سياسي فلسطيني يكشف أهداف زيارة "بلينكن" وسيناريوهات الفترة المقبلة
قال الدكتور جهاد أبو لحية أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطيني، إن الجولة الجديدة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، تأتي بعد دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة شهره الرابع ولم تحقق إسرائيل أي إنجاز عسكري حقيقي، حيث لم يتمكن جيش الاحتلال من إطلاق سراح المحتجزين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية، كما لم تتمكن إسرائيل من القضاء على المقاومة الفلسطينية أو حتى فرض السيطرة الكاملة على أي منطقة من مناطق قطاع غزة.
وأضاف "أبو لحية" في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه من المؤكد أن "بلينكن" ومن خلفه الإدارة الأمريكية الحالية باتوا مقتنعين أن تحقيق أي هدف إسرائيلي بات من المستحيل، وأن استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في ظل تصاعد الضغط الشعبي والسياسي على الإدارة الأمريكية لوقف العدوان الإسرائيلي يعد أمر غير مقبول وفيه مزيد من الإحراج للولايات المتحدة الأمريكية، وأيضًا تعرض مصالحها المباشرة إلى ضرر، وبالتالي هناك تراجع واضح في المواقف الأمريكية وفي نبرة التصريحات المتعددة التي تخرج من "بلينكن" وأيضًا من الرئيس الأمريكي جو بايدن أيضًا .
سيناريوهات الفترة المقبلة
وحول السيناريوهات المحتملة، السيناريو الأول يتمثل في استمرار إسرائيل في عدوانها على قطاع غزة، من خلال استمرار التوغل البري في المحافظات الوسطى والمحافظات الجنوبية على غرار العملية البرية المستمرة في شمال غزة.
أما السيناريو الثاني هو وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذهاب باتجاه طاولة المفاوضات للاتفاق وتحديدًا أن هناك احتمال كبير أن تؤدي الدعوى التي رفعتها جمهورية جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية إلى إصدار قرار ملزم لوقف العدوان الإسرائيلي بشكل فوري كتدبير مؤقت يأتي في نطاق صلاحية المحكمة.
أهمية الدور المصري السياسي والدبلوماسي والأمني
وحول الدور المصري، أشار "أبو لحية" إلى أن هناك العديد من الأدوار منها الدور السياسي، فما زالت القاهرة تمارس ضغطًا كبيرًا من خلال الاتصالات المباشرة التي يقوم بها الرئيس السيسي أو اللقاءات الثنائية لوقف إطلاق النار والذهاب نحو طاولة المفاوضات للاتفاق وأيضًا التأكيد على رفض مخطط التهجير للشعب الفلسطيني خارج أرضه.
وأضاف "أبو لحية" أن هناك الدور الدبلوماسي من خلال الجهود التي تبذلها الدبلوماسية المصرية منذ اللحظة الأولى لبدء العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث التصقت بالدبلوماسية الفلسطينية في كل المحافل الدولية ومعهم الدبلوماسية العربية والإسلامية من أجل حشد الدبلوماسية الدولية لدعم الموقف الفلسطيني ولرفض العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة .
وأوضح أن هناك الدور الأهلي، فمصر مستمرة في تقديم المساعدات الإنسانية الإغاثية لقطاع غزة وتوفير كل ما يمكن توفيره من أجل إغاثة الشعب الفلسطيني، حيث يقدر حجم المساعدات التي دخلت إلى القطاع ما نسبته ٧٠٪ هي تعود إلى مصر، فضلاً عن تسهيل عملية دخول الشاحنات والمساعدة في تفريغ الطائرات والسفن التي تصل إلى موانىء مصر تمهيدًا لنقلها الى القطاع ، ناهيك أيضًا عن استقبال القاهرة لعشرات من الجرحى لتقديم الخدمة الطبية لهم في مصر.
وأكد "أبو لحية" أن القاهرة أيضًا لها دورًا أمنيًا، وتقوم الجهات الأمنية المصرية بدور كبير منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع من أجل تقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية ودولة الاحتلال الإسرائيلي مما أسفر عن نجاحها مع قطر للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين في فترة السبعة أيام السابقة، وما زالت تبذل الجهات الأمنية المصرية المعنية جهود كبيرة في هذا السياق من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات والبحث عن أسس مشتركة تمهيدًا للتوصل إلى اتفاق مقبول من الطرفين.