاف “شقرة”: أيضا كتاب/ مذكرات “كلمتي للتاريخ” استنكر محمد نجيب بعض الأمور التي جاءت وذكرت فيه. وقد قابلت محمد نجيب بعد أن كان قد قابل عادل حمودة وأخبرني بأن “حمودة” أخذ مني كتاب “مصير مصر” ولم يعيده، فأحضرت له ــ نجيب ــ نسختين العربي والإنجليزية.
ما ذكره المؤرخ جمال شقرة، عن مذكرات محمد نجيب في نسخها وعناوينها المختلفة، يطرح سؤال معلق حول حقيقة مدي صحة نسبة هذه المذكرات إلي محمد نجيب.