النجمة حنان مطاوع: رضوى «تعبتنى جدًا».. وأحتاج وقتًا للخروج من الشخصية
واصلت الفنانة حنان مطاوع سلسلة نجاحاتها الفنية الكبيرة خلال الفترة الأخيرة، وظهر ذلك جليًا فى مسلسل «صوت وصورة»، الذى يُذاع حاليًا على شاشة قناة «DMC»، والذى أثار ضجة واسعة منذ عرض حلقاته الأولى.
استطاع «صوت وصورة» جذب آلاف المشاهدين، الذين ينتظرون حاليًا معرفة هوية قاتل «عصام الصياد/ مراد مكرم»، وهو طبيب متحرش له الكثير من الأعداء، على رأسهم «رضوى»، الشخصية التى جسدتها الفنانة حنان مطاوع، بعد أن وقعت ضحية تحرشه بها؛ لذا كانت أول مَن يوجه لها أصابع الاتهام.
ويرجع النجاح الكبير الذى حققه المسلسل وتصدره «الترند» خلال الفترة الحالية إلى كثير من العوامل، أولها أحداثه الشيقة وتضمنها أكثر من قضية مجتمعية مهمة، مثل سلبيات «الذكاء الاصطناعى» و«السوشيال ميديا»، وتسببهما فى أزمات للكثير من مستخدميهما.
عن المسلسل وأسباب نجاحه وكواليس تصويره، وتفاصيل دورها وتحضيراتها لتجسيد شخصية «رضوى»، وأبرز الأعمال الفنية الأخرى التى تستعد لتقديمها خلال الفترة المقبلة، يدور حوار «الدستور» التالى مع الفنانة حنان مطاوع.
■ بداية.. كيف استقبلت ردود الأفعال حول دورك فى مسلسل «صوت وصورة»؟
- فى الحقيقة فوجئت بردود الأفعال التى فاقت الخيال بالنسبة لى حول دورى فى المسلسل، وسعيدة جدًا بكل ما تلقيته من قِبل الجمهور حول الشخصية التى جسدتها، خاصة أننى أحترم هذا الجمهور وأحرص على تقديم أعمال فنية تليق به، وأسعى دائمًا لأن أكون عند حسن ظنه بى.
كما تلقيت تهانى عديدة من قِبل الأصدقاء والأقارب، ما أدخل السرور إلى قلبى، وأحمد الله، عز وجل، الذى رضانى بنجاح هذا العمل، الذى تعلقت به فور عرضه علىّ، بعدما أبدع فى كتابته المؤلف محمد سليمان عبدالمالك.
ورغم الأحداث المؤسفة التى تمر بها فلسطين وتحزننا جميعًا، وشعورنا بالاشمئزاز من الكيان الصهيونى، والتكاتف لمساعدة أهالينا فى قطاع غزة، واعتقادى بأن المسلسل لن يشاهده أحد، فإننى وجدت عكس ذلك تمامًا، فقد شاهده عدد كبير من الجمهور، وكانت هناك ردود أفعال تفوق التوقعات.
■ ما الذى جذبك لخوض بطولة هذا المسلسل؟
- أسباب عديدة دفعتنى لخوض بطولة مسلسل «صوت وصورة»، يأتى فى مقدمتها أنه من إنتاج شركتى «المتحدة للخدمات الإعلامية» و«أروما»، ورغبتى السابقة فى العمل مع الأساتذة: تامر مرتضى ومصطفى العوضى وأحمد عبدالعزيز.
السبب الثانى يتمثل فى وجود المؤلف «العظيم» محمد سليمان عبدالمالك، والفكرة «الخطيرة» التى قدمها فى هذا المسلسل، وهى خطورة اختراق وسائل التواصل الاجتماعى حياتنا وعقولنا وأبناءنا، وانتهاكها هذه الحياة، وتطورها الكبير فيما يتعلق بتزييف الحقائق وقلب الحق لباطل والعكس؛ لذلك كله كنت سعيدة ومتحمسة جدًا لأن أكون جزءًا من عمل درامى مثل «صوت وصورة».
■ كيف تقيّمين تعاونك مع المخرج محمود عبدالتواب؟
- محمود عبدالتواب من أهم المخرجين على الساحة الفنية فى الوقت الحالى، وأرى أنه «وُلد عملاقًا» وكتب اسمه بحروف من ذهب بجانب كبار المخرجين، فهو مخرج يهتم بأدق التفاصيل، حساس ومتفانٍ، ويتمتع برؤية فنية هائلة، وقدرة عظيمة على القيادة.
■ وما سر «الكيميا» التى نراها على الشاشة بينك وبين كل من وليد فواز وصدقى صخر؟
- «الكيميا» الفنية بينى وبين الفنان وليد فواز ترجع لكونه ممثلًا مهمًا جدًا.. سعيدة بعودته القوية فى هذا المسلسل، التى أرى أنه يستحقها وأكثر، وسعدت بكل المشاهد التى جمعتنا معًا، سواء فى بداية المسلسل، أو بعد الانفصال، وأتمنى أن يكون العمل بداية خير ونجاح له خلال الفترة المقبلة.
