نيويورك تايمز: الشكوك حول قدرة إسرائيل على تفكيك حماس تتزايد
قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم الأربعاء، إن المحللين السياسيين يرون بشكل متزايد أن تعهد إسرائيل مرارًا وتكرارًا بالقضاء على حركة حماس، المسئولة عن هجوم 7 أكتوبر، هو هدف غير واقعي أو حتى مستحيل.
وذكرت الصحيفة، في تقرير تحليلي لها بعنوان "الشكوك حول قدرة إسرائيل على تفكيك حماس تتزايد"، أن النقاد داخل إسرائيل وخارجها يتساءلون عما إذا كان اتخاذ قرار بتدمير مثل هذه الحركة التي وصفتها بـ"المنظمة الراسخة" أمرًا واقعيًا، مشيرة إلى أن مستشارًا سابقًا للأمن القومي الإسرائيلي وصف الخطة بأنها "غامضة".
وقالت الصحيفة الأمريكية إن حماس نجت "منذ ظهورها للمرة الأولى عام 1987 من المحاولات المتكررة للقضاء على قيادتها"، وقد تم تصميم هيكل المنظمة لاستيعاب مثل هذه الحالات الطارئة، فضلًا عن ذلك فإن التكتيكات الإسرائيلية المدمرة في حرب غزة تهدد بدفع شريحة أوسع من السكان إلى "التطرف"، وإلهام المجندين الجدد.
كما اعتبرت "نيويورك تايمز" أن إعلان جيش الاحتلال هذا الأسبوع عن قتل نحو 8000 من مقاتلي حماس من قوة يقدر عددها بما بين 25 ألفًا و40 ألفًا، هو أمر غير واضح من ناحية كيف يتم العد.
حماس فكرة أيديولوجية مستمرة
ويقول خبراء إن حماس متجذرة في أيديولوجية مفادها أن السيطرة الإسرائيلية على ما تعتبره أراضى فلسطينية يجب معارضتها بالقوة، وهو مبدأ من المرجح أن يستمر.
في هذا السياق، نقل تقرير "نيويورك تايمز" آراء بعض الخبراء والمراقبين، حيث قالت تهاني مصطفى، كبيرة المحللين الفلسطينيين في مجموعة الأزمات الدولية: "طالما أن هذا السياق موجود، فسوف تتعامل مع شكل ما من أشكال حماس". "إن الافتراض أنه يمكنك ببساطة اقتلاع منظمة كهذه هو ضرب من الخيال".
وانتقد مايكل ميلشتاين، ضابط مخابرات كبير سابق في إسرائيل، تصريحات بعض القادة الإسرائيليين التي تصور حماس على أنها وصلت إلى نقطة الانهيار، قائلًا: "إن ذلك قد يخلق توقعات زائفة بشأن طول مدة الحرب".
وقال ميلشتاين: "لقد كانوا يقولون هذا منذ فترة، إن حماس تنهار، لكن هذا ليس صحيحًا. كل يوم، نواجه معارك صعبة".
وقال طارق بقعوني، المؤلف الذي ألًف كتابًا عن الحركة الفلسطينية: "إن حماس تصمد في الواقع أمام الهجوم الإسرائيلي بشكل جيد. وما زالت تُظهر أن لديها قدرة عسكرية هجومية".
وقال جيورا إيلاند، اللواء المتقاعد والرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إن حماس أثبتت قدرتها على استبدال القادة الذين قتلوا بسرعة بآخرين على نفس القدر من الكفاءة والتفاني، مضيفًا: "من وجهة نظر مهنية، يجب أن أشيد بقدرتهم على الصمود".
وتابع: "لا أستطيع أن أرى أي علامات على انهيار القدرات العسكرية لحماس، ولا قوتها السياسية لمواصلة قيادة غزة".
وقال إليوت تشابمان، محلل شئون الشرق الأوسط في شركة جينز للتحليل الدفاعي، إن "محاولة القضاء على حماس بالكامل ستتطلب قتالًا من شارع إلى شارع، ومن منزل إلى منزل، وتفتقر إسرائيل إلى الوقت والأفراد".