مصر تنجح فى قرار هدنة إنسانية للتخفيف من أهوال الحرب فى غزة
على مر العصور والأزمنة ظل موقف مصر ثابتًا وأصيلًا تجاه دعم القضية الفلسطينية اللا محدود، ولا سيما بعد الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة وارتكاب مجازر وجرائم قاسية.
منذ السابع من أكتوبر الماضي وتكثف مصر جهودها من أجل التوصل إلى حل وهدنة إنسانية في أراضي غزة للتخفيف على أهالي القطاع من القصف والضرب المتواصل الذي لا يتوقف.
وكثفت مصر اتصالاتها من أجل التوصل إلى هدنة إنسانية في قطاع غزة ووقف إطلاق النار، وبالفعل نجحت جهود مصر في تحقيق الهدنة الإنسانية خلال أول أيامها، كما بدأت مصر منذ يومين في إدخال المساعدات الإنسانية إلى أهالي غزة.
وفي هذا الصدد أشاد تور وينسلاند، منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام فى الشرق الأوسط، بجهود مصر الحثيثة لتسهيل اتفاق الهدنة الإنسانية وصفقة تبادل الأسرى، إلى جانب الجهود القطرية، ورحب المنسق الأممى ببدء تنفيذ الاتفاق، والذى شهد إطلاق سراح 13 رهينة إسرائيلية وآخرين، وإطلاق سراح 39 سجينًا فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية.
وكانت بدأت الهدنة الإنسانية في غزة يوم الجمعة وتسري لمدة 4 أيام تبدأ من صباح الجمعة، يرافقها وقف جميع الأعمال العسكرية من كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية، وكذلك جيش الاحتلال طوال فترة التهدئة.
- يتوقف الطيران الإسرائيلي عن التحليق لمدة 6 ساعات يوميًا من الساعة الـ10 صباحًا وحتى الــ4 مساء في مدينة غزة والشمال.
- ويتم الإفراج عن 3 أسرى فلسطينيين من النساء والأطفال مقابل كل أسير صهيوني واحد يتم خلال الــ4 أيام الإفراج عن 50 أسيرًا صهيونيًا من النساء والأطفال دون الــ19 عامًا.
- ويتم يوميًا إدخال 200 شاحنة من المواد الإغاثية والطبية لكافة مناطق قطاع غزة، بالإضافة إلى إدخال 4 شاحنات وقود، وكذلك غاز الطهي لكافة مناطق قطاع غزة.
التحرك الفعال من أجل التوصل إلى هدنة إنسانية يتم خلالها التخفيف من حجم الأهوال التي تعرض لها سكان القطاع وزيادة حجم المساعدات النوعية وخاصة الوقود والغاز التي كانت إسرائيل ترفض تمامًا إدخالهما.
جهود حثيثة
وفي سياق متصل أثنى محمد إبراهيم، نائب مدير المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، على جهود مصر في التوصل إلى هدنة إنسانية ووقف إطلاق نار في قطاع غزة بعد أن استمر إلى أكثر من 50 يومًا.
وأوضح إبراهيم في حديثه مع "الدستور" أن قرار الهدنة مؤقت ويسري لمدة أربعة أيام فقط بدأت من يوم الجمعة، وذلك لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع أكدا على استمرار الحرب بعد انتهاء مدة الهدنة الإنسانية، إذ إن القرار مؤقت ولن ينهي حالة الحرب والمجازر التي تُرتكب في حق الفلسطينيين.
وأضاف إبراهيم أن إسرائيل الآن تواجه ضغوطًا سياسية محلية ودولية غير مسبوقة، مرجعًا أسبابه إلى أنه من أجل هذا وافقت إسرائيل على الهدنة، فمن ناحية هناك احتجاجات ومظاهرات مستمرة داخل إسرائيل من أجل حل ملف الأسرى والمخطوفين، فضلًا عن الممارسات والضغوط الدولية من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأشار نائب مدير المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية إلى أن الهدنة الإنسانية من المتوقع أن تساهم في الحد من وتيرة التصعيد في غزة، وخفض تدريجي متوقع للأزمة والحرب.