أما الفنان صدقى صخر فهو «اكتشاف» بالنسبة لى، شخص جميل و«فى حاله»، متفانٍ وشاطر جدًا فى العمل، يحرص على مذاكرة أدق تفاصيل دوره، لذا سعيدة جدًا بالنجاح والضوء المسلط عليه خلال الفترة الحالية، وأعتقد أننا أمام مولد نجم كبير.
■ هل هناك كواليس معينة تتذكرينها من التصوير؟
- كواليس تصوير المسلسل كانت مليئة بالحب وروح التعاون والاجتهاد من كل صُناع العمل، سواء ممثلين أو ممن خلف الكاميرا، كما كانت مليئة بالبهجة والسعادة، رغم وجود روح جادة جدًا سائدة.
وأعتقد أنه من أهم عناصر النجاح أن تكون كل طاقة الفريق موجهة لإخراج العمل الفنى على أكمل وجه، والاهتمام بكل التفاصيل ومذاكرتها جيدًا، ما توافر بالفعل فى «صوت وصورة»، وساعد فى تحقيق هذا النجاح الكبير الذى نحصده حاليًا.
■ ما أكثر المشاهد صعوبة بالنسبة لك؟
- كل مشاهد العمل كانت صعبة جدًا، وهذا يرجع إلى طبيعة شخصية «رضوى» التى جسدتها ضمن الأحداث، فهى شخصية بسيطة وطيبة تعرضت لمآسٍ عديدة.
ولكن أصعب هذه المشاهد فى رأيى كان فى الحلقتين «٢٩» و«٣٠»، حتى إننى كنت أشعر بـ«تنميل» فى أصابعى العشرة بسبب صعوبة هذه المشاهد المؤثرة والمأساوية، فضلًا عن المشاهد التى تشعر فيها «رضوى» بالخذلان من أقرب الناس إليها، سواء زوجها أو أهلها أو صديقتها المقربة «سعاد».
■ كيف حضّرت لمثل هذه الشخصية إذن؟
- كما قلت، شخصية «رضوى» البسيطة الطيبة التى تتعرض للعديد من المشاكل المأساوية أجهدتنى.. تعبت فيها جدًا، حتى من قبل أن أبدأ فى تصويرها، فقد ذاكرت كل تفاصيلها فترة ليست بالقصيرة.. أحبها للغاية، وسعيدة بالنجاح الذى حققته، وتوجيه الأنظار إلى قضايا مهمة من خلالها.
وأعتقد أنه من المهم جدًا وجود «أعمال فنية توعوية» بشكل مستمر، مثل مسلسل «صوت وصورة»، الذى يدق ناقوس الخطر بشأن العديد من الظواهر الحالية فى حياتنا، مثل تأثير «السوشيال ميديا» و«الذكاء الاصطناعى»، واستخدامهما فى تضليل الحقائق.
■ وهل واجهتم أى صعوبات عامة أثناء التصوير؟
- أنا لا أفضل التصوير بالتزامن مع العرض، لأنه أمر يوترنى بشدة، ويجعلنى طوال الوقت مشغولة بالعمل وتصويره، ومنتظرة ردود الأفعال فى الوقت نفسه. كما أن هذه الطريقة قد تفرض تغييرًا أو تعديل شىء بناءً على ردود الأفعال، وهو ما لا أفضله، فأنا أحب الاستمرار فى تقديم الشخصية التى أسستها من البداية؛ بغض النظر عما يقوله الجمهور.
لكن رغم ما أصابنى من توتر شديد، فإننى فى انتظار ردود الأفعال أثناء تصوير المسلسل، فهى مشجعة لى بصورة كبيرة، فالنجاح الكبير للعمل وتقبله من قِبل الجمهور منحنى طاقة كبيرة، وهوّن علىّ الإجهاد الشديد.
■ هل ستقدمين أى أعمال درامية فى موسم رمضان المقبل؟
- لم أستقر على المشاركة فى موسم رمضان المقبل حتى الآن، لا أستطيع التفكير فى شىء حاليًا، وكل العروض التى تلقيتها لم أقرأها بعد، بسبب انشغالى بـ«صوت وصورة» وتقمص شخصية «رضوى» خلال الفترة الماضية، لذا أحتاج وقتًا للخروج من هذه الشخصية والتركيز فيما هو قادم، وبالتالى لم أحسم أمرى بشأن موسم رمضان.
■ وماذا عن السينما؟
- السينما هى «ذاكرة الأمة»، ولها أهمية شديدة فى أى مجتمع، لذا أجهّز للمشاركة فى مشروعين سينمائيين، أبدأ تصوير الأول فى ديسمبر المقبل، والآخر لم يُحدد موعد تصويره بعد، وأتمنى أن تنال مشروعاتى الفنية إعجاب الجمهور.
■ أخيرًا.. ما الرسالة التى تريدين توجيهها إلى أهل غزة؟
- من كل قلبى أدعم أهلنا فى فلسطين وقطاع غزة، وأقول لهم: أنتم رمز الصمود والكرامة و«الجدعنة»، وما يحدث معكم حاليًا هو انتهاك لكل معانى الإنسانية من قِبل القوة المحتلة الغاشمة.. ربنا ينصركم ويقويكم.. سنظل نفعل كل ما فى أيدينا وبوسعنا لدعمكم ومساعدتكم.