4 سفراء يتحدثون لـ«الدستور»: أوقفوا إطلاق النار فى غزة الآن
شدد عدد من السفراء الأجانب المعتمدين فى مصر على أهمية الوقف الفورى لإطلاق النار فى غزة، لدواعٍ إنسانية، تجنبًا للوصول لنقطة انهيار تام لمنظومة الدعم الإنسانى، بعد توقف إمدادات الماء والكهرباء والغذاء.
وأشاد السفراء بالدور الإيجابى الذى تلعبه مصر فى الصراع، ودعمها الجهود الإنسانية والإغاثية، والوساطة من أجل إحلال هدنة طويلة ووقف إطلاق النار وإدخال المزيد من المساعدات للقطاع، رغم الضغوطات الاقتصادية التى تعانى منها البلاد.
وأعربوا عن رفضهم أن يكون ثمن الرغبة الإسرائيلية فى تحقيق «الأمن المزعوم» هو معاناة جميع المدنيين الفلسطينيين فى قطاع غزة المحاصر، منددين باستهداف المدنيين من أى جهة.
روسيا.. جيورجى بوريسينكو: إغراق غزة بالدم لن يحقق الأمن لإسرائيل والحل فى إقامة دولة للفلسطينيين
قال السفير الروسى فى القاهرة، جيورجى بوريسينكو، إن الإبادة الجماعية للسكان المدنيين فى قطاع غزة تهز العالم، مشيرًا إلى تصريح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، بأن القطاع تحول إلى مقبرة كبيرة للأطفال.
وأضاف: «روسيا لا تدعم تصرفات (حماس)، وندين الإرهاب فى جميع أشكاله، ونرفض العنف، وفى الوقت نفسه يجب أن يكون التصدى لهذه التهديدات متناسبًا، وليس بشكل عقاب جماعى لا مبرر له؛ حتى استنادًا للحق فى الدفاع عن النفس».
وعن الجهود الدبلوماسية التى تبذلها روسيا لإقرار هدنة إنسانية فى غزة ومساعدة المدنيين، أكد أنه منذ اللحظة الأولى لاشتعال الصراع دعت موسكو إلى الوقف الفورى لإطلاق النار أثناء عملها النشيط مع الأطراف المتنازعة والقوى الإقليمية الكبرى، بما فيها مصر فى مجلس الأمن.
وأوضح: «بعد وقت قصير من اندلاع فتيل الحرب، اتصل الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، برئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، ودعاه إلى تجنب السيناريو العسكرى وتبنى المسار السياسى لحل الأزمة»، غير أنه «جرى تجاهل النداء الروسى، وليس من المستبعد أن ذلك حدث بسبب التوصيات الأمريكية وسلوكها المشابه مع السلطات الأوكرانية، ونرى أن الخطوات العسكرية الإسرائيلية لا تقلل، كما يقولون، أنشطة المنظمات، بل بالعكس تشجع على توسيع نطاقها».
وأكد السفير الروسى أن الأسباب الجذرية للأزمة تكمن فى سلوك السلطات الإسرائيلية خلال عقود عديدة، لافتًا إلى أن عدم الرغبة فى التوصل إلى الاتفاق مع الفلسطينيين واضطهادهم وحرمانهم من الأرض أدى إلى التصعيد.
وشدد على أنه «حتى مع القضاء على قادة حماس وإغراق غزة بالدم، لن ينجح أنصار هذه السياسة فى ضمان الأمن لبلدهم، لأن هذا السلوك سيجلب المزيد من الكراهية»، معتبرًا أن الحل الوحيد المنطقى هو الصيغة المعترف بها دوليًا، التى تنص على إقامة دولتين مستقلتين والتى يجب تنفيذها قبل فوات الأوان.
وقال: «من الضرورى إطلاق هذا المسار عاجلًا بالموازاة مع الإفراج عن جميع الرهائن، وتثبيت هدنة دائمة فى غزة، وضمان وصول الإغاثة الإنسانية لسكان القطاع».
وعن الدور المصرى فى غزة، سواء فى إدخال المساعدات أو التوسط فى مفاوضات لإحلال هدنة إنسانية، رأى أن مصر تلعب دورًا مهمًا فى تخفيف التصعيد، «وروسيا تثمن عاليًا الجهود المصرية الخاصة بإيصال المساعدات الإنسانية الروسية التى يصل حجمها إلى أكثر من ٢٥٠ طنًا، والتوسط من أجل تبادل المحتجزين بمن فيهم المواطنون الروس وإجلاؤهم مع الأجانب الآخرين من منطقة النزاع».
