کيس شفاف
هرب كيس بلاستيكى من نافذة مفتوحة على العالم.
كانت المرة الأولى التى يجرّب فيها الطيران بعيدًا عن سلّة قمامة، أو أحد الأرفف بمكان مظلم. لم يعلم عدد المرات التى تمت إعادة تدويره فيها. يمر بشرفات يزيّن جباهها ملابس منشورة يحركها الهواء ببطء. يستريح بإحداها وقد غُسلتْ توًا، لتلتقطه بنت تزيل عنه الأتربة وتُفرغ قلبه من الهواء. يحاول الهرب من بين أصابعها، لكنه لن يقدر على الطيران بقلب فارغ، لتملأه بأغنية وتطلقه إلى السماء.
طار الكيس على ارتفاع كبير، أقصى ما وصل إليه كان حافة شبّاك أو منتصف عمود إنارة. اختبأ فى سحابة وخرج منها متعلقًا بأحد جناحى طائر، همس بمرح: «للهواء هنا طعم وملمس مختلفان».
يتسلل لون قوس قزح الأخضر لقلبه الشفّاف ويبادل الأغنية اللعب. يشعر بأنه أخف مما هو عليه بالفعل ليطير فى شوارع بالسماء تمنحه أسرارها، ويبتعد عن الشعور بالملل الذى يدهمه من وقت لآخر؛ فالعالم لا ينتهى وآلاف الأوقات بلا معنى.