نقص العمالة وزيادة الدين العام.. خسائر الحرب تضيق الخناق على جيش الاحتلال بعد 100 يوم
لا تزال دولة الاحتلال تحاول إقناع العالم أنها قادرة على السيطرة على المقاومة الفلسطينية، وأنها لن تُهزم، رغم تكبدها خسائر فادحة في تلك الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر الماضي، عندما شنت المقاومة الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى"، ضد الكيان الصهيوني المحتل.
فشل جيش الاحتلال في تحقيق الهدف الأساسي الذي أوهم به العالم أنه السبب في كل تلك الفوضى، وهو القضاء على حركة "حماس" وعناصرها، والتي وصفوها بـ"الإرهابية"، ووصلت خسارته المادية ما يقرب من 59.35 مليار دولار، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
في السطور التالية، نحاول كشف النقاب عن الخسارة التي تكبدها جيش الاحتلال في الحرب على غزة، مع دخوله في الشهر الرابع على محاولاته إنهاء الحرب لصالحه.
"يديعوت أحرونوت": ارتفاع التكلفة الإجمالية للحرب لـ60 مليار دولار
في تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في 7 يناير الجاري، بعنوان: "الحرب الأغلى – وأهداف إسرائيل لم تتحقق بعد.. صورة للوضع بعد ثلاثة أشهر"، وفيها تم وضع مخطط كامل للخسائر التي تكبدتها إسرائيل خلال الفترة الماضية، حيث ارتفعت التكلفة الإجمالية للحرب إلى 217 مليار شيكل (59.35 مليار دولار)، وبلغ تكلفة اليوم القتالي الواحد مليار شيكل (270 مليون دولار).
ونظرًا للتسريح الجماعي لعشرات الآلاف من الجنود في الأيام الأخيرة بلغت التكلفة حاليًا 600 مليون شيكل (164.11 مليون دولار) يوميًا، كما تم دفع 300 شيكل يوميًا لكل جندي احتياط فبلغت 9 مليارات شيكل، كما وصلت التعويضات للشركات المتضررة إلى 10 مليارات شيكل، أيضًا وصلت أضرار الممتلكات في المستوطنات الحدودية إلى 5-7 مليارات شيكل، أيضًا تكبدت أضرار ممتلكات غلاف غزة 15-20 مليار شيكل، ووصل دعم النازحين الإسرائيليين مليارات الشواكل، وكل تلك الخسائر أدت إلى عجز ميزانية الدولة بلغ 111 مليار شيكل.
مركز بحوث استراتيجية: التحول ملموس في مواقف الرأي العام العالمي
وبحسب مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية، المعني بتشخيص وتحليل الأوضاع السياسية والأمنية في العالم العربيّ، أنه على الرغم من التحول الملموس في مواقف الرأي العام العالمي تجاه القضية الفلسطينية إبّان الحرب الأخيرة على غزة، إلا أن هذا التحول لم يصل بعد مؤسسات الحكم في الدول الغربية، كما لم تتمكن روسيا والصين من إحداث تغيير جوهري في الموقف الدولي الداعم لإسرائيل.
لذا، سيتحدد مصير هذه الحرب بقدرة الفلسطينيين على الصمود في وجه الاحتلال على المدى الطويل، وستكون للتحولات في الرأي العام أثرها، كما أن شكوى جنوب إفريقيا لمحكمة العدل الدولية تُعد خطوة مهمة، على الرغم من تقاعس الدول العربية والإسلامية.
باحث اقتصادي: إسرائيل ستضطر للاستدانة لتغطية خسائرها
وعن تلك الخسائر، تحدث الدكتور إلهامي الميرغني، الباحث الاقتصادي، أن إسرائيل تكبدت خسائر اقتصادية فادحة، حيث تم استدعاء 350 ألف من قوات الاحتياط منذ بدء العمليات العسكرية، وهو ما يمثل 8% من قوة العمل، وقدر البنك المركزي الإسرائيلي تكلفة نقص العمالة بحوالي 600 مليون دولار أسبوعيًا، مما يعني أن إسرائيل تكبدت منذ بدء الحرب خسائر باهظة بلغت 4.2 مليار دولار بسبب تعطل الإنتاج وغياب العمالة.
وأوضح "الميرغني"، في حديثه، أنه أيضًا بلغت الخسائر في الممتلكات بالمستوطنات ما يقرب من 17 مليار شيكل أي ما يوازي 4.5 مليار دولار، إضافة إلى تضرر قطاعات السياحة والترفيه والمطاعم بشكل كبير.
وتابع الباحث الاقتصادي أن الحرب ساهمت في زيادة الدين العام الإسرائيلي مجددًا بعد أن تحسن قليلًا في عام 2022، مشيرًا إلى أن، شركة (CEIC Data) المختصة في تحليل اقتصادات دول العالم، قدّرت ديون إسرائيل بـ294.7 مليار دولار في ديسمبر 2022، مقارنة بـ335.7 مليار دولار في عام 2021، وهو أعلى مستوى لها على الإطلاق، وبذلك تعود إسرائيل للإستدانة لتغطية خسائر طوفان الأقصى.