واختتم: «مواقف موسكو والقاهرة من تسوية الأزمة متقاربة أو متطابقة، ونتوافق مع القاهرة فى رفض التهجير القسرى للفلسطينيين من غزة».
الاتحاد الأوروبى .. كريستيان بيرجر: 100% من السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائى الحاد
حذر سفير الاتحاد الأوروبى فى مصر، كريستيان بيرجر، من أن تقارير الأمم المتحدة أكدت أن خطر الجوع والمرض وصل إلى مستويات غير مسبوقة فى غزة، مشددًا على أن السبيل الوحيد الآن هو ضمان حماية المدنيين، والسماح بالوصول الآمن للعاملين فى المجال الإنسانى والصحى فى جميع أنحاء غزة، وتوفير ما يكفى من الغذاء والماء لجميع المدنيين المحتاجين.
وقال إنه وفقًا لتقييم «التصنيف المرحلى المتكامل» للأمن الغذائى فى غزة، تشير التقديرات إلى أن ١٠٠٪ من سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائى الحاد، فى حين يواجه ربع سكان القطاع جوعًا ومجاعة كارثية، و«هذا أمر غير مسبوق، فلم يسجل أى تحليل للتصنيف المتكامل للأمن الغذائى مثل هذه المستويات من انعدام الأمن الغذائى فى أى مكان فى العالم».
وأشار إلى تصريحات الممثل السامى للاتحاد الأوروبى، جوزيب بوريل، ومفوض الاتحاد الأوروبى لإدارة الأزمات، يانيز لينارسيتش، مؤخرًا، حول أن ما يحدث يعد تطورًا خطيرًا، وينبغى أن يكون بمثابة دعوة للاستيقاظ للعالم بأسره للعمل الآن، لمنع وقوع كارثة إنسانية مميتة.
ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبى والدول الأعضاء فيه يواصلون العمل بشكل وثيق مع الشركاء الدوليين والأمم المتحدة والوكالات الأخرى، وكذلك دول المنطقة، لتوفير تدفق مستدام للمساعدات وتسهيل الوصول إلى الغذاء والماء والرعاية الطبية والوقود والمأوى، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبى كرر نداءاته العاجلة لاحترام القانون الإنسانى الدولى، ويجب أن تصل المساعدات إلى المحتاجين عبر جميع الوسائل الضرورية، بما فى ذلك الممرات الإنسانية والتوقفات لتلبية الاحتياجات الإنسانية.
وقال: «نحن فى حاجة ماسة إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل مستمر وسريع وآمن ودون عوائق لتجنب المزيد من تفاقم الوضع الكارثى بالفعل. ومؤخرًا، صوتت غالبية الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى لصالح قرار للأمم المتحدة يدعو إلى وقف فورى لإطلاق النار لأسباب إنسانية، والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن».
وواصل: «نتقدم بالشكر للسلطات المصرية على ضمان وصول المساعدات الإنسانية من وإلى غزة عبر معبر رفح، وعلى سرعة إنشاء مركز العريش لتخزين الإمدادات الحيوية، حيث توفر مصر شريان الحياة لغزة، ويستفيد الاتحاد الأوروبى بشكل كامل من شريان الحياة هذا لتلبية الاحتياجات الإنسانية فى غزة».
وأكد السفير الأوروبى أنه من خلال الجسر الجوى الإنسانى للاتحاد الأوروبى قامت نحو ٣٠ رحلة جوية بنقل أكثر من ١٢٣٠ طنًا من الإمدادات الإنسانية إلى غزة، فضلًا عن المعدات الطبية التى جرى نقلها إلى مصر لدعم جهودها فى رعاية الجرحى الفلسطينيين.
وقال إنه منذ بداية الصراع، دعا الاتحاد الأوروبى مرارًا وتكرارًا إلى وقف فورى للأعمال العدائية واستمرار وصول المساعدات الإنسانية والسريعة والآمنة ودون عوائق إلى المحتاجين، من خلال جميع التدابير اللازمة بما فى ذلك الممرات الإنسانية والتوقف مؤقتًا لتلبية الاحتياجات الإنسانية.
