ريم أبو عيد: المقاومة الفلسطنية مصدر إلهام دائم ومستمر للكتاب والأدباء
تحدثت الكاتبة ريم أبو عيد، عن أثر حرب غزة على الأدب، مؤكدة أن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال تحتل مكانة خاصة في الأدب المصري والعربي، لما لها من تأثير كبير على نفوس المفكرين والمثقفين في شتى بقاع العالم العربي.
الاهتمام بالقضية الفلسطينية ليس مقصورا على الشعب الفلسطيني
وأوضحت ريم أبوعيد، في تصريحات خاصة لــ“الدستور”، أن الاهتمام بالقضية الفلسطينية ليس مقصورا على الشعب الفلسطيني فحسب، بل يشمل جميع الشعوب التي عانت من ويلات الاحتلال بصوره المختلفة، وذاقت مرارته لسنوات طويلة، حتى تلك التي تحررت منه ونجت من براثته، بقيت آثاره في ذاكرة تاريخها تتوارثه أجيال تلو الأخرى.
وأكدت أنه بالرغم من أن جميع البلدان العربية عانت من الاحتلال في فترة من الفترات إلا أن احتلال فلسطين تحديدا له وقع مختلف عن أي احتلال آخر، ربما لأنه لا يزال قائما حتى يومنا هذا، وربما لأن الكيان المحتل يمارس همجيته ووحشيته في كل يوم ضد أصحاب الأرض الأصليين الذين يبهرون العالم أجمع ببطولاتهم وتضحياتهم وصمودهم من أجل التمسك بهويتهم ومن أجل استرداد حقهم في وطنهم السليب.
وتابعت ريم أبو عيد: “هذه المقاومة الباسلة هي بلا شك مصدر إلهام دائم ومستمر للكتاب والأدباء يستقون منها حكايات وبطولات تستحق أن تخلد في الأعمال الروائية والأدبية لتظل شاهدة على وحشية المحتل الغاصب وصمود أصحاب الحق في وجه الظلم والعدوان”.
وأكدت أن الأدب هو مرآة الواقع والمجتمع، وهو أيضا ذاكرة ووجدان العصر، لذلك فإن القضية الفلسطينية ليست موضوعا وقتيا يلجأ إليه بعض الكتاب والروائيين من أجل نيل شهرة مؤقتة، وإنما هو حاضر دائما في الأفق يتجدد بتجدد المقاومة التي لا تنطفئ ولا تخبو شعلتها ما دام الاحتلال قائما وما دامت ممارسته القمعية مستمرة.
ولفتت ريم أبو عيد إلى إن تفاعل الأدباء والمثقفين مع القضية الفلسطينية ليس انفعالا شعوريا لحظيا، ولكنه إيمان راسخ بقيم الحق والعدل، حق الشعب الفلسطيني في استرداد أرضه وهويته، والعدل في أن يكون لهذا الشعب وطن ينعم فيه بالحرية والأمان كبقية شعوب الأرض، كما أن تخليد فصول المقاومة الفلسطينية في الروايات والأعمال الأدبية هو جزء لا يتجزأ من سلاح المقاومة، فالكلمة أيضا يمكنها أن تكون رصاصة في قلب كل محتل آثم يستحل ما ليس له من حقوق.
وشددت ريم أبو عيد على أن: الأدب على مر العصور كان وسيظل دائما هو القوى الناعمة التي بإمكانها إحداث التغيير في نفوس البشر، ومن ثم التغيير الفعلي على أرض الواقع، وأدب المقاومة هو جزء أصيل من موروثنا الثقافي العربي والفلسطيني بوجه خاص، لما تزخر به سنوات المقاومة من حكايات إنسانية وبطولات يقف لها التاريخ إجلالا وتنحني لها مفردات اللغة تقديرا واحتراما، وهذه الحكايات والبطولات تحتاج إلى مجلدات ضخمة لتخليدها في ذاكرة الأمة حتى تكون نبراسا لأجيال قادمة تضيء لهم عتمة الدرب وتهديهم السبيل إلى اليقين بأن وعد الله سيتحقق عاجلا أم آجلا وبأن راية القضية ستظل خفاقة حتى تسطع شمس النصر في يوم قادم لا محالة، يوم سيكون فيه الأدب شاهدا على تاريخ طويل من النضال والأمل بغد تنعم فيه فلسطين بالحرية والحياة من جديد.