رويترز: غزة تحولت لمتاهة مميتة للقوات الإسرائيلية
ارتفع عدد القتلى في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة إلى ما يقرب من ضعف ما كان عليه خلال هجوم بري في عام 2014، وهو ما يعكس مدى توغله في القطاع واستخدام حركة حماس الفعال لحرب العصابات والتكتيكات وترسانة أسلحة موسعة، وفق وكالة "رويترز".
ووصف خبراء عسكريون إسرائيليون وقائد إسرائيلي ومصدر من حماس، كيف استخدمت الحركة الفلسطينية مخزونا كبيرا من الأسلحة ومعرفتها بالتضاريس وشبكة أنفاق واسعة لتحويل شوارع غزة "متاهة مميتة" للقوات الإسرائيلية، مؤكدين أن الحركة لديها أسلحة تتراوح بين الطائرات دون طيار المجهزة بالقنابل اليدوية والأسلحة المضادة للدبابات ذات الشحنات المزدوجة القوية.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي الأحد إن 121 جنديا قتلوا منذ بدء الحملة البرية في 27 أكتوبر عندما بدأت الدبابات وقوات المشاة التوغل في مدن غزة ومخيمات اللاجئين.
ويقارن ذلك بـ66 في صراع عام 2014، عندما شنت إسرائيل توغلًا بريًا محدودًا لمدة ثلاثة أسابيع، لكن الهدف لم يكن القضاء على حماس.
مستشار إسرائيلي: لا مقارنة بحرب 2014 وحرب 2023
في هذا السياق، قال يعقوب أميدرور، وهو لواء إسرائيلي متقاعد ومستشار سابق للأمن القومي يعمل الآن في المعهد اليهودي للدراسات الإسرائيلية: "لا يمكن مقارنة نطاق هذه الحرب بعام 2014، عندما كانت قواتنا تعمل في الغالب على عمق لا يزيد على كيلومتر واحد داخل غزة".
وأضاف أميدرور في تصريحه لـ"رويترز" أن الجيش الإسرائيلي لم يجد بعد حلا جيدا للأنفاق، وهي شبكة توسعت بشكل كبير في العقد الماضي.
مستشار نتنياهو: سندفع ثمنًا باهظًا لإكمال المهمة
وقال أوفير فولك، مستشار نتنياهو للسياسة الخارجية، لـ"رويترز": "لقد كان تحديا منذ اليوم الأول"، مضيفا: أن الهجوم كان له ثمن باهظ من الجنود الإسرائيليين.
وتابع: "نعلم أنه سيتعين علينا على الأرجح دفع ثمن إضافي لإكمال المهمة".
حماس: نعرف أرضنا ولا نخدع أنفسنا
وقال مصدر من حماس تحدث لـ"رويترز" من داخل غزة شريطة عدم الكشف عن هويته إن المقاتلين يقتربون قدر الإمكان لنصب كمائن "مستفيدين من الأرض التي نعرفها كما لا يعرفها الآخرون" وغالبا ما يتحركون أو يخرجون من الأنفاق.
وقال: "هناك تناقض كبير بين قوتنا وقوتهم، نحن لا نخدع أنفسنا".
وقال قائد إسرائيلي قاتل في عام 2014 والآن هو جندي احتياطي نشط في هذه الحرب إن النطاق الموسع لهذه العملية يعني وجود المزيد من القوات على الأرض، ما يمنح حماس "مزايا المدافع"، لذلك كان من المتوقع وقوع خسائر أكبر في صفوف القوات.
ولم تذكر حماس عدد الشهداء من مقاتليها بينما يزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه قتل ما لا يقل عن سبعة آلاف مقاتل من الحركة، وهو ما رفضته الأخيرة وقالت "إنه يضم مدنيين"، وفق الوكالة.
ولم يعلن الجيش الإسرائيلي عن أعداد القوات المشاركة أو أي تفاصيل عملياتية أخرى.
ومنذ بدء الحرب قتل ما يقرب من 19 ألف فلسطينيا في غزة مما أثار مطالب دولية بوقف إطلاق النار بل دعوات من الولايات المتحدة حليفة إسرائيل القوية لتغيير الاستراتيجية وتوجيه ضربات أكثر دقة.