"وول ستريت جورنال" تستعرض الضغط الإسرئيلى لتهجير الفلسطينيين من غزة لأوروبا
في ظل الضغط الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة باتجاه الأراضي المصرية أو إلى أوروبا، كما طالب عضو كنيست إسرائيلي الأسبوع الماضي.
في هذا السياق، كانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية طالبت الأسبوع الماضي، باستقبال عدد من سكان غزة في أوروبا، معبرة عن رؤيتها في ضرورة قبول أعداد من الفلسطينيين كمهجرين بعدما دمر الاحتلال الإسرائيلي غزة.
وأكدت الصحيفة في تقرير لها أن الانتقال يجب أن يكون لدول العالم المختلفة وليس للدول العربية على وجه الخصوص.
ودعت الصحيفة إلى قبول أوروبا وأمريكا أعدادا محدودة من الفلسطينيين، خاصة هؤلاء الذين أصيبوا بشدة، مشيرة إلى أن أوروبا تتمتع بتاريخ طويل في مساعدة اللاجئين الفارين من الصراعات، وهناك الكثير من الأمثلة على ذلك.
وتابعت الصحيفة "ينبغي على البلدان في جميع أنحاء العالم أن توفر ملاذا لسكان غزة لتخفيف الأزمة، وعلى المجتمع الدولي واجب أخلاقي في دعم شعب غزة، مع العلم بأن الأمر ليس الغرض منه تصفية القضية".
داني دانون يطالب الدول التي تصوت لصالح فلسطين باستقبال أهالي غزة
وفي 14 نوفمبر الجاري، اقترح أعضاء الكنيست داني دانون من حزب الليكود ورام بن باراك من يش عتيد أن العديد من الدول التي تصوت بشكل دائم لصالح الفلسطينيين يجب أن تستقبل أولًا 10.000 من سكان غزة لكل منها.
وسارع الوزير سموتريتش إلى دعم المساعدة الإنسانية الصحيحة الحل بعد 75 عامًا من الفقر والمخاطر".
وكتب الاثنان في المقال أن الأمم المتحدة تتجاهل في قراراتها حقيقة أن حماس في المشكلة وليست الحل، وأنه من المهم للغاية أن يقف المجتمع الدولي إلى جانب شعب غزة ويدرس الأفكار الجديدة.
وينص الاقتراح الإسرائيلي على أنه على غرار ما يحدث في صراعات أخرى في العالم، ستستقبل دول مختلفة عائلات من غزة ترغب في الهجرة وإعادة التوطين، ويمكن القيام بذلك من خلال آلية منظمة بالتنسيق بين الدول، والغرض منها هو توفير استجابة دولية لسكان غزة علاوة على ذلك، ومن أجل تسهيل تأقلم الفلسطينيين يستطيع المجتمع الدولي، بل ينبغي له أن يساعدهم بحزمة مساعدات اقتصادية سخية، بحيث يمكن استيعاب كل أسرة في غزة في بلد المقصد بسهولة وراحة أكبر.
وقال دانون" و"بن باراك" إن المنظمات الدولية يمكن أن تلعب دورا مركزيا في نقل سكان غزة الذين يرغبون في القيام بذلك إلى البلدان التي توافق على استقبالهم، حتى عدد أولي صغير نسبيا يبلغ 10.000 من سكان غزة لكل دولة مستقبلة سيجلب إغاثة هائلة لمعاناة السكان وتحسين الوضع في غزة هناك 193 دولة في العالم، وأغلبها، على الأقل بحسب أصواتها في الأمم المتحدة، تدعم دعما لا هوادة فيه للفلسطينيين، لذلك يمكن الافتراض أنهم لن يعترضوا على مساعدة هؤلاء الفلسطينيين الذين دعموهم على مر السنين، كل ما هو مطلوب هو عدد من الدول التي ستستجيب للطلب وتقبل سكان غزة.
وأشار أعضاء الكنيست إلي أن هذا الحل سيكون بمثابة فرصة لدول العالم للوقوف جنبا إلى جنب وإظهار التعاطف والالتزام بحل مستدام، ما سيساعد على استقرار الشرق الأوسط بأكمله.
وفي هذا السياق، رحب وزير المالية ورئيس الحركة الصهيونية الدينية بتسلنيل سموتريتش بالمقال الذي نشره دانون وین باراك في صحيفة "وول ستريت جورنال"، ووصف الإخلاء المقترح بـ"الهجرة الطوعية".
وقال سموتريتش "هذا هو الحل الإنساني الصحيح لسكان مدينة القدس، غزة والمنطقة برمتها بعد 75 عاما من اللاجئين والفقر والمخاطر معظم سكان غزة هم الجيل الرابع والخامس من لاجئي 48، الذين بدلا من إعادة تأهيلهم منذ فترة طويلة على أساس شخصي وإنساني مثل مئات الملايين من اللاجئين في جميع أنحاء العالم، تم احتجازهم کرهائن في غزة في الفقر والاكتظاظ وكانت رمزا للرغبة في تدمير دولة إسرائيل وعودة اللاجئين إلى يافا وحيفا وعكا وطبريا.
وأشار وزير الاحتلال اليميني إلى أن هذا أيضا هو السبب وراء الكراهية الشديدة التي ينشأ بها سكان غزة ويتعلمون تجاه دولة إسرائيل واليهود، وهي الكراهية التي لا يمكن إلا أن تفسر قسوة المذبحة الرهيبة التي ارتكبتها حماس ضد مواطني إسرائيل علي حد زعمه، مستدركا "وكأن دولة إسرائيل هي مصدر كل مآسيهم، وعلى أي حال فإن الحل يكمن في تدميرها".
وأشار سموتريتش إلي أن منطقة صغيرة مثل قطاع غزة، بدون موارد طبيعية ومصادر رزق مستقلة، ليست لديها فرصة للعيش بشكل مستقل واقتصادي وسياسي، وفي مثل هذه الكثافة الكبيرة لفترة طويلة، ولهذا السبب فإن استقبال الفلسطينيين اللاجئين من دول العالم التي تريد حقا مصالحهم الفضلى.
وزعم سموتريتش أن المساعدة المالية السخية من المجتمع الدولي، ومن داخله دولة إسرائيل، هو الحل الوحيد الذي سيضع حدا لمعاناة وألم اليهود وإسرائيل العرب على حد سواء دولة إسرائيل لن تكون قادرة بعد الآن على قبول وجود كيان مستقل في غزة، والذي، كما ذكرنا، يقوم في جوهره على الكراهية لإسرائيل والرغبة في تدميرها".