نيران غزة تنتشر فى الشرق الأوسط.. أبرز البؤر التى طالتها نار الحرب

منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة في 7 أكتوبر 2023، تشهد المنطقة تصعيدًا خطيرًا للعنف والنزاعات، الذي يهدد بتحويلها إلى ساحة حرب إقليمية، فما أبرز البؤر التي طالتها نار الحرب، وما هي تداعياتها على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط ؟

غزة.. معاناة إنسانية ودمار هائل

البداية كانت من غزة، القطاع الذي يعيش فيه نحو مليوني فلسطيني، وكان مركزًا الصراع بين إسرائيل وحماس، الذي يتخلله إطلاق صواريخ وقذائف وغارات جوية وبرية وبحرية، وفقًا لآخر الإحصاءات، فإن الحرب أسفرت عن مقتل نحو 24927 شهيدًا أكثرهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى 62388 جريحًا، وتشريد نحو مليون ونصف المليون نسمة، وتدمير أو تضرر أكثر من 100 ألف منزل ومبنى، وانهيار البنية التحتية والخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء والصحة والتعليم، كما أن الحرب أثرت سلبًا على الوضع الاقتصادي والاجتماعي للسكان، الذين يعانون من فقر وبطالة وحصار مستمر منذ عام 2006.

لبنان.. توتر على الحدود وقصف متبادل

منذ السابع من أكتوبر ويشهد جنوب لبنان مناوشات تطورت تدريجيًا بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث أطلق الحزب قذائف على المستوطنات الإسرائيلية ردًا على العدوان على غزة. 

وردت إسرائيل بقصف مواقع وتحركات للحزب في جنوب لبنان، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين والمقاتلين. 

كما أن الحرب أثارت مخاوف من اندلاع حرب جديدة بين الطرفين، خاصة بعد تهديدات متبادلة بشأن استهداف البنى التحتية والمنشآت الحيوية والمدنية.

وقد دعت الأمم المتحدة والدول الغربية إلى ضبط النفس ووقف التصعيد، وحثت على احترام قرار مجلس الأمن 1701، الذي أنهى حرب 2006 بين الحزب وإسرائيل.

قصف مطارات سوريا

في اليوم الرابع للعدوان الإسرائيلي، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه رصد إطلاق قذائف من الأراضي السورية سقط بعضها في مناطق مفتوحة في إسرائيل، ورد على المكان الذي انطلق منه «الهجوم» داخل سوريا عبر قذائف المدفعيّة والهاون دون وقوع إصابات.

ثم بدأت قوات الاحتلال التعامل مع من قالت إنهم مسلحين في سوريا، حيث قصفت مطاري دمشق و‌حلب، وهدد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بتدمير المزيد من الأهداف في سوريا خلال الأيام المقبلة.

وتعرض مطارا حلب ودمشق لعدد من الضربات الجوية الإسرائيلية لمنع هبوط طائرات قادمة من طهران، وما أن تتم إزالة آثار الضربة ويعلن عن إعادتهما إلى الخدمة حتى يتلقيا ضربة تخرجهما من الخدمة مجددًا.

جاءت الضربات حسب الرواية الإسرائيلية لاستهداف خط الإمداد الإيراني بعد نشر للميليشيات التابعة لـ"الحرس الثوري الإيراني" وحزب الله اللبناني على الجبهة الجنوبية بمحاذاة الجولان على الحدود مع إسرائيل منذ بدء التصعيد في غزة.

من جانبها، حذرت وزارة الخارجية السورية من تمدد وتوسع حروب إسرائيل وحلفائها، وطالبت بوقف مجازر الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، واعتداءاته الجبانة على سوريا ولبنان قبل أن تمتد وتتوسع حروب الصهاينة وحلفائهم إلى مناطق جديدة، مؤكدة أن حروب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي العنصري ضد الشعب الفلسطيني، ستقود إلى تقريب اليوم الذي يتطلع إليه كل من يضحي بحياته وعائلته من أجل التحرر والكرامة وهو يوم النصر.

العراق.. هجمات صاروخية ومواجهات مسلحة

العراق، الذي يعاني من تفاقم الأزمة السياسية والأمنية والاقتصادية، شهد تصعيدًا للعنف في إطار الصراع على غزة، حيث نفذت المقاومة الإسلامية في العراق، التي تضم ميليشيات شيعية موالية لإيران، هجمات صاروخية على قواعد عسكرية تضم قوات أمريكية.

كما شنت المقاومة هجمات على مواقع ومركبات للجيش والشرطة العراقية، ما أثار موجة من الاحتجاجات والمطالبات بطرد القوات الأجنبية والميليشيات من العراق. 

وعلى الرغم من إعلان الحكومة العراقية عن موقفها الداعم للشعب الفلسطيني والمندد بالعدوان الإسرائيلي على غزة، فإنها تواجه صعوبات في الحفاظ على السيادة والاستقرار في البلاد.

اليمن.. تضامن مسلح وسياسي

اليمن، الذي يشهد حربًا أهلية منذ عام 2014، أعلن عن تضامنه مع غزة والشعب الفلسطيني، وحذرت قيادات الحوثيين الجيش الإسرائيلي من الاستمرار في عدوانه، لتبدأ المناوشات بإطلاق صواريخ تجاه ميناء إيلات الإسرائيلي.

ثم أطلق الحوثيون صواريخ باليستية وطائرات مسيرة على أهداف إسرائيلية في الجولان المحتل وفي البحر الأحمر، مدعين أنهم أصابوا قاعدة رمون الجوية وسفينة حربية إسرائيلية.

وردت إسرائيل بقصف مواقع للحوثيين في اليمن، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المقاتلين والمدنيين.

وقد أثارت هذه التطورات مخاوف من تحول اليمن إلى ساحة جديدة للصراع بين إسرائيل وإيران، ومن تعقيد جهود السلام والحل السياسي في البلاد.