"نحن لسنا أرقامًا".. الضفة الغربية تتضامن مع غزة وتندد بموقف أمريكا
مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تزداد حدة الغضب والاحتجاج في الأراضي الفلسطينية الأخرى، خاصة الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، ويتهم الفلسطينيون الولايات المتحدة بالتواطؤ مع إسرائيل وعرقلة جهود وقف إطلاق النار.
نشرت شبكة سي بي أس الأمريكية، تحقيقًا تحدثت فيه مع مواطنين فلسطنيين في مدينة رام الله، التي شهدت خروج المئات من الفلسطينيين في مسيرة حاشدة يومي الاثنين والثلاثاء، حاملين لافتة طولها 40 قدمًا كتب عليها "نحن لسنا أرقامًا"، وذلك تضامنًا مع ضحايا العدوان في غزة وأدرجت اللافتة أسماء الشهداء الذين سقطوا في القصف الإسرائيلي، الذي أسفر عن استشهاد 18.412 من بينهم أكثر من 8000 طفل، و6200 امرأة، بالإضافة إلى المئات من الأطقم الطبية والصحفيين.
المطالبة بوقف العدوان على غزة
قال أحد المشاركين في المسيرة لشبكة سي بي إس نيوز الأمريكية: "نحن ضد موقف الولايات المتحدة الأمريكية عندما استخدمت حق النقض مرتين ضد الشعب الفلسطيني". وأضاف: "نحن نطالب بوقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا".
وتتهم السلطة الفلسطينية والمنظمات الدولية الولايات المتحدة بالتقاعس عن ممارسة ضغط على إسرائيل لوقف العنف، وبالفيتو على مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، وترى واشنطن وإسرائيل أن أي هدنة ستمنح حماس فرصة لتجديد قوتها واستعدادها.
وينفي الفلسطينيون وأنصارهم أن يكون الشهداء في غزة إرهابيين أو أن يكونوا متحالفين مع حماس، ويؤكدون أنهم يدافعون عن حقوقهم وحريتهم في مواجهة الاحتلال والعدوان، ويقولون إن ضحايا القصف الإسرائيلي هم بشكل أساسي مدنيون عزل، وخاصة النساء والأطفال.
وقالت لبنى خاروف، مسئولة المجلس المحلي في الضفة الغربية، وهي تشير إلى المتظاهرين في رام الله: «هؤلاء ليسوا حماس»، مضيفة: "هؤلاء الأطفال ليسوا من حماس.. والأشخاص الذين يتم قصفهم في غزة هم بشكل رئيسي من النساء والمدنيين والأطفال".
تحذير من الوضع الإنساني الكارثي في غزة
أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها البالغ إزاء الوضع الإنساني والصحي في غزة، مشيرة إلى أن النظام الصحي في القطاع يواجه خطر الانهيار بسبب القصف الإسرائيلي والحصار المفروض عليه، وقال المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الثلاثاء، إن عمليات التفتيش الإسرائيلية المطولة واحتجاز العاملين الصحيين، أمر يعرض حياة المرضى الضعفاء بالفعل للخطر في غزة.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية، ريتشارد بيبيركورن، قوله: في 66 يومًا فقط، انتقل النظام الصحي في غزة من 36 مستشفى عاملة إلى 11 مستشفى تعمل جزئيًا- واحدة في الشمال و10 في الجنوب، وأضاف: نحن بحاجة إلى فتح المعابر والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والطبية إلى غزة بشكل عاجل.
وتعتمد غزة منذ سنوات على مئات الشاحنات التي تعبر يوميا من مصر وإسرائيل وتحمل إمدادات من كل شيء أساسي تقريبا، من الدواء إلى الغذاء والوقود.
ولكن الجيش الإسرائيلي أغلق حدود القطاع منذ بدء أحداث 7 أكتوبر، وأعيد فتح بوابة حدودية واحدة فقط هي معبر رفح على الحدود مع مصر، لكن وكالات الإغاثة تقول إن تدفق الإمدادات كان ضئيلا مقارنة باحتياجات سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وبعد ساعات من حديث مسئولي وكالة المعونة التابعة للأمم المتحدة مع شبكة سي بي إس نيوز، جددوا مناشدتهم لإسرائيل بفتح معبر كرم أبو سالم إلى غزة يوم الاثنين، لزيادة تدفق المساعدات إلى القطاع المحاصر، وأشارت السلطات الإسرائيلية إلى أنه سيتم فتح نقطة التفتيش الحدودية هناك، ولكن لإضافة قدرة الفحص الأمني، وليس لعبور شاحنات إضافية إلى غزة.
ولم يكن من الواضح حجم المساعدات الإضافية التي قد يتيحها الفحص الإضافي أو يعجل بها، حيث ستظل المواد بحاجة إلى العودة إلى معبر رفح لدخول غزة، وقد أدانت الحركات الفلسطينية والدول العربية والإسلامية والعديد من الدول الأخرى العدوان الإسرائيلي على غزة، وطالبت بوقفه فورا وبحماية الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره، وقد نظمت مظاهرات حاشدة في عدة مدن حول العالم تضامنًا مع غزة وتنديدًا بالصمت الدولي.