بعد السخرية من حرب غزة.. حملات مقاطعة "ZARA" تتصدر دول العالم
خلال الساعات الماضية شن داعمو القضية الفلسطينية حملة مقاطعة لشركة الملابس العالمية Zara بعد نشر حملة دعائية وصور تجسد شهداء فلسطين والحرب في غزة.
ولاقت شركة Zara استياءً على مستوى عدد من الدول العربية والأجنبية التي تدعم القضية الفلسطينية، وذلك بعد ساعات قليلة من نشر صور حملة زارا على صفحاتها الرسمية؛ تويتر وإنستجرام عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
انتاب العديد ممن يدعمون القضية الفلسطينية الغضب إثر حملة Zara التي تضمنت صورًا لحملة دعائية جديدة لتشكيلة متنوعة من ملابس الشتاء، جسدت جثثًا بأكفان بيضاء وسط دمار واضح، الأمر الذي اعتبرهُ الكثيرون سخرية من حرب غزة.
السخرية من الأكفان والشهداء
الأزمة زادت تعقيدًا لعدم قيام Zara بحذف صور الحملة التي أثارت غضب وجدل داعمي القضية الفلسطينية.
الحملة تضمنت صورًا بالأكفان وتحمل جثامين شهداء، وظهرت عارضة الأزياء الأمريكية كريستين ماكمينامي، تحت شعار «مجموعة محدودة الإصدار من الدار تحتفل بالتزامنا بالحرفية والشغف بالتعبير الفني»، وربط المتابعون بين ذلك وصورة توضح خريطة فلسطين مقلوبة ما زاد الشكوك أن العلامة التجارية تستهدف السخرية من حرب غزة.
وبعد ساعات من إطلاق حملة Zara الدعائية اجتاح هاشتاج مقاطعة منتجات شركة Zara جميع مواقع التواصل الاجتماعي في الوطن العربي.
أكثر الدول العربية ترويجًا لحملة مقاطعة Zara
وباستخدام إحدى أدوات تحليل البيانات، تتبع "الدستور" حملة مقاطعة منتجات Zara خلال الـ7 أيام الماضية على مستوى الوطن العربي.
تم إطلاق حملة المقاطعة لمنتجات Zara منذ الساعات الأولى لإصدار الإعلانات، وبدأت منشورات المقاطعة والبحث عن وقائع Zara السابقة في السادس من الشهر الجاري، ووصلت إلى ذروتها في العاشر من ديسمبر الجاري بمعدل 100 عملية بحث في الدقيقة الواحدة من قِبل جميع الدول العربية، وفق أداة جوجل ترند.
تصدرت ليبيا أكثر الدول العربية بحثًا وترويجًا لحملة مقاطعة Zara وذلك بما يعادل 100 عملية بحث في الدقيقة الواحدة من قِبل المواطنين الليبيين على مستوى الدولة.
في المركز الثاني للدول الأكثر بحثًا جاء الأردن بمعدل 99 عملية بحث عن حملة مقاطعة Zara خلال الأسبوع الماضي، ثم الكويت في المركز الثالث بمعدل 44 عملية بحث في الدقيقة الواحدة.
في المركزين الرابع والخامس جاءت مصر والسعودية بمعدل 21 و20 عملية بحث في الدقيقة الواحدة عن مقاطعة Zara على الترتيب، وذلك بحسب أداة جوجل ترند.
تاريخ زارا في مهاجمة فلسطين
تواجه شركة الأزياء العالمية Zara شكوكًا متزايدة بعد هذه الحملة لا سيما وأنها لم تكن الواقعة الأولى لها لمهاجمة القضية الفلسطينية والإساءة للفلسطينيين، وتحديدًا فيما يتعلق بالاحتلال في الأراضي الفلسطينية.
ففي يونيو 2021، دخلت فانيسا بيرلمان، كبيرة مصممي القسم النسائي في شركة Zara، في جدال عبر الإنترنت مع عارض الأزياء الفلسطيني قاهر حرحش، بسبب مناصرته للشعب في غزة.