وأشار إلى أن العديد من قادة الاتحاد الأوروبى وممثلى الدول الأعضاء زاروا المنطقة فى إطار الجهود الدبلوماسية لتأمين فترات التوقف الإنسانى وضمان إيصال المساعدات الإنسانية، وسيواصلون مناقشة الأزمات مع القادة الإقليميين من أجل إيجاد حل وإنهاء الصراع، لافتًا إلى أن «الاتحاد الأوروبى اعتمد حزمة مساعدات لدعم السلطة الفلسطينية، بما فى ذلك دفع تكاليف التحويلات الطبية إلى مستشفيات القدس الشرقية ودعم القدرات الإدارية والفنية لمؤسسات السلطة الفلسطينية».
وتابع: «ضاعفنا بالفعل مساعداتنا الإنسانية لغزة بمقدار أربعة أضعاف، ويظل الاتحاد الأوروبى أكبر مانح دولى للمساعدات للفلسطينيين. ويفكر الاتحاد الأوروبى الآن فى حزمة متوسطة المدى أوسع لعام ٢٠٢٤، للمساهمة فى الاستقرار الاقتصادى والسياسى فى غزة والضفة الغربية، بمجرد أن تسمح الظروف على الأرض».
كندا.. لويس دوما: لا يمكن أن يكون ثمن هزيمة «حماس» معاناة جميع المدنيين الفلسطينيين
أعرب سفير كندا فى مصر، لويس دوما، عن صدمته من تضاؤل المساحة الآمنة للمدنيين فى غزة، مؤكدًا أنه «لا يمكن أن يكون ثمن هزيمة حماس هو المعاناة المستمرة لجميع المدنيين الفلسطينيين، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالنساء والأطفال الأبرياء».
وقال: «ما زلنا نشعر بقلق عميق إزاء حجم الأزمة الإنسانية فى غزة والمخاطر المستمرة التى يتعرض لها جميع المدنيين الفلسطينيين، وتجب زيادة واستدامة إيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق»، مشددًا على ضرورة أن «نبذل قصارى جهدنا لتجنب المزيد من الخسائر فى أرواح المدنيين الأبرياء، والتحرك نحو تحقيق سلام دائم فى المنطقة».
وأضاف: «تنعى كندا فقدان أرواح الإسرائيليين والفلسطينيين فى أعقاب هجمات ٧ أكتوبر، وسنواصل الوقوف بحزم مع الشعبين الإسرائيلى والفلسطينى، وتأييد حقهما فى العيش بسلام وأمن وكرامة، دون خوف، كما سنواصل دعم حل الدولتين؛ بحيث تتعايش فى سلام دولة فلسطينية مزدهرة وآمنة جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل المزدهرة والآمنة».
وأعرب عن تقدير بلاده الدور الاستراتيجى لمصر فى السنوات الأخيرة للوساطة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، معتبرًا أن الحرب الحالية فى غزة تبعث على القلق الشديد ليس فقط للبلدان المعنية، ولكن أيضًا للبلدان المجاورة والعالم.
وأضاف: «ما نسعى إليه هو تحقيق السلام فى الشرق الأوسط، وسنعمل مع مصر وغيرها من الشركاء الملتزمين على بذل الجهد لإرساء السلام، فمصر شريك قوى لكندا فى سبيل تعزيز السلام والاستقرار والأمن فى المنطقة، ونود أن نرى تلك الشراكة تنعكس فى نهجنا تجاه القضايا الأوسع نطاقًا أيضًا، وفى هذا الوقت الصعب وغير المسبوق، تتاح لمصر فرصة أخرى للعمل كحلقة وصل وكنصير للقانون الدولى والاستقرار».
وقال «دوما» إن رئيس الوزراء الكندى، جاستن ترودو، أكد تقديره الدور القيادى للرئيس السيسى فى ضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، وشدد على تعهد كندا بالمساهمة بدعم إنسانى بمقدار ٦٠ مليون دولار لتمويل الشركاء محل الثقة والعاملين فى مجال الإغاثة الإنسانية، «ونحن على استعداد لتقديم دعم إضافى».
واستكمل: «تواصل كندا التأكيد على أهمية العمل مع الشركاء لمنع تصعيد الصراع فى المنطقة، حيث أوضح رئيس الوزراء (ترودو) مؤخرًا دعم كندا حق الإسرائيليين والفلسطينيين فى العيش فى سلام وكرامة وأمن، وضرورة تضافر الجهود نحو إرساء حل الدولتين وضمان سلام دائم فى المنطقة».
