الانتخابات الرئاسية 2024.. كيف ساهم تمكين الشباب سياسيًا فى زيادة الإقبال على صناديق الاقتراع؟
كشفت نسب التصويت فى الانتخابات الرئاسية ٢٠٢٤، التى أعلنها عدد من اللجان العامة فى مختلف محافظات الجمهورية، عن اتجاهنا لتسجيل معدلات غير مسبوقة فى تاريخ مشاركة المصريين بالاستحقاقات الرئاسية.
ويتوقع مراقبون للمشهد الانتخابى أن تكون نسبة الإقبال فى الانتخابات الرئاسية ٢٠٢٤ هى الأكبر فى تاريخ مصر.
الإقبال الشبابي على الانتخابات
وأكدت دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن الانتخابات الرئاسية المصرية 2024 شهدت حالة من الإقبال التاريخي والكثيف للمواطنين على مقار اللجان الانتخابية، مشيرة إلى أنه يأتي في مقدمتها الإقبال الشبابي على المشاركة وحرصهم على الظهور بدور إيجابي في مختلف زوايا المشهد الانتخابي، فتجدهم في الصفوف الأولى للناخبين.
وذكرت الدراسة أن اندفاع الشباب للمشاركة في الاستحقاق يعد الأبرز وهو نتاج لتضافر العديد من الجهود على مدى العقد الأخير، فبعد ما مرت به البلاد من أحداث في بداية العقد الثاني من الألفية حتى 2014 وما عصره شباب هذا الجيل من تقلبات حادة هددت أمن وطنه زاد سعيه نحو التأثير في الواقع السياسي من منطلق معاصرته تحديات كبيرة ستنعكس على مستقبله، وهو ما التفتت له الدولة المصرية ومؤسساتها، حيث سعت مبكرًا لتمكين ودمج الشباب في الحياة السياسية وفتحت المجال لبناء الكيانات الشبابية ودعمت زيادة الوعي والثقافة السياسية لدى جيل الشباب.
جهود الدولة في دعم الشباب
كما بذلت الدولة العديد من الجهود في مجال دعم الشباب وتمكينه، منها مؤتمرات الشباب والتي كان لها دورها في تعزيز الاتصال السياسي بين الشباب والدولة، ومنصة منتدى شباب العالم التي أعادت للشباب المصري الثقة الكاملة بقدرته على التأثير في الأحداث العالمية، بالإضافة للأكاديمية الوطنية للتدريب والتأهيل ودورها في تنمية الكوادر الشبابية، الأمر الذي انعكس في زيادة نسب تمكين الشباب في المناصب التنفيذية والتشريعية.
أما على مستوى الانخراط المجتمعي وتنمية العمل الأهلي وقيم المواطنة والتطوع، فقد مهدت الدولة الطريق أمام شبابها لاستغلال طاقاتهم بشكل إيجابي لتنمية المجتمع من خلال تعزيزها للعمل الأهلي وهو ما تترجمه مؤسسة “حياة كريمة” التي يندرج تحت مظلتها الآلاف من الشباب المصري بمختلف المحافظات، وكذلك إطلاق التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي الذي وحد جهود المنظمات بهدف المجابهة الذكية للتحديات المجتمعية ما انعكس على فهم ووعي الشباب لحجم التحديات المجتمعية والسياسية كنتيجة مباشرة لعملهم على الأرض ومعايشتهم لواقع التحديات الوطنية وقناعتهم بإيمان الدولة بدورهم.
انفتاح المجال السياسي منذ 2014
ونوهت الدراسة إلى أنه يضاف لما سبق انفتاح المجال السياسي منذ 2014 والحياة الحزبية، حيث ولد العديد من الكيانات والأحزاب التي وضعت التمكين والدمج السياسي للشباب كأولوية لها كتنسيقة شباب الأحزاب والسياسيين.
وتعد الأحزاب السياسية منصة مهمة للشباب في تلقي الوعي والتدريب السياسي ليصبح منخرطًا بشكل أكبر وقادر على تنمية وتعزيز قدراته السياسية واكتساب الخبرات من خلال حضوره مختلف اللقاءات أو المنتديات السياسية، ما يساهم في خلق كوادر شبابية تشجع غيرها من أبناء ذات الجيل على العمل السياسي.
وذكرت الدراسة أنه قد تم استحداث الدولة لآليات سياسية ساهمت في تعزيز دور الشباب كآلية ” الحوار الوطني” التي شهدت تواجدا شبابيا عبر عن تواجد قوي لجيل الشباب في المشهد السياسي، حيث عززت جلسات الحوار الوطني التي ضمت مختلف القوى السياسية والحزبية من مختلف الاتجاهات والتيارات، فرصة للشباب لزيادة الوعي واكتساب الخبرات من خلال المشاركة في مناقشة القضايا الوطنية وطرح مختلف الرؤى حول تلك القضايا.
واعتبرت الدراسة أن ما سبق شكل دوافع حقيقية أعاد إيمان الشباب بنفسه وبدوره الوطني بعد سنوات من العزلة السياسية الناجمة عن تهميش دورة في عهود سابقة، لكن ومع معاصرتنا لتمكين الشباب المنعكسة كما ذكرنا سابقًا في المناصب التنفيذية والتشريعية فمثلًا بلغ عدد الأعضاء من الشباب تحت سن الأربعين بمجلس النواب في دورته الحالية نحو 124 نائبًا أي بنسبة 21% من إجمالي نواب البرلمان، شكل ذلك حافزًا للشباب الذي فضل في سنوات سابقة البقاء في صفوف المتفرجين، إلا أنه اليوم يعاصر نهضة بلده بأيديه ما يخلق له حافزا داخليا ومحركا نفسيا يدفعه كلما استطاع للتعبير عن مدى وعيه وثقافته السياسية.