الكنيسة البيزنطية تحتفل بحلول تذكار العامودي والكارز بالتوبة
تحتفل الكنيسة البيزنطية اليوم بحلول تذكار القديس نيكون الكارز بالتوبة الذي ولد في أرمينيا، وقضى حياته جائلًا ومناديًا بالتوبة، وانتقل إلى الحياة الأبديّة في أواخر القرن العاشر في مدينة اسبرطة جنوبي اليونان.
وأيضا تذكار القديس أليبيوس العمودي، وعاش القدّيس اليبيوس في عهد الامبراطور هرقليوس (610-641). كان شماس كنيسة ادرنه موطنه، وقيّمًا على أوقافها. ولمّا بلغ الثلاثين من عمره، انقطع إلى الله في البريّة، وقضى سنيه في الزهد وصلب الجسد.
العظة الاحتفالية
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: [سمعَت القدّيسة كاترينا الله يقول لها:] يا للأسف يا ابنتي العزيزة، انظري إذًا أيّ عار على هؤلاء النَّاس البائسين الطامعين بخيرات هذا العالم، والّذين لا يتبعون حتّى مؤشّرات النور الطبيعي لاكتساب الخير الأسمى والأبديّ! وهم لا يفعلون حتّى ما كان يفعلُه أولئك الفلاسفة حبًّا بالعلم. فما إن يدركوا أنّ الثروات عقبة أمامهم حتّى كانوا يتخلّون عنها.
أمّا هؤلاء، فيريدون أنْ يجعلوا من ثرواتهم إلهًا لا أكثر ولا أقلّ! أليس بديهيًّا أنّهم يتألّمون ألمًا أشدّ لخسارة هذه الخيرات الزمنيّة منه لخسارتهم إيّاي، أنا الخير الأسمى والغنى الأبديّ. وإذا نظرتِ عن قرب، ستكتشفين أنّ في هذه الرغبة الفاسدة وفي هذه الإرادة المضطربة، في أن يصبح المرء غنيًّا، مصدرَ كلّ الشرور
إن الّذي هُوَ الحَقُّ والحَيَاةُ، قد قال لكم في الإنجيل المقدّس: "إِنَّهُ لأَسْهَلُ أَنْ يَدْخُلَ جَمَلٌ في ثِقْبِ إِبْرَة، مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ مَلَكُوتَ الله" فهؤلاء الأغنياء هم أولئك الّذين يمتلكون أو يشتهون الثروات، عبر تعلّقهم المضطرب بخيرات هذا العالم. وكثيرون هم الّذين كما قلتُ لَكِ، وهم فقراء في الواقع، لكنّهم بتعلّقهم المضطرب، لا يمتلكون أقل من العالم أجمع ويريدون لو استطاعوا أن يكونوا أسيادًا عليه.
ومن المستحيل على هؤلاء أن يمرّوا عبر الباب الضيّق والمنخفض إلاّ إذا ألقَوا حملهم، وحرّروا قلبهم من حبّ العالم وأحنوا رأسهم تواضعًا. والحال، ينبغي المرور عبر هذا الباب: فلا يوجد آخر يوصلُ إلى الحياة. وهناك بابٌ كبير، ولكنّه يفتح على الدينونة الأبديّة! وسيعبُر هؤلاء العميان فيه دون أن يرَوا الهلاك الّذي سينخرطون فيه.