دراسة توضح أهمية الاقتصاد الدائرى لمصر وتزايد فرص النمو
أكد المركز المصري للفكر أنه فى الآونة الأخيرة، كان اهتمام العالم بالغًا إزاء تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتحقيق الأهداف المنصوص عليها في اتفاقية باريس بحلول 2050، برز ذلك بصورة جلية خلال محادثات المناخ الأخيرة «كوب 28»، التي شجعت البلدان والشركات للتركيز بشكل كبير على السعي نحو معالجة تغير المناخ.
وأوضح المركز، فى دراسة له، أنه تسعى مصر بشكل متزايد للاستفادة من فوائد الاقتصاد الدائري وتطبيقه في البلاد، كما يوجد العديد من الفرص المتاحة لتعزيز الاقتصاد الدائري في مصر فيمكن لإعادة التدوير وإعادة الاستخدام أن يخلق فرصًا للعمل ويعزز النمو الاقتصادي، مشيرًا إلى أن الاقتصاد الدائري هو الطريقة المنهجية للتنمية الاقتصادية، ويهدف إلى الحد من النفايات وتقليل الاستهلاك واستعادة الموارد، ويعتمد على فكرة أن الموارد الطبيعية هي ثروة يجب الحفاظ عليها، وليس سلعًا يمكن التخلص منها بعد استخدامها، كما يركز على إعادة تدوير المواد وإعادة استخدامها وإصلاحها بدلًا من التخلص منها.
أشارت الدراسة إلى أن الاقتصاد الدائري، يشمل جميع أنماط الإنتاج الأساسية، بما في ذلك القطاعات الصناعية والاقتصادية التي تستخدم الموارد والتقنيات البيولوجية لإنشاء منتجات وخدمات حيوية، بالإضافة إلى أنه عملت كثير من الدول للتحـول من الاقتصاد الخطي إلى الاقتصاد الدائري ومن الدول الرائدة، التجربة الصينية، والتجربة الفنلندية، وتجربة تشيلي.
وتطرقت الدراسة، إلى الأثر المباشر للاقتصاد الدائري، مؤكدة أن ذلك أسهم في تنوع أشكال الاستثمار لأنشطة وعمليات جمع ومعالجة وإعادة التدوير: حيث يوجد بمصر 53 مصنعًا لإعادة التدوير لعام 2021 موزعة على مختلف المحافظات، كما بلغ إجمالي عدد منشآت جمع وتدوير المخلفات 6 آلاف منشأة، كما ساهم الاقتصاد الدائري في توفير فرص عمل دائمة ومؤقتة تقدر بنحو 37.2 ألف فرصة عمل لعام 2017، في حين وزّعت العمالة وفقًا للمهنة كالآتي: أصحاب المنشآت والعاملون بها يمثلون نسبة 82.4%، في حين يمثل كل من المديرين والفنيين والمراقبين والإداريين نسبة 17.6%.
ونوهت الدراسة، إلى أنه منذ عام 2015 تهدف الجهود الوطنية في مصر إلى تعزيز البعد البيئي كإحدى أولويات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وقد تم بذل جهود كبيرة على مستوى الإقليم والقارة والعالم. وفي هذا السياق، استضافت مصر مؤتمرات وزراء البيئة الأفارقة لمدة عامين متتاليين، واستضافت المؤتمر العالمي للتنوع البيولوجي، بالإضافة إلى المؤتمر العالمي للتغيرات المناخية. وتتمتع هذه الجهود بأهمية كبيرة في ظل التحديات الجيوسياسية والبيئية والاقتصادية التي يواجهها المجتمع الدولي. اتصالًا، الاقتصاد الدائري هو نموذج اقتصادي له القدرة على إحداث تغيير إيجابي في مصر ويساعد على حماية البيئة، وخلق فرص عمل، وتعزيز النمو الاقتصادي من خلال اتخاذ مجموعة من الإجراءات من شأنها تعزيز الاقتصاد الدائري بمصر وتحقيق مستقبلًا أكثر استدامة.