قبيل انتهاء 2023.. كيف أثرت التغيرات الجيوسياسية على الاقتصاد العالمى؟
ألقت التغيرات الجيوسياسية بظلالها على أوضاع الاقتصاد العالمي في نهاية العام الحالي 2023، وقبل ساعات من انتهائه رصدت التقارير الدولية أبرز التأثيرات السلبية على الاقتصاد العالمي.
حيث واصلت إسرائيل تكثيف هجماتها على غزة، ووافقت إسرائيل على "هدنة إنسانية" في نهاية هذا الشهر مقابل إطلاق سراح بعض الرهائن، أما بالنسبة للانتخابات الرئاسية في الأرجنتين، فقد فاز خافيير ميلي ممثلاً عن الليبرالي اليميني المتطرف، وهدد بالتخلي عن البيزو الأرجنتيني والاعتماد على الدولار وإلغاء البنك المركزي الأرجنتيني، كما ذكر أنه سيقطع العلاقات مع البرازيل والصين وسيعمل على تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة.
الأسواق
وتزايدت تكهنات الأسواق بشكل حاد على مدار الشهر وتركزت حول انتهاء البنوك المركزية بالأسواق المتقدمة من دورة رفع أسعار الفائدة مع التوقعات ببدء بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض معدلات الفائدة في وقت مبكر من النصف الأول من عام 2024، حيث تراجعت بيانات كل من مؤشر أسعار المستهلك والتضخم في جميع أنحاء الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا بشكل كبير على نحو مفاجئ، بينما أشارت بيانات التوظيف الأمريكية إلى استمرار سوق العمل في التباطؤ.
وفي نفس الوقت، أبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي على سعر الفائدة دون تغيير في وقت مبكر من الشهر، حيث أشار باول إلى أنه على الرغم من عدم وجود علامات على خفض أسعار الفائدة، إلا أن بنك الاحتياطي الفيدرالي أقر بتشديد الأوضاع المالية مع التزام البنك باتباع "نهج حذر" في معدلات الفائدة.
البنوك المركزية
كما عقدت العديد من البنوك المركزية الأخرى بالأسواق المتقدمة اجتماعات للسياسة النقدية خلال شهر نوفمبر، حيث أبقى بنك إنجلترا وبنك الاحتياطي النيوزيلندي على أسعار الفائدة دون تغيير، في حين رفع بنك الاحتياطي الأسترالي سعر الفائدة الرئيسي بعد خمسة أشهر متتالية من الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير.
وفي غضون ذلك، قام بنك اليابان بتعديل سياسة التحكم في منحنى عوائد سندات الخزانة (YCC) للسماح للمعدلات بالارتفاع.ومع توقعات الأسواق بحدوث تحول في السياسة النقدية لليابان، تراجعت عوائد سندات الخزانة بشكل حاد وشهد الدولار أكبر انخفاض بقياس شهري له في عام، في حين ارتفعت أسعار الأصول ذات المخاطر، مع صعود مؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500 عند أعلى مستوى له بقياس شهري منذ يوليو 2022. وبالانتقال إلى الأسواق الناشئة، فقد ارتفعت أصول الأسواق الناشئة على خلفية ضعف الدولار إلى جانب تحسن معنويات المخاطرة بشأن التعافي الاقتصادي في الصين خلال هذا الشهر.