عاجل.. لماذا عادت إسرائيل إلى الحرب فى غزة ورفضت مسارات التفاوض؟
كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، عن أن حرب إسرائيل على شمال قطاع غزة قد تستغرق أسبوعين إلى شهر، وذلك مع عودة الاحتلال الإسرائيلي إلى قصف القطاع بعد أسبوع من الهدنة.
وأكدت الصحيفة في تقرير لها أن إسرائيل تخطط لحملة ضد حركة حماس ستمتد لمدة عام أو أكثر، مع استمرار المرحلة الأكثر كثافة من الهجوم البري حتى أوائل عام 2024، وفقًا لعدد من الأشخاص المطلعين على الاستعدادات.
بعد استئناف الحرب.. تفاصيل أهداف إسرائيل في غزة
وتتصور الاستراتيجية متعددة المراحل قيام القوات الاحتلال الإسرائيلي، المتمركزة داخل شمال غزة، بتوغل وشيك في عمق جنوب القطاع الفلسطيني المحاصر.
وتشمل الأهداف قتل ثلاثة من كبار قادة حماس - يحيى السنوار ومحمد ضيف ومروان عيسى - مع تحقيق نصر عسكري "حاسم" ضد كتائب الحركة البالغ عددها 24 كتيبة وشبكة الأنفاق تحت الأرض وتدمير "قدرتها على الحكم في غزة" بحسب "فايننشال تايمز".
وقال أحد الأشخاص المطلعين على خطط الحرب الإسرائيلية للصحيفة "ستكون هذه حربًا طويلة جدًا، فنحن لسنا قريبين حاليًا من منتصف الطريق لتحقيق أهدافنا".
تفاصيل خطة إسرائيل للسيطرة على غزة بعد انتهاء الهدنة
وأشارت الصحيفة إلى أن الهدنة الهشة التي استمرت أسبوعًا انهارت اليوم الجمعة مع استئناف إسرائيل القتال في قطاع غزة، وتوقف عملية تبادل المحتجزين والأسرى بين الجانبين، فيما قالت إسرائيل إنها عائدة إلى المعركة من أجل "القضاء على حماس".
ومن المحتمل أن تتطلب العملية البرية المتجددة عالية الكثافة بضعة أشهر أخرى، مع دخول العام الجديد، حسب تقديرات الأشخاص المطلعين على الاستعدادات.
وقال أحد الأشخاص المطلعين على المناقشات الأمريكية الإسرائيلية حول الحرب: "لن يستغرق الأمر أسابيع، وبعد ذلك، ستكون هناك مرحلة انتقال واستقرار ذات كثافة عسكرية أقل يمكن أن تستمر حتى أواخر عام 2024، مع عدم وضوح موقع القوات البرية الإسرائيلية خلال هذه المرحلة" وفق "فايننشال تايمز".
وعلى عكس العمليات العسكرية والحروب الإسرائيلية السابقة، أشار أحد المسئولين الإسرائيليين إلى أنه لن تكون هناك نقطة نهاية ثابتة. وقالوا: "الحكم لن يطلق صافرة النهاية وانتهى الأمر".
وقال ضابط عسكري إسرائيلي كبير للصحيفة إن ما لا يقل عن 10 من 24 كتيبة تابعة لحماس أصيبت "بأذى كبير"، مع مقتل أكثر من 50 من القادة المتوسطين وما يقدر بنحو 5000 مقاتل.
وأكد شخص آخر مطلع على خطط الحرب الإسرائيلية أن الجيش لا يزال يعتبر العمليات في شمال غزة غير مكتملة، موضحًا "مدينة غزة لم تنته بعد، ولم يتم احتلالها بالكامل، ومن المحتمل أن يكون قد تم إنجاز 40 في المائة من الأهداف، أما بالنسبة للشمال ككل، فمن المحتمل أن يتطلب الأمر أسبوعين إلى شهر آخر لتنفيذ أهداف إسرائيل".
ومن المتوقع أن يبدأ بالتوازي هجوم بري إسرائيلي على جنوب غزة، الذي لم يتعرض حتى الآن إلا لضربات جوية متفرقة، فيما أشار مسئولون إسرائيليون إلى أن معظم قيادة حماس، والجزء الأكبر من مقاتليها وترسانتها الصاروخية، وأغلبية المحتجزين الإسرائيليين المتبقين الذين تم احتجازهم في 7 أكتوبر، موجودون الآن في الجنوب.
ماذا بعد سيطرة إسرائيل على غزة؟
وحذر مسئولون كبار في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل من أن نهجها تجاه جنوب غزة يجب أن يكون مختلفًا كما قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن خلال زيارة تل أبيب أمس الخميس.
وسيركز الهجوم الجنوبي على خان يونس، ثاني أهم مركز حضري في غزة ومسقط رأس السنوار والضيف، وكذلك رفح في أقصى جنوب القطاع على الحدود مع مصر.
وبدأت إسرائيل يوم الجمعة بإصدار أوامر إخلاء محلية وعلى نطاق أصغر للسكان المدنيين في جنوب غزة، والتي تضخمت إلى ما يصل إلى 80% من سكان قطاع غزة.
وتهدف مرحلة "الانتقال وتحقيق الاستقرار" من الحرب، والتي ستلي الحملة البرية الرئيسية، إلى إعداد غزة لنظام جديد بعد الحرب بدون حماس.
وقال العديد من المطلعين إن الحكومة الإسرائيلية رفضت حتى الآن مناقشة ما إذا كانت السلطة الفلسطينية، في وضع يسمح لها باستعادة السيطرة على غزة موضحًا "لا يمكن لأحد، ولا حتى الولايات المتحدة، التحدث معهم حول هذا الأمر"، مشددًا على حاجة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إبقاء حلفائه في الائتلاف اليميني المتطرف في الائتلاف.
وبغض النظر عن ذلك، يؤكد المسئولون الإسرائيليون أنهم ملتزمون أولًا بتحقيق هدف الحرب الأصلي، وهو القضاء على حماس باعتبارها تهديدًا لقطاع غزة، بغض النظر عما سيأتي بعد ذلك أو المدة التي سيستغرقها ذلك.