من "آلموت" إلى "قيامة الحشاشين".. تعرف على روايات تاريخ أشهر جماعات الاغتيال السياسى
ظهرت طائفة الحشاشين - على يد مؤسسها الحسن بن الصباح الإسماعيلي - واستيلاؤهم على قلعة "أَلَموت" في بلاد فارس، منذ عام 483هـ/1090م-، وكان لظهورها عاملًا كبيرًا من عوامل القضاء على السلاجقة وإضعاف العباسيين ومثلت خطرا كبيرا على القوى السنية المحيطة بها مثل الزنكيين والأيوبيين والخوارزميين.
يأتي مسلسل «الحشاشين» ضمن قائمة الأعمال الرمضانية للشركة المُتحدة للخدمات الإعلامية، لإلقاء الضوء على التاريخ المنسي من تلك الفترة من تاريخنا العربي، للتعريف والإشارة لبدايات تاريخ الاغتيال السياسي والتكفير والارهاب، الذي راح ضحيته العديد من الضحايا دون أدنى ذنب.
وتشير العديد من الدراسات التاريخية إلى أن الحشاشون اتخذوا من قلعة "آلموت" فى فارس مركزًا لنشر دعوتهم، وترسيخ أركان دولتهم، وتعد قلعة "آلموت" إحدى أهم القلاع في التاريخ الفارسي والإسلامي والعربي، واستلهمت من سيرة حسن الصباح العديد من الأعمال الإبداعية واحتفى بها المشهد السردي العربي والعالمي عبر أعمال إبداعية.
رواية "قيامة الحشاشين"
حصدت رواية "قيامة الحشاشين" للكاتب التونسي الهادي التيموني جائزة أفضل رواية في معرض الشارقة عام 2021، وهي من ضمن الروايات التي تسافر عبر الزمن ما بين الماضي البعيد والحاضر الراهن، جاءت الرواية لتستعيد عبر صفحاتها تاريخ الحشاشين ومؤسسها "حسن الصباح".
الرواية تجمع بين الحقيقة التاريخية والفانتازية، وقراءة معمقة للتاريخ الواقعي لشخصيات حقيقية ممزوجا بالخيال، وقد وظفت تاريخ الحشاشين وسيرتهم لفهم تاريخنا الفكري والصراعات والانشقاقات المذهبية القائمة في تلك الفترة.
ناقشت الرواية التطرف بالمعني العميق فابتداع الاغتيال السياسي جاء على يد طائفة الحشاشين عبر أعمال إرهابية مخيفة، وذلك عبر اتباعه، والذين كانوا يوصفوا بالفدائيين، ما أقدموا عليه من قتل ونهب وتكفير، يشبه تماما ما ذهبت إليه جماعات الإسلام السياسي المتطرف في حاضرنا.
تطرح الرواية الفكر العقلاني بديلا عن الفكر المتطرف وعلينا أن نعود إلى الفهم الصحيح لتأويل الدين، البديل العقلاني ضد الخرافة.
رواية "آلموت"
رواية "آلموت" للكاتب اليوغسلافي فلاديمير بارتول هي واحدة من أبرز الأعمال السردية العالمية التي تناولت تاريخ طائفة الحشاشين، واستعادته مرة أخرى.
قدمت الرواية عبر صفحاتها طبيعة الحياة الدينية والفكرية والسياسية قلعة "آلموت" في عهد "حسن الصباح" وقدمت كيف كان تقويض سلطة سلاجقة الأتراك في بلاد فارس عام 1092 وغيرها.
تقدم الرواية قصة شخصيات وأمكنة وأزمان تنحصر حقيقتها ضمن النص المكتوب، يتخذ الكاتب من شخصيات: الحسن بن الصباح، وعمر الخيام، ونظام الملك، كمحور رئيس للرواية.
قدمت الرواية تفاصيل لعملية تدريب المنتحرين وحياتهم الشخصية، ورصد الكيفية التي يتم من خلالها تكوين شخصية الفدائي بأدق التفصيلات من تدريبات شاقة وتعبئة فكرية وروحية لصالح فكرة ما وكيف تتم عملية غسيل العقول ليتم توجيههم وهم في حالة من العمى العقلي لخدمة أهداف جماعة وهي الأساليب نفسها التي تنتهجها الجماعات المتطرفة في كل زمان.