ردود الأفعال الدولية تتواصل على الضربات الأمريكية فى اليمن
أثارت الضربات التي شنتها القوات الأمريكية والبريطانية فجر يوم الجمعة على أهداف في مناطق في اليمن، بعد استهداف الحوثيين على مدار أسابيع سفنًا تجارية في البحر الأحمر تضامنًا مع قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي غاشم منذ السابع من أكتوبر الماضي، ردود أفعال عربية ودولية متنوعة.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان، عن أنه بالتعاون مع بريطانيا وبدعم من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا، تم توجيه ضربات ضد عدد من الأهداف في اليمن بعد "تعريض حرية الملاحة للخطر".
ووصف بايدن الضربات بأنها رد مباشر على ما مجموعه 27 هجومًا شنها الحوثيون على سفن.
وفي بيان مشترك، أعلنت كل من الولايات المتحدة وأستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وألمانيا وهولندا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة، أن الهدف يبقى متمثلًا في تهدئة التوتر واستعادة الاستقرار في البحر الأحمر.
وتوعد نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين حسين العزي بالرد، قائلًا: "تعرضت بلادنا لهجوم عدواني واسع من سفن وغواصات وطائرات حربية أمريكية وبريطانية ويتعين على أمريكا وبريطانيا الاستعداد لدفع ثمن باهظ".
وأكد المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام أنهم سيواصلون استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر رغم الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية. وقال في منشور على منصة "إكس": نؤكد أنه لا مبرر أبدًا لهذا العدوان على اليمن، فلم يكن من خطر على الملاحة الدولية في البحرين الأحمر والعربي، والاستهداف كان وسيبقى يطال السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة.
وأعربت السعودية عن "قلقها البالغ" إزاء هذه الضربات على مواقع عدة في اليمن، داعية إلى "ضبط النفس" ومشددة في الوقت نفسه على "أهمية الاستقرار" في منطقة البحر الأحمر.
كما استنكرت سلطنة عمان لجوء "دول صديقة" إلى عمل عسكري ضد اليمن، وأعربت وزارة الخارجية في بيان أنها تتابع وبقلق بالغ تطورات القصف الأمريكي البريطاني الذي طال عدة مدن في الجمهورية اليمنية الشقيقة.
وأضافت أنه لا يمكنها إلا أن تستنكر اللجوء لهذا العمل العسكري من قبل دول صديقة، بينما تتمادى إسرائيل في قصفها وحربها الغاشمة وحصارها لقطاع غزة دون حساب أو عقاب.
وأكدت الوزارة أن سلطنة عُمان حذرت مرارًا من توسع دائرة الصراع والمواجهة في المنطقة نتيجة للعدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي الفلسطينية المحتلة، مناشدة جميع الأطراف وقف التصعيد والعمليات العسكرية والتركيز على معالجة الأسباب الجذرية والحقيقية للأزمة.
وندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالرد "غير المتناسب"، وقال إن كل هذه التصرفات تشكل استخدامًا غير متناسب للقوة، متهمًا الغرب بالرغبة في إحداث حمام دم في البحر الأحمر.
واعتبرت إيران أن الضربات هي "عمل تعسفي" و"انتهاك" للقانون الدولي، وأعربت الصين عن قلقها حيال هذه الضربات، فيما اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن هذه الضربات ضد الحوثيين "ضرورية ومتناسبة".
واتّهمت موسكو لندن وواشنطن بتصعيد مدمر بعد الضربات على الحوثيين. وأكد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف: إننا ندين هذه الضربات غير المشروعة بموجب القانون الدولي.
من جهتها، دعت الصين جميع الأطراف إلى منع اتساع رقعة النزاع في الشرق الأوسط، وأدانت الحكومة العراقية الهجوم الأمريكي البريطاني على اليمن.