وشدد على أن وصول الإغاثة الإنسانية بشكل سريع ومستدام ودون عوائق أمر بالغ الأهمية، ويتعين القيام بأكثر من ذلك بكثير فيما يخص معالجة الحالة الإنسانية المتردية والاحتياجات العاجلة للمدنيين الفلسطينيين الأبرياء فى قطاع غزة، إذ يجب أن يتمكن المدنيون من الحصول بسرعة على المساعدات اللازمة لإنقاذ الأرواح، بما فى ذلك ما يحتاجونه من الغذاء والماء والوقود والإمدادات الطبية الطارئة.
واختتم: «تستمر كندا فى دعوتها لهُدن إنسانية مستمرة، وأعربت عن دعمها الجهود الدولية العاجلة الرامية إلى تحقيق وقف مستدام لإطلاق النار».
النرويج.. هيلدا كليمتسدال: الوضع الإنسانى يهدد بمجاعات وتفشى الأوبئة
أكدت سفيرة النرويج فى مصر، هيلدا كليمتسدال، أن الوضع الإنسانى فى غزة مقلق للغاية ويزيد خطر وقوع مجاعات وتفشى الأمراض والأوبئة بسبب انهيار المنظومة الصحية، موضحة أن «نقص الغذاء والماء والكهرباء والأدوية والرعاية الصحية يشكل كارثة على سكان غزة».
ودعت إلى ضرورة تحسين إمكانية وصول المساعدات الإنسانية بشكل كبير واستدامتها، وأن تصل إلى المحتاجين على الفور، مع إعلان وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية فى أقرب وقت ممكن، منددة بجميع الهجمات ضد المدنيين.
وقالت: «يجرى نقل السكان المدنيين باستمرار إلى مواقع جديدة وغير آمنة، ومستوى الموت والدمار صادم، بينما تجب حماية المدنيين»، مُحملة كلًا من إسرائيل وحماس مسئولية حماية المدنيين والمؤسسات المدنية، مثل المستشفيات والمدارس والمناطق السكنية».
وأضافت أن العمليات العسكرية الإسرائيلية فى غزة ذهبت إلى أبعد من اللازم، والمستوى الشديد لمعاناة المدنيين والدمار فى غزة يظهر بوضوح أن العمليات العسكرية الإسرائيلية لا تتم بما يتماشى مع التزامها بموجب القانون الإنسانى الدولى بضمان حماية المدنيين.
وشددت على أن «الحرب يجب أن تنتهى، ولا يوجد حل عسكرى لهذا الصراع»، لافتة إلى أن النرويج تشارك بنشاط فى الجهود الدبلوماسية الرامية إلى التوصل إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار، كما شاركت فى دعم القرار الذى تم طرحه فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، فى ديسمبر الماضى، الذى يدعو إلى وقف فورى لإطلاق النار.
وأضافت: «نحن سعداء بإقرار القرار بأغلبية كبيرة، وقد دعت النرويج إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية فى وقت مبكر، كما صوتنا لصالح أول قرار للأمم المتحدة فى أكتوبر الماضى فى هذا الشأن».
ولفتت إلى أن مصر تلعب دورًا مهمًا جدًا فى غزة، حيث لعبت دور الوساطة التى أسفرت عن الهدنة الإنسانية فى نوفمبر الماضى، كما تعمل على تسهيل دخول المساعدات الإنسانية وإجلاء الجرحى الفلسطينيين من القطاع، وقالت: «لا أود أن أشيد بالحكومة المصرية فحسب، بل أيضًا بجمعية الهلال الأحمر المصرى وجميع المصريين الذين يتطوعون بوقتهم أو يتبرعون بالمساعدات التى هم فى أمس الحاجة إليها لمساعدة سكان غزة».
ولفتت إلى أن النرويج «باعتبارها رئيسًا لمجموعة المانحين التابعة للجنة الارتباط الخاصة لفلسطين، تعمل باستمرار على تقييم كيفية جمع مجتمع المانحين معًا لمناقشة الاحتياجات الكبيرة التى يواجهها الفلسطينيون، داخل غزة وخارجها»، مشددة على أن النرويج واضحة بشأن أهمية استمرار الدعم للفلسطينيين والسلطة الفلسطينية و«سنظل ملتزمين بحل الدولتين».
وبينت أن النرويج ضاعفت دعمها الإنسانى للمدنيين فى غزة فى ١٣ أكتوبر الماضى، بمقدار ٧٠٠ مليون كرونة نرويجية، كما وصلت المساعدات الإنسانية النرويجية طويلة الأجل للفلسطينيين إلى ما مجموعه ١.٧ مليار كرونة نرويجية فى عام ٢٠٢٣.