الجارديان: تداعيات حرب غزة تهدد الوجود الأمريكى فى العراق
أكدت صحيفة الجارديان البريطانية أن تداعيات حرب غزة أثرت بشكل كبير على الولايات المتحدة والوجود الأمريكي في العراق، حيث يشهد هذا البلد احتجاجات واسعة ضد القوات الأمريكية في العراق، بسبب ما يجري في غزة.
وبحسب الصحيفة تعرضت القوات الأمريكية في العراق إلى عدة هجمات، بسبب دعمها الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة، فيما ردت الولايات المتحدة بشن غارات جوية على العناصر العراقية، ما أسفر عن سقوط قتلى ومصابين، ما يسلط الضوء على خطر امتداد الوضع في غزة.
الوجود الأمريكي في العراق مهدد بسبب حرب غزة
وأشارت الصحيفة إلى أن سلسلة الضربات الأمريكية أدت إلى مقتل تسعة مقاتلين عراقيين، من بينهم علي حسن الدراجي عضو حزب الله العراقي، وهو أول قتيل عراقي مرتبط بالحرب بين إسرائيل وحماس، وحتى مع سريان هدنة هشة في غزة، فإن وتيرة وشدة الاشتباكات في العراق تسارعت، مما يسلط الضوء على خطر امتدادها إلى العراق الغارق منذ فترة طويلة في الصراع.
واستهدفت الولايات المتحدة يومي الثلاثاء والأربعاء مقاتلين تعتقد أنهم مسئولون عن عشرات الهجمات التي نفذت على القوات الأمريكية في العراق وسوريا، فيما تأتي هذه العمليات تحت راية المقاومة الإسلامية في العراق ردًا على "الجرائم التي يرتكبها العدو بحق الفلسطينيين في غزة"، بحسب المقاومة العراقية.
وقال البنتاجون إنه تصرف دفاعًا عن قواته التي عادت إلى العراق في عام 2014 لمساعدة الحكومة العراقية في قتال تنظيم داعش، لكن عائلة الدراجي، التي يمتد تاريخها إلى محاربة الاحتلال الأمريكي للعراق بين عامي 2003 و2011، ترى في الأحداث الأخيرة استمرارًا لتاريخ طويل من السياسات الأمريكية الظالمة في الشرق الأوسط، ودليلًا على أنه بعد عقدين من غزوها لا تزال الولايات المتحدة تدوس على السيادة العراقية.
وأكدت "الجارديان" أن المشاعر المعادية لأمريكا متجذرة بعمق في المجتمع العراقي، الذي عانى من الخسارة تلو الأخرى.
حرب غزة تحيي جراح الاحتلال الأمريكي للعراق
وأعادت صور الأطفال الفلسطينيين القتلى الذين يتم انتشالهم من تحت الأنقاض الذكريات المؤلمة التي تعرض لها العراقيون على يد الاحتلال الأمريكي منذ 2003 إلى السطح، وأحيت الغضب تجاه الولايات المتحدة، التي يُنظر إليها على أنها طرف في الصراع، بسبب الغطاء الدبلوماسي والمساعدات العسكرية التي تقدمها لإسرائيل.
وأشارت الجارديان إلى أن العراق بتاريخ طويل في دعم النضال الفلسطيني، وهي القضية المتأصلة بعمق في الهوية العربية لكل من السنة والشيعة، وعندما شنت إسرائيل هجومها البري في 26 أكتوبر الماضي ترددت الدعوات دعمًا لغزة من المآذن في أنحاء العاصمة العراقية، واتحدت المساجد السنية في جميع أنحاء المدينة لتنظيم صلوات مشتركة لدعم الفلسطينيين، حتى أن بعض السنة أعربوا عن دعمهم للهجمات على الأمريكيين التي نفذتها جماعات شيعية مسلحة.
ويشكل التصعيد الأخير صداعًا للحكومة العراقية، ويكشف مرة أخرى عن حدود السلطات في كبح جماح الجماعات المسلحة، حيث جاء رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، إلى السلطة العام الماضي من قبل تحالف حاكم ضم حلفاء سياسيين من "فصائل المقاومة" مثل كتائب حزب الله، الذين وافقوا على إلقاء السلاح مؤقتًا لمنح السوداني فرصة لإعادة التفاوض على إطار زمني لرحيل القوات الأمريكية.
وقال أحد مستشاري السوداني، للصحيفة البريطانية: "هناك ضغوط على الحكومة لتسريع انسحاب القوات الأمريكية، ويدعم معظم أعضاء التحالف الحاكم جهود السوداني للدعوة إلى حل سياسي للحرب بين إسرائيل وحماس، من شأنه أن يهدئ الوضع في العراق، لكن البعض يعتقد أن المفاوضات ليست كافية لردع العدوان الإسرائيلي".
وحاولت الحكومة العراقية تهدئة التداعيات من خلال نشر قوات الأمن لمنع كتائب حزب الله من شن عمليات جديدة ضد القوات الأمريكية، لكنه ما زال مصرًا على ضرب القوات والقواعد الأمريكية داخل البلاد.