ندوة في معرض الكتاب تناقش أهمية الإرث الأدبي للكاتب "يعقوب الشاروني"
أكد مشاركون بندوة "التراث والتاريخ في أعمال رائد أدب الأطفال يعقوب الشاروني" بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، على أهمية الإرث الأدبي له والرسالة الثقافية والإنسانية التي قدمها الكاتب الراحل في أعماله، وأهمية اختياره شخصية معرض الطفل لهذا العام.
وقال الباحث والمستشار الثقافي بالهيئة العامة لقصورالثقافة الدكتور سليمان شعيب جادو، خلال الندوة إن الكاتب يعقوب الشاروني يمتلك ما يزيد على 400 مؤلف وأعمال إبداعية بين الرواية والقصة القصيرة والمقالات.
وأضاف المستشار الثقافي أن الكاتب الراحل زار أيضًا دولًا كثيرة وكان خير ممثل لمصر، وقد تربع على عرش الإبداع في أدب الطفل بالعصر الحديث بلامنازع، بالإضافة إلى الجانب الإنساني حيث كان يتميز بإنسانيته الكبيرة.
من جانبها أكدت الناقدة الأدبية الدكتورة أميمة جادو أنها قدمت 15 دراسة نقدية أدبية حول الأديب الراحل، حيث أنه كان أستاذ معلم وتعلمت على يديه منذ الطفولة حتى التخرج والدكتوراه، منوهة بأن أدب الشاروني كان السهل الممتنع وجاذبًا للجميع.
واستعرضت أعمال الشاروني المهمة وإصداراته التي بلا حصر، حيث أن لا تخلو قصة أو رواية له من التاريخ والتراث الشعبي، ونقل القصص العالمية ودمجها مع شخصيات مصرية، وتطوير النص في سرد درامي وحوار شيق.
ولفتت إلى أنه قدم من خلال أعماله الإبداعية جرعة تاريخية مهمة للنشء والطلائع ومنها "رادوبيس" وهي من التراث الشعبي والعالم، ومجموعة "شهرزاد"، وقصة "سر ملكة الملوك" وهي عن الملكة الفرعونية حتشبسوت.
وبدورها قالت الدكتورة هالة الشاروني ابنه الأديب الراحل في تصريح صحفي على هامش الندوة "نستقبل العام الحالي بفرحه وحزن في نفس الوقت، فالفرحة لتكريم تاريخ ومسيرة وإبداع يعقوب الشاروني والحزن لفراقه".
وأضافت أن الشاروني كان يشعر بالرضا التام في ختام حياته عما قدمة من أدب رفيع المستوى، مقدمة الشكر لإدارة معرض الكتاب لهذه اللفتة الكريمة وهذا الاحتفال الخاص بيعقوب الشاروني.
وقال الأديب أحمد عبدالعليم "إن يعقوب الشاروني استطاع أن يعبر عن تاريخ مصر بكافة العصور، كما عززت كتاباته الانتماء للوطن وغرس تلك القيم في نفوس الأطفال، ونجح في هذه المهمة باقتدار".
وأضاف "أن الكتابة للطفل أصعب من الكتابة للكبار، ولكن الشاروني جعلها مهمة سهلة من خلال عشرات القصص، حيث استخدم الأبطال التاريخيين والأساطير والتاريخ في مزيج رائع ومؤثر وقوي".
وأوضح أن الشاروني كان يقول ليس المهم أن أعلم الأطفال القراءة، ولكن الأهم أن أثير فيهم الرغبة في تعلم القراءة، وأنشئ علاقة حب بينهم وبين الكتاب، بهذه الكلمات البسيطة وصف رائد أدب الأطفال يعقوب الشاروني غائته وهدفه.
وتابع أن قلم الشاروني كان موجهًا للطفل وسببًا في التكوين الثقافي والفكري لكثير من الأطفال في مصر والعالم العربي، حيث باتت قصصه وحكاياته جزءًا أصيلًا من ذاكرة براعم لا تزال في طور التكوين؛ لتساهم بقوة في رسم مفردات وأدوات شخصيتهم.
وكان اختيار رائد أدب الأطفال يعقوب الشاروني ليكون شخصية معرض الطفل ضمن الدورة الـ55 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب اختيارًا مهمًا وصائبًا وجاء الاختيار من إرث الإبداعات التي أنتجها الشاروني.
يذكر أن الشاروني هو صحفى ومن رواد أدب الأطفال في مصر والعالم العربي، وكان يكتب باب صحفي تحت عنوان "ألف حكاية"، وحائز على جائزة لجنة التحكيم الخاصة بمجال التأليف عن كتابه "أجمل الحكايات الشعبية" والذي فاز بجائزة الآفاق الجديدة من معرض بولونيا الدولي لكتب الأطفال بإيطاليا، وتمنح لكتاب واحد على مستوى قارات آسيا وأمريكا الجنوبية وإفريقيا وأستراليا.