سقوط أكاذيب إسرائيل حول «أسلحة حماس» فى مستشفى «الشفاء»
فضحت مقاطع فيديو متداولة، كذب جيش الاحتلال الإسرائيلى بشأن الفيديوهات التى نشرها وزعم فيها عثوره على أسلحة تابعة لحركة «حماس» داخل مجمع «الشفاء» الطبى فى قطاع غزة، الذى تحاصره إسرائيل بالدبابات والآليات العسكرية منذ أكثر من ٨ أيام.
وقارنت شبكة «CNN» الأمريكية بين مقاطع الفيديو التى نشرها الجيش الإسرائيلى، والتى سمح للشبكات الدولية بتغطيتها، فأظهر ذلك تناقضًا فجًا فى عدد الأسلحة، وكذلك توقيت التصوير.
وأوضحت الشبكة الأمريكية أن مقطع فيديو للجيش الإسرائيلى، بثه الأربعاء الماضى الموافق ١٥ نوفمبر الجارى، وقال فيه إنه عثر على أسلحة تابعة لـ«حماس» داخل مجمع «الشفاء» الطبى- كان يُظهر أسلحة أقل مما ظهرت فى الفيديوهات اللاحقة التى صورتها شبكات الأخبار الدولية، رغم أنها للمكان ذاته.
واستشهدت «CNN» بمقاطع فيديو بثتها قناة «Fox news» الأمريكية، بعد منحها حق الوصول إلى المكان، وقارنتها بتلك التى نشرها الجيش الإسرائيلى، فظهر فرق واضح فى عدد الأسلحة.
ورجحت الشبكة أن تكون قوات جيش الاحتلال الإسرائيلى نقلت أسلحة إلى هذا المكان، قبل السماح للقنوات الدولية بتصويره، لتدعيم وجهة النظر الإسرائيلية حول وجود أسلحة للحركات الفلسطينية داخل المستشفى.
وأظهر ترى ينجست، مراسل القناة الأمريكية، وجود بندقيتين من طراز «AK-47» فوق إحدى الحقائب التى وجدوها خلف جهاز أشعة بالرنين المغناطيسى، رغم أن مقاطع الفيديو الصادرة عن الجيش الإسرائيلى أظهرت بندقية واحدة فقط.
وتساءلت «CNN» فى تقريرها: مَن أتى بالسلاح الثانى من الطراز ذاته، رغم أنه لم يكن موجودًا؟ ولماذا لم يظهر فى مقطع الجيش الإسرائيلى الذى بث فى وقت سابق؟
وتابعت: «من الممكن أنه تمت إزالة الأسلحة من مكان الحادث، واستبدالها قبل وصول أطقم الأخبار، لكن هذا لا يفسر سبب ظهور المزيد من الأسلحة عند وصول الصحافة، مقارنة بالفيديو الأصلى للجيش الإسرائيلى».
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أنه تم منحها حق الوصول إلى مستشفى «الشفاء» فى اليوم التالى لتلك الفيديوهات، أى يوم ١٦ نوفمبر، ووجدت أن البندقيتين لا تزالان موجودتين فوق الحقيبة ذاتها.
ولم تكن الكذبة الإسرائيلية تتعلق بعدد الأسلحة ووجودها من الأساس فحسب، بل ظهر «دليل نفى» آخر، يتعلق باختلاف التوقيت، ما زاد من الشكوك حول حقيقة ما يزعمه الاحتلال عن مستشفى «الشفاء».
وبينت الشبكة الأمريكية أن جوناثان كونريكوس، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى، ظهر فى أحد مقاطع الفيديو الصادرة عن جيش الاحتلال، وكانت الساعة التى يرتديها تشير إلى أن التوقيت «١٣:١٨» ظهرًا، لكن الفيديو الذى صورته قناة «Fox news» كان فى منتصف الليل.
كما تشككت أيضًا حول التوقيت الذى قرر فيه الجيش الإسرائيلى إظهار صور الأسلحة، مبينة أن ملف تطبيق «WhatsApp»، الذى نُشرت صوره على الحسابات الخاصة بالجيش الإسرائيلى، يشير التوقيت فيه إلى أن «صورة الأسلحة» اُلتقطت الساعة «١٧:٣٥ مساءً»، أى بعد جولة المتحدث داخل مجمع «الشفاء» بنحو ٤ ساعات، وقبل نحو ٦ ساعات من السماح للقنوات الدولية بالدخول للتصوير.
وأكدت الشبكة الأمريكية أنها تواصلت مع الجيش الإسرائيلى للحصول على توضيحات حول تلك التناقضات الواضحة، لكنهم لا يجيبون عنها.
تأتى تلك التناقضات التى تكذب رواية جيش الاحتلال بأن مستشفى «الشفاء» يحوى مقرًا لقيادة حركة «حماس»، بجانب التصريحات التى أدلى بها مسئولون إسرائيليون، واعترفوا خلالها بعدم تمكن قوات جيش الاحتلال من العثور على أى محتجزين أو عناصر للحركات الفلسطينية داخل المستشفى.
واعترف بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، الخميس الماضى، بأنهم لم يجدوا أى محتجز داخل مستشفى «الشفاء»، رغم أنه كانت لديهم مؤشرات قوية على وجودهم فى الداخل.
وقال «نتنياهو»، فى تصريحات لقناة «CBS» الأمريكية، إن حكومته كانت تملك معلومات قوية تشير إلى أن هناك محتجزين إسرائيليين داخل مستشفى «الشفاء»، لذا تم تنفيذ عملية اقتحام للمستشفى مرتين، لكن لم يتم العثور على أحد فى الداخل.
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلى: «نملك بالفعل معلومات استخبارية عن المحتجزين»، لكنه لم يفصح عن أى منها، أو عن أى تفاصيل أخرى خاصة بهم.
ورغم تنفيذ قوات الاحتلال الإسرائيلى عمليتى اقتحام لمستشفى «الشفاء»، وقصف مبانيه، وإطلاق النار على المرضى داخله، لم يثبتوا صحة ما روجوه من مزاعم حول وجود مراكز قيادة لـ«حماس» فى الطابق السفلى من المستشفى، أو حتى فتحات لأى أنفاق تستخدمها عناصر المقاومة.