أحمد شبلول: نحتاج إلى عودة الطبعات الشعبية لحل أزمة الكتاب
تحدث الكاتب أحمد فضل شبلول عن أبرز ما قرأه خلال العام المنصرم قائلًا:"هناك العديد من الإصدارات الحديثة التي قرأتها هذا العام، ومعظمها إصدارات جيدة، ولكني أتوقف عند كتاب "شعر الأطفال عند أحمد سويلم – دراسة فنية" للباحثة د. بخيتة حامد إبراهيم الذي صدر عن مركز توثيق وبحوث أدب الطفل التابع لدار الكتب والوثائق القومية، ذلك أن الكتب النقدية التي تتناول النصوص الإبداعية المكتوبة للأطفال قليلة جدا، رغم وجود وفرة معقولة من هذه الإصدارات التي يبدعها أدباؤنا العرب للأطفال في ميادين الأدب المختلفة من شعر وقصة ومسرحية ورواية وأغان.
وتابع "بطبيعة الحال هناك كتب جيدة، وكتب متوسطة، وكتب فقيرة فكريا وإبداعيا، وهذا الأمر موجود في كل زمان ومكان، وليس عام 2023 يتميز عن السنوات السابقة هذا السياق العام، وأرى أن الأمر في جودة الكتب لا يرتبط بسنة إصداره فحسب، فما زلنا نقرأ كتبًا صدرت من سنوات وسنوات ونستمتع بها ونعيد قراءتها مرات ومرات، وأنا في هذا العام أخذني إلى عمقه كتاب "الفتوحات المكية" لمحيي الدين بن عربي بأجزائه المتعددة، لأنه كان من المصادر المهمة لروايتي الأخيرة "الرحيمة" وقد أهديتها لهذا القطب الصوفي الكبير.
الكتاب المطبوع
أما عن وضع الكتاب المطبوع في مصر الآن فهو في أزمة حقيقية من ناحية ارتفاع كبير في تكاليفه بسبب استيراد الورق والأحبار والخامات، وارتفاع تكاليف الحياة بصفة عامة، فضلا عن دخول الكتاب الرقمي أو الإلكتروني بشكل عام في منافسة عارمة مع الكتاب الورقي، وتداوله بالمجان في معظم الحالات.
وأرى أننا نفتقد إلى الطبعة الشعبية للكتب ذات السعر العالي، كما نفتقد وبشدة إلى مشروع مكتبة الأسرة ومهرجان القراءة للجميع وهو مشروع مهم كان يوفر لنا أهم الكتب بأسعار زهيدة، وأرى أنه إن لم نعد إليه فإنه من الواجب أن نبني عليه، ولا نعتبره مهمة وانتهت.
الهيئة المصرية العامة للكتاب
كما أرى أن هناك سوء توزيع في تسويق الكتب، فنرى الكتاب مكدسا عند بائع ما، ولا يوجد عند بائعين آخرين في منطقة أخرى، وكنت أسأل أحد البائعين عن كتاب معين، فذكر لي أن هذا الكتاب من توزيع الشركة الفلانية، وهو لا يتعامل معها.
ولعلني أجد أنه من المناسب، وأنا أعيش في الإسكندرية – أن أناشد الهيئة المصرية العامة للكتاب بضرورة عودة منفذ بيع كتب الهيئة، بعد إغلاق فرعها في شارع سعد زغلول بمحطة الرمل الذي كنا نذهب إليه ونقتني كتب الهيئة منه كلما شددنا الرحال إلى محطة الرمل.
الآن الإسكندرية (العاصمة الثانية) بلا فرع للهيئة ولكتب الهيئة ومجلاتها وإصداراتها المختلفة، في حين أن محافظات أخرى في الوجه البحري والصعيد بها أكثر من فرع.