أحمد طوسون: الرهان دوما لصالح المستقبل والكتابة في أدب الطفل
تعد مرحلة الطفولة هي أحد ابرز المراحل لتكوين وبناء الإنسان، فيها ينفتح الطفل على جميع الأفكار، ويحاول بشغف كبير الإجابة عن أسئلته فيما يدور حولنا، وتستثمر الدول المتقدمة وتبني سياستها الثقافية عبر هذا الأساس لتقديم أجيال رائدة في كافة المجالات.
النهوض بأي أمة يجب معه العمل على وعي ووجدان وعقول أبنائها
و يتحدث لـ "الدستور" كاتب الأطفال أحمد طوسون في السطور التالية، عن مستقبل الكتابة لأدب الطفل واحتفاء معرض القاهرة الدولي في دورته الــ 55 لعام 2024 برواد الكتابة في هذا المجال، موضحا أن جيل الرواد في أدب الطفل، رحلوا بعد أن أدوا الرسالة، فإذا أردت النهوض بأمة فلابد أن تشتغل على وعي ووجدان وعقول أبنائها وذلك لن يكون إلا من خلال أدب وفنون الطفل
واضاف طوسون " قدم الرواد الكثير ووضعونا على بداية الطريق، لكن استكمال الطريق ربما يكون أشد وعورة من البدايات مع الاعتراف بصعوبتها، يشهد العالم انفتاحا غير مسبوق، ويأتي ذلك نتيجة اختلاف الوسائط التي نخاطب بها الطفل وتعددها.
طفل هذه اللحظة اختلف عن طفل الماضي وصار الوصول إليه أصعب
ولفت كاتب أدب الطفل، على ان " اختلف طفل هذه اللحظة عن طفل الماضي واختلفت السياقات، ولذلك صار الوصول إليه أصعب، اجتذابه من خلال الكتاب أو المجلة في عصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والسوشيال ميديا بات عسيرا، صار صراع الثقافات على أشده ووفق مخططات ودعم من كيانات دولية ترسخ لمفاهيم وثقافات تتعارض مع قيمنا.
وأكد "طوسون"على أ إيمانه أن هذه الأرض ثرية بالمواهب ولا تنضب والرهان دوما لصالح المستقبل والكتابة في الأدب وأدب الطفل خاصة تشهد تطورا كبيرا، لكن هذه المواهب بدون الدعم والرعاية سيكون الرهان عليها صعبا، نحتاج إلى رعاية حقيقية من الدولة للمبدعين، كما نحتاج إلى دعم المؤسسات الخاصة والأهلية للمبدعين والفنانين في مجال الطفولة والدمج ما بين الثقافة والتعليم وتوحيد النظام التعليمي على الأقل حتى مرحلة التعليم الأساس.
مصر دوما غنية بأبنائها ومبدعيها، لكن في ظل الصراع الثقافي الذي نعيشه لا يجب أن يترك الأمر للأفراد والمواهب الفردية، يجب أن تكون الثقافة استراتيجية أولى في اهتمام الدولة وعلى رأسها الاهتمام بأدب وفنون الطفل لأنه الرهان على الغد ومستقبل وطننا وأمتنا.