عاجل.. قنابل موقوتة تحيى ذكريات الحرب العالمية الثانية.. مخاوف من آلاف الذخائر غير المنفجرة فى غزة
حذرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير لها من المخاطر الكبيرة التي سيعيش فيها قطاع غزة، مع استمرار القصف الإسرائيلي على القطاع، وتحديدًا حذرت الصحيفة من الآلاف من الذخائر غير المنفجرة التي ستكون موجودة في غزة رغم انتهاء الحرب.
الحرب في غزة
وقالت الصحيفة: لقد أدى القصف الإسرائيلي لقطاع غزة إلى تحويل أحياء بأكملها إلى غبار وتابعت: إن استئناف القتال والغارات الجوية المكثفة على جنوب غزة بعد توقف دام أسبوعًا قد يعني أن المزيد من الأراضي قد تواجه نفس المصير.
مخاطر الآلاف من الذخائر غير المنفجرة
وقال تشارلز بيرش، الباحث في شئون الشرق الأوسط وخبير إزالة المتفجرات في دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام (UNMAS): إن التلوث لا يصدق، حيث إن هناك مئات إن لم يكن الآلاف من الذخائر غير المنفجرة، بدءًا من الصواريخ بدائية الصنع التي صنعتها حماس إلى الذخائر عالية التقنية التي قدمتها الولايات المتحدة لإسرائيل، "سيكون التلوث لا يصدق، مثل الحرب العالمية الثانية".
وقدر بيرش أن الأمر سيكلف عشرات الملايين من الدولارات وسيستغرق الأمر سنوات عديدة لجعل المنطقة بأكملها آمنة ونظيفة.
وقالت الصحيفة: قد تكون الذخائر غير المنفجرة هى التهديد الأكثر انتشارًا، وحتى في أوقات السلام النسبي في غزة، فإن القنابل المتبقية من جولات القتال السابقة تقتل وتشوه بانتظام، لقد أصبحت المشكلة الآن أسوأ بشكل كبير، وسوف يتزايد الخطر مع تدهور المتفجرات وزيادة عدم استقرارها.
ونوهت الصحيفة أن قنابل الحرب العالمية الثانية مازالت موجودة تحت الأرض في أوروبا حتى الآن، ما أدى إلى عمليات إجلاء، مشيرة إلى أن أوكرانيا هي الآن الدولة الأكثر ملغومة، وسوف يستغرق الأمر عقودًا لجعلها آمنة.
قنابل مدفونة
وقالت الصحيفة: يمكن أن تنفجر قنبلة كبيرة مدفونة على عمق كبير تحت الأرض عن غير قصد أثناء جهود إعادة الإعمار، مما يؤدي إلى حدوث وفيات بعد فترة طويلة من انتهاء الصراع.
وتقول دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام ومجموعات خبراء أخرى إنه بشكل عام، واحدة من كل 10 ذخائر لا تنفجر، على الرغم من أن الرقم يختلف بشكل كبير حسب نوع السلاح، ويمكن أن يكون أقل بكثير في بعض الذخائر الأحدث، ويتأثر بعوامل تشمل طول وظروف التخزين والطقس والهدف.
قال جيمس كوان، الذي يقود منظمة HALO Trust، وهي منظمة غير ربحية تعمل على إزالة الألغام: "ستكون لديك معدلات فشل أعلى في المناطق الحضرية، لأن الكثير من أنواع الذخيرة ستهبط بسلاسة من خلال السقف أولًا، ثم من خلال عدة طوابق".
غزة والموصل
وقالت الصحيفة: الوضع في غزة يشبه إلى حد ما الوضع في مدينة الموصل العراقية، في أعقاب معركة تحريرها من تنظيم داعش في عام 2017، وفي عام 2021، قالت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام إنها قامت بإزالة أكثر من 1200 ذخيرة من شمال الموصل.
لكن غزة قد تمثل مشكلة أكثر تعقيدا و قال سايمون إلمونت، خبير إزالة الألغام في منظمة "الإنسانية والشمول" غير الربحية والذي عمل في الموصل والمدن الأخرى التي تم استعادتها من تنظيم داعش: ستكون مدينة غزة “غير صالحة للسكن إلى حد كبير بينما تستمر عمليات التطهير”.