"لغة التحدي".. كيف ابتكر رواد التواصل الاجتماعي مصطلحات جديدة لرواية قصص المقاومة الفلسطينية
يتسابق المناصرون للقضية الفلسطينية على وسائل التواصل الاجتماعي، لمتابعة كل فيديو جديد للمقاومة في ساحة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، فينشرونه بين بعضهم البعض بلغة مشفرة تحول دون وصوله لخوارزميات منصات التواصل، فيتداولونه عبر التعليقات لتنتشر كالنار في الهشيم.
ومع كل فيديو جديد تظهر مصطلحات وعبارات مستحدثة تدخل حيز الاستخدام اليومي في حديث رواد التواصل الاجتماعي عن المقاومة، لتشكل مع مرور الوقت قاموسًا حيًا يوثق مراحل النضال ضد الاحتلال منذ بدء عملية "طوفان الأقصى" في أكتوبر الماضي.
#ولعت.. رقص مقاتل فلسطيني فرحا بتفجير دبابة إسرائيلية
في 9 من ديسمبر الجاري، تصدر هاشتاج #ولعت مواقع التواصل بعد فرحة أحد مقاتلي سرايا القدس بتفجير دبابة إسرائيلية في غزة.
ووقتها، أعلنت كتائب القسام، في بيان لها، تدمير 21 آلية عسكرية خلال 24 ساعة، مشيرة إلى إحباط محاولة تحرير الأسير ساعر باروخ أدت لمقتله بالإضافة لجرحى الكيان المحتل.
بينما اعترف جيش الاحتلال بإصابة جنديين خلال محاولة التحرير، فيما أكدت كتائب القسام مقتل باروخ والاستيلاء على بندقية وجهاز اتصال خلال اشتباك مع قوة خاصة إسرائيلية.
مقاتلو "القسام" يهتفون: #حلل يا دويري
في 24 من ديسمبر الجاري، أذاعت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مقطع فيديو يوثق استهداف أحد مقاتليها لقوة إسرائيلية متمركزة في منزل بمنطقة جحر الديك شرق قطاع غزة، باستخدام قذيفة مضادة للتحصينات، إضافة إلى استهداف قوات النجدة التي وصلت للمكان لإخلاء القتلى، وأيضًا تفجير عبوة رعدية مضادة للأفراد في قوة خاصة بجيش الاحتلال، بعد دخولها لقبو مبنى في منطقة خزاعة شرق خانيونس.
وبعد إطلاقه الناجح للقذيفة، هتف المقاتل "حلل يا دويري" مخاطبًا اللواء الأردني المتقاعد فايز الدويري، وهو خبير عسكري بارز يتناول الشأن الفلسطيني في العديد من البرامج التلفزيونية، داعيًا إياه لتحليل العملية عبر الفضائيات، على غرار تحليلاته لعملية طوفان الأقصى.
جحر الديك.. مقبرة الغزاة
في 25 من ديسمبر الجاري، بثت "القسام" مشاهد لاستهداف قوة خاصة مكونة من 10 جنود متحصنة في أحد المنازل في منطقة جحر الديك وسط قطاع غزة بقذيفة، TBG مضادة للتحصينات
تقع قرية جحر الديك جنوبي محافظة غزة، وتبعد عن مدينة غزة 8 كلم، ويحدها شرقًا الخط الأخضر ومن جهة الغرب شارع صلاح الدين، أما من الشمال، فيحدّها طريق معبر المنطار كارني، ومن الجنوب وادي غزة، وتبلغ مساحتها 6 كلم، وهي منطقة زراعية ومصدرًا مهمًا لتزويد مدينة غزة بحاجتها من الخضراوات والفواكه.
وقد تحولت منطقة جحر الديك جنوب قطاع غزة إلى ساحة معارك دامية بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال، وكان أبرزها -خلال عملية طوفان الأقصى- في 16 من ديسمبر الجاري، عبر هجوم نفذه 5 عناصر من القسام وهم حفاة، مستهدفين خيام مقر قيادة قوات الاحتلال، ما أسفر عن مقتل عشرة جنود إسرائيليين -بحسب ما أعلنت "القسام".
ورغم طبيعتها الجغرافية التي تيسر تقدم الدبابات الإسرائيلية، إلا أن المقاومة نفذت العديد من العمليات النوعية هناك، أسفرت عن خسائر فادحة في صفوف الاحتلال، وتمكنت الفصائل من تفجير عشرات العبوات الناسفة والألغام، وشن هجمات مباغتة على تجمعات القوات ومقرات قيادتها، فضلًا عن استهداف الآليات المدرعة بالصواريخ، ما أدى لسقوط العشرات من القتلى والجرحى الإسرائيليين.
وتأتي هذه العمليات امتدادًا لدور جحر الديك كمنطقة حساسة وحيوية في مواجهة تقدم الاحتلال خلال عدواني 2014 و2008 على غزة.
"أكلوها" و"تمزعوا".. المقاومة تفتت أجساد جنود العدو
في 27 من ديسمبر الجاري، شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلًا كبيرًا مع فيديو نشرته كتائب القسام الأربعاء الماضي، يوثق إحدى المعارك ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في حي الشجاعية بغزة.
وظهر الفيديو مقاتلي القسام وهم يحتفلون بتدمير المدرعات والمركبات العسكرية الإسرائيلية، وقتل العديد من جنود العدو خلال الهجوم البري على القطاع، وانتشرت عبارات استخدمها المقاتلون مثل "أكلوها" و"تمزعوا" في إشارة لتفتيت أجساد الجنود بفعل الصواريخ.
كما بثت "القسام" مشاهد جديدة لاستدراج الجنود إلى كمائن وإطلاق النيران عليهم، ما أسفر عن دمار عدة آليات وسقوط قتلى في صفوفهم، كما نشرت صورًا لمخلفات الجنود بعد أحد الكمائن المدمرة.