تصعيد الحوثى فى البحر الأحمر.. ما التداعيات على المنطقة؟
تتصاعد وتيرة هجمات الحوثي على السفن المتجهة نحو دولة الاحتلال إسرائيل، مع استمرار الحرب على قطاع غزة، وتحاول الولايات المتحدة وبريطانيا وقف الهجمات من اليمن بهجوم متقطع.
وفي هذا السياق، قال أحمد السيد الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية: “منذ 3 أشهر وبالتحديد مع بداية الأوضاع في غزة عقب طوفان الأقصى، واحتجاجا على الحرب الهمجية في قطاع غزة تقوم جماعة الحوثي منذ نوفمبر 2023 بإرسال الصواريخ والطائرات المسيرة نحو سفن الشحن التجارية في البحر الأحمر، ما أسفر عن تعطيل الأسواق العالمية”.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه على الرغم من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية والذي يضم 20 دولة، فإنها لم تستطع وقف هجمات جماعة الحوثيين، ورغم أن الولايات المتحدة وبريطانيا قامتا بعمل عسكري في 11 يناير 2024 وضربتا أكثر من 60 هدفًا للحوثيين، فإن ذلك لم يمنع الحوثيين، وردًا على ذلك فقد هاجمت جماعة الحوثي سفينة شحن مملوكة للولايات المتحدة الأمريكية.
تأثير الهجمات الحوثية على الأوضاع فى غزة
وهناك آثار للهجمات الحوثية ليس فقط على قطاع غزة ولكن على المنطقة ككل، التأثير الأول على حركة الملاحة البحرية، إذ تتسبب هجمات الحوثيين على السفن في زيادة التوتر في الممرات المائية الحيوية، مثل مضيق باب المندب وقناة السويس، ما يؤثر على حركة الملاحة البحرية العالمية.
وأشار إلى أن الهجمات قد تتسبب في اتخاذ إجراءات إضافية لتأمين الممرات المائية، ما يؤدي إلى زيادة تكاليف وتعقيد الإجراءات، كما قد تتأثر أسعار النفط العالمية وتتقلب بسبب عدم أمان الممر البحري في البحر الأحمر.
وأوضح أن التأثير الآخر هو التأثير على الأمن الإقليمي، وتصاعد التوتر في الممرات المائية الحيوية يمكن أن يؤدي إلى زيادة حدة التوترات الإقليمية وتأثيراتها على الأمن في المنطقة المحيطة بالبحر الأحمر.
وقد تشهد المناطق الساحلية تأثيرات سلبية على الأمن والاستقرار، كما أن ضرب الحوثيين ربما يؤدي إلى تصعيد التهديدات ضد دول الخليج، ويدفع إيران نحو الانخراط في الحرب، وتحول الصراع من قضية فلسطينية إلى صراع إقليمي شامل.
وتابع السيد، “التأثير الثالث هو تأثير تلك الهجمات على مكانة الولايات المتحدة الأمريكية، ونتيجة لما يحدث خاصة من ضرب جماعة الحوثيين للسفن التجارية فقد أصبحت الولايات المتحدة اللأمريكية في مأزق مع تصاعد التوترات في البحر الأحمر، ومواصلة إسرائيل لهجماتها على قطاع غزة”.
وأوضح أن هناك تأثيرا على حركة التجارة العالمية وقد يكون له تأثير اقتصادي سلبي على الولايات المتحدة، وقد تواجه الولايات المتحدة ضغوطًا للتصدي لهذا التهديد وضمان حرية الملاحة.
واختتم تصريحاته قائلا: “يجب التعامل بحكمة وحل القضايا الجذرية بالطرق السلمية، لتفادي تصعيد الأزمة وانتشارها، مؤكدا أن الحوار هو السبيل للخروج من هذا المأزق”.