وكتبت بيرلمان إلى حرحش على إنستجرام عبر رسالة مباشرة في 9 يونيو: "ربما لو كان شعبك متعلمًا، فلن يفجروا المستشفيات والمدارس التي ساعدت إسرائيل في تمويلها في غزة، ولن أتوقف أبدًا عن الدفاع عن إسرائيل، والأشخاص مثلك يأتون ويذهبون في النهاية".
إلا أن بيريلمان تراجعت عن موقفها بعد هجوم كبير عليها بسبب مهاجمة الفلسطينيين والإساءة لهم، وكتبت معبرة عن أسفها على إنستجرام: "حسنًا، أعتقد أن الأمر يعود إلى القول المأثور الذي قالته جدتي وهو أن الغضب هو بداية الحكم السيئ. أنا آسفة جدًا. وآمل حقًا أن تسامحني".
وفي أكتوبر 2022 تكرر شن حملات مقاطعة لعلامة الملابس الإسبانية الشهيرة Zara بعد أن استضاف صاحب الامتياز في إسرائيل المتطرف اليميني إيتمار بن غفير في مقر إقامته.
بن غفير هو إسرائيلي صهيوني متطرف يقود حزب «عوتسما يهوديت» القومي المتطرف في الانتخابات التشريعية الإسرائيلية، وكثيرًا ما يدعو إلى العنف ضد الفلسطينيين، ويشارك في اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، وكذلك حي الشيخ جراح في القدس الشرقية.
واستضاف جوي شويبل، صاحب الامتياز الكندي الإسرائيلي لمجموعة أزياء Inditex، التي تمتلك شركة Zara، بن غفير في منزله لحضور حدث انتخابي.
وحينها أصدر رئيس المحكمة العليا الفلسطينية فتوى دينية تمنع الناس من التعامل مع Zara، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية وفا، إذ انتقد مسئولون من السلطة الفلسطينية شركة Zara بسبب هذه المقابلة.
اعتذار رسمي
اعتذرت شركة الملابس الإسبانية الشهيرة Zara عن إعلانها الأخير الذي كان يحمل عنوان «السترة»، ويحتوي على مشاهد تصف حرب غزة، وبعد تعرض الشركة لهجوم كبير عبر منصات التواصل الاجتماعي وحذف للإعلان وجهت Zara اعتذارًا عن حملتها الإعلانية الأخيرة.
ونشرت شركة الملابس الشهيرة عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل إنستجرام منشورًا قالت فيه: "بعد الاستماع إلى التعليقات المتعلقة بأحدث حملة ZARA ATELIER السترة، نود أن نشارك ما يلي مع عملائنا: تقدم الحملة، التي تم التخطيط لها في يوليو وتم تصويرها في سبتمبر، سلسلة من صور المنحوتات غير المكتملة في استوديو النحاتين وتم إنشاؤها لغرض وحيد هو عرض الملابس المصنوعة بحرفية في سياق فني، لسوء الحظ، شعر بعض العملاء بالإهانة من هذه الصور، التي تمت إزالتها الآن، ورأوا فيها شيئًا بعيدًا عما كان مقصودًا عندما تم إنشاؤها، تأسف Zara لسوء الفهم هذا، ونؤكد من جديد احترامنا العميق تجاه الجميع".
ما هي شركة ZARA؟
ZARA هي شركة رائدة في مجال الموضة وأسلوب الحياة ومتخصّصة في متاجر البيع بالتّجزئة، تدير أكثر من 40 امتيازًا دوليًّا بارزًا في منطقة الشّرق الأوسط وإفريقيا.
منذ تأسيسها في عام 1978، طوّرت المجموعة سلسلة مهمّة من المتاجر التي تمثّل أهمّ الماركات العالميّة في عالم الموضة، والإكسسوارات، والمأكولات، والمشروبات، والمفروشات المنزليّة، السلع الرياضية، الأثاث المنزلي والوسائط المتعددة، ومستحضرات التجميل.