المخرج طارق الدويرى عن أشرف عبدالغفور: من روائح الزمن الجميل ويقدس خشبة المسرح
أشرف عبدالغفور فنان من روائح الزمن الجميل، زمن احترام المسرح وتقاليده وقدسية الفن، زمن الممثل الفنان. كان مثالًا للاحترام والالتزام، الالتزام بالموعد واحترام تقاليد البروفة، وتقديس خشبة المسرح. مثال الاجتهاد والمذاكرة والتفاصيل والبحث والأسئلة، التقدير لدور المخرج والإيمان به، وكذلك كل عناصر العملية الإبداعية، علاوة على إدراك دوره كممثل وما عليه، وتقديره لكل العاملين فى «الكاست» من مساعدين صغار وممثلين شباب، فقد كان يراهم عمالقة الممثلين، ويرى ويدرك ويعلن ويقول إنهم من أعمدة العرض.
شرفت بالعمل مع الفنان القدير أشرف عبدالغفور فى تجربة «المحاكمة» على المسرح القومى، وكان مثالًا للتواضع والتعاون والتواصل والاجتهاد، كان يسأل ويختلف ويفكر ويفهم ويصدق ويندهش، يسعى ويجتهد ويصيب ويبتهج ويعلن عن بهجته، عرضنا ما يتجاوز ١٠٠ ليلة، لم يخذلنا يومًا، لم يخذلنا أبدًا. كان فنانًا قديرًا بقيمه وفهمه ماهية المسرح، تقديره لخشبته، ولتاريخ المسرح القومى، ولـ«المحاكمة».. نعم، فقدنا فنانًا عظيمًا من هؤلاء الذين يذكروننا بأزمنة المعنى والصدق والاحترام والفن الجميل.