مبادرة وزارة الصحة لأصدقاء «نديم أبوسريع»!
لا يزال «نديم أحمد أبوسريع» يحصد الآلاف من المشاهدات الجديدة.. ولا يزال صدى حضوره فى الجلسات الخاصة يتعدى حضور مباريات كأس الأمم وسطوة نجوم الكرة وصراعات البطولة الأهم فى إفريقيا.
«نديم أبوسريع» صار نديمًا لجلسات لا علاقة لها بالنميمة ومكاسب النجوم وملابس النجمات.. «نديم» أصبح رقمًا مهمًا فى حكاوى النساء والرجال فى المترو و«على المقهى»، وفى خناقات الأزواج.
توارى ليوم أو يومين فى ظل حمى الهجوم على محمد صلاح.. قبل وبعد مباراة الصعود إلى الدور الثانى- خرج من يكرهون الفتى من جحورهم مدفوعين أو جاهلين بقيمة ما زرعه «صلاح» لسنوات.. وما أنجزته القوى الناعمة المصرية بشكل عام من خلاله.. الهجوم على صلاح خطف «الترند» لساعات من نديم أبوسريع.. مثله مثل «ذلك الإعلان» السخيف الذى يذهب بتفاصيل حركة المصريين اليومية إلى التفاؤل والتشاؤم- وهو أمر لا ننكره- لكن اعتماده والتأكيد عليه ليس فى صالح العقل ولا الفن المصرى الذى نتمناه عاقلًا مفكرًا.. لا درويشًا يتطاير ويتفاءل ويحدد خطواته حسب أوراق العرافات والدجالين.
كل هؤلاء.. كانوا فى معركة حضور مع «نديم أحمد أبوسريع» لكنه هزمهم جميعًا.. وعاد من إجازته الأسبوعية ليتقدم المقاعد والصفوف.
هذه المرة.. حضر أبوسريع فى بيان رسمى لوزارة الصحة.. صحيح أن البيان فى حاجة إلى مذكرة تفسيرية.. لكنه أمر واقع وحقيقة طبية تشير إلى عقل يرسى ويسمع ويحس ويقرر.
قال البيان إنه تنفيذًا لتوجيه رئاسى فقد تقرر إطلاق مبادرة للكشف والتدخل المبكر لاضطرابات «طيف التوحد» ترتكز على تطبيق المسح والكشف المبكر عن طريق مسئول المبادرة الموجودة بوحدات ومراكز الرعاية الأولية.. باستخدام تطبيق M-chat وذلك مع مواعيد التطعيم عند ١٨ شهرًا مع إضافة خدمات جديدة.
وكشف البيان عن وجود ما يسمى بـ«مراكز التميز المجهزة».. لم يشر البيان لأماكن وجود هذه المراكز، ولم يكشف عن مدى جاهزيتها وتفاصيل لجوء الأهالى إليها، والحالات التى يمكن استقبالها.
وقال د. حسام عبدالغفار فى بيانه- بيان الوزارة- إنه تم التوجيه بإدراج أطفال «قادرون باختلاف» ضمن الأطفال المستهدفين بالمسح والعلاج حتى يتسنى تعزيز مهاراتهم التواصلية، ومن ثم دمجهم فى المجتمع بشكل أفضل.
هذه النقطة بالذات سألنى عنها وفيها عشرات الأصدقاء عقب مقالى السابق.. ولم يكن لدى أى إجابات مقنعة أو عملية.. لم يكن لدى أى إجابات من الأصل يمكن الاعتماد عليها.
الآن.. ولا أدرى إن كان لـ«نديم أبوسريع» دخل بالمبادرة من عدمه.. لماذا لا تستفيد الوزارة من «طه دسوقى» الممثل الذى صار واحدًا من نجومنا بفضل هذه الشخصية المكتوبة باحترافية شديدة.. لماذا لا تقوم الوزارة بالاستعانة به لتوضيح تفاصيل مبادرتها بدلًا من هذا البيان الغامض؟
كل ما فهمناه من البيان أنه وبعد توجيه القيادة السياسية.. ستكون هناك فرصة كاملة لأطفال التوحد فى «مراكز».. لم يقل البيان أين توجد.. يعنى بالبلدى.. طفل من أسوان.. أين يذهب.. هل يذهب لمسئول المبادرة فى مستشفى قريب منه.. أم سيأتى للقاهرة؟
هل عمليات المسح والكشف تلك.. وذلك التطبيق متوافرة فى أحيائنا الشعبية أم لا؟.. عشرات الأسئلة لم يجب عنها ذلك البيان الذى يحتاج إلى بيان آخر حتى نستوعبه.
كل ما فهمناه.. أنه ستكون لدينا مبادرة لهؤلاء الذين اختارتهم أقدارهم ليكونوا مميزين، وأن الهدف مزدوج.. اكتشاف حالات «أصدقاء التوحد» مبكرًا من ناحية.. وإدماج الذين ثبتت إصاباتهم بطيف «التوحد» بالفعل.. متى يحدث ذلك؟! يعنى.. هل تذهب النساء للكشف فى الوحدات الصحية من الآن.. لكل من وصل إلى سن «العام والنصف»؟!.. هناك أسئلة أخرى شديدة الإغراق فى التفاصيل.. وكل ما أقصده وأرجوه أننا بصدد مبادرة رائعة ونوعية، لكن الإعلان عنها يحتاج إلى طرق جديدة وغير تقليدية.. وكم أتمنى ألا تفكر الوزارة فى استخدام الإعلانات من عينة إعلان «غيروا الفرجة».
ما يكشف عنه البيان.. يقول إننا بصدد تفكير علمى سليم.. وقرار طبى جاء فى وقت مناسب تمامًا فى وقت أنارت فيه الدراما المصرية الطريق للأمهات والآباء عن أطفالهم الذين ميزهم الله لأسباب هو يعلمها، فمنحنا فرصة جديدة لنتعامل معهم بشكل جديد ومختلف.
أرجو ألا تضيع فرصة «الاهتمام» بنديم أبوسريع ومسلسله، لنصل بالمبادرة إلى هدفها الراقى والسامى فى آن